أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - افريقيا المتأسرلة..أين العرب؟














المزيد.....

افريقيا المتأسرلة..أين العرب؟


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5147 - 2016 / 4 / 29 - 06:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تسجل الدول العربية على مدى السنوات التي تلت قيام مستدمرة إسرائيل عام 1948 ، نجاحا في جذب أي جهة مؤيدة للقضايا العربية والحفاظ عليها ، بينما نجد مستدمرة إسرائيل ، تحصد الحلفاء الذين رموا أنفسهم راغبين وطائعين للتضامن مع العرب ، وفي المقدمة قارة إفريقيا ، وهذه نقطة ليست لصالحنا .
وتشكل إفريقيا نموذجا في "الردة "والتأسرل ، ومن غير المنصف بطبيعة الحال إلقاء اللوم على الأفارقة ، لأنهم قدموا "السبت " لكننا لم نقدم لهم "الأحد" كما يقول المثل الدارج ، ولا يمكن القياس على ما قدمه القذافي لملوك لإفريقيا ، لأن ما قدمه كان عبارة عن رشا للتصويت عليه إمبراطورا لإفريقيا.
بعد إلحاق الهزيمة بالدول العربية في حرب حزيران 1967 ، تقاطرت الدول الإفريقية على المحروسة مصر ، لإظهار تضامنها مع مصر عبد الناصر ، إنطلاقا من إفريقيتها ، رغم أن احدا لا يحترم الضعيف والمهزوم ، ولكن قارة إفريقيا تجاوزت هذه القاعدة ، مع أن مستدمرة إسرائيل كسبت الكثير من الدعم الدولي بعد تلك الحرب ، التي يجب ألا تسجل في ملفات المواجهات المسلحة على انها حربا ، بل يجب التأكيد على انها خطة مدروسة جرى تنفيذها في ست ساعات ، أما بقية الأيام الستة فهي المدة التي توصل فيها مجلس الأمن للقرار 242 سيء السمعة والصيت.
شذّ غالبية الحاكم الأفارقة عن القاعدة ، وقطعوا علاقات بلادهم مع مستدمرة إسرائيل ، وبناء عليه تعرضوا لضغوطات إسرائيلية امريكية بريطانية وفرنسية كبيرة ، من أجل التراجع عن قرارهم بقطع العلاقات مع إسرائيل ، ويقيني أنهم تلقوا وعودا غير متخيلة بالدعم لبلدانهم الفقيرة ، لكنهم أصروا على مواقفم التضامنية مع مصر عبد الناصر ، رغم معرفتهم الأكيدة أنهم لن يحصلوا من مصر على أي مساعدات .
لم يستطع الحكام الأفارقة الذين تضامنوا مع مصر عبد الناصر الإستمرار في مواقفهم التضامنية مع مصر ، لأن السادات الذي تسلم مقاليد الأمور في المحروسة مصر بعد إغتيال الرئيس جمال عبد الناصر بالسم البطيء ، قام بنفسه بما لم يكن متخيلا من أحد ، وبالتالي وضعهم في موقف محرج ، وأصبح لزاما عليهم التراجع عن قطع علاقاتهم مع مستدمرة إسرائيل وبالمجان بعد رفضهم الكثير من المساعدات.
قام السادات بشطب التاريخ المصري والإفريقي معا ، بتوقيعه معاهدة كامب ديفيد عام 1979 ، وتشدقه بالسلام مع مستدمرة إسرائيل ، رغم مواقف الشعب المصري الرافضة لذلك ، بدليل أن الشعب المصري ما يزال يرفض حتى اليوم فكرة التطبيع مع مستدمرة إسرائيل ، بدليل أن مجلس الشعب قام مؤخرا بفعل بطولي بإمتياز تمثل بشطب الخائن توفيق عكاشة الذي ورث الخيانة من خاله كما يقول المصريون ، من سجلات المجلس ، لقيامه بالتطبيع مع الإسرائيليين ، ولقاءاته المتعددة مع السفير الإسرائيلي المعزول في القاهرة.
يتحمل السادات بذلك جرم إجبار إفريقيا على الإرتماء في أحضان مستدمرة إسرائيل مجددا ، وهذا يعني أن إفريقيا عادت هي الأخرى فضاء مفتوحا لإسرائيل ، التي تتغلغل فيها طولا وعرضا ، إلى درجة أنها تستغل الأرض الإفريقية لزراعة المحاصيل المائية ، وتقوم بتصديرها على انها إسرائيلية ، وتكون بذلك قد نهبت المياه الإفريقية ، ولا ننسى أن الإسرائيليين وصلوا إلى أعالي النيل ، ونسجوا علاقات مع الجميع وفي المقدمة إثيوبيا ، التي تهدد بتغيير إتفاقيات نهر النيل وإلحاق الضرر بمصر والسودان وإن بقي الوضع على حاله فإن المحروسة مصر ستتفقد نيلها العظيم في العام المقبل، ناهيك عن تمترسهم مع السلاح النووي في المناطق المطلة على اليمن والخليج .
كان المعول الإسرائيلي ولا يزال عامل هدم في إفريقيا ، فقد أشعلت إسرائيل النيران في السودان منذ إستقلاله ، ما أدى إلى إرهاق السودان طيلة 60 عاما ، والإنتهاء بتقسيم السودان بين شمال وجنوب ، كما أن الإستخبارات الإسرائيلية تجوب إفريقيا شبرا شبرا ، ولذلك يكثر "المستثمرون " الإسرائيليون وشركاتهم الناهبة ، ويقتفون أثر المستثمرين الأردنيين والفلسطينيين هناك ، ويعرضون عليهم التحالف بعيدا عن العرب .
بعد إنفصال جنوب السودان عن شماله ، تحولت جوبا إلى مستدمرة إسرائيلية ، ولست مغال إن قلت أن جوبا اليوم أصبحت ذات طابع إسرائيلي نظرا لكثافة الوجود الإسرائيلي فيها ، علما أنهم ليسوا معنيين بتطوير الأوضاع هناك ، بل يقومون بجمع المعلومات والبحث والتنقيب عن المعادن الثمينة في ذلك الإقليم الفاشل .
لا أنكر أن هناك وجودا عربيا إسلاميا في إفريقيا ، ومن أبرز ما نقدمه للأفارقة هو بعض المساعدات الخفيفة ، مثل حفر آبار المياه ، والدعوة إلى الإسلام ، ويتزوج بعض الدعاة من ثانية او ثالثة ومع أهمية ذلك ، إلا أن المطلوب هو تجذر التواجد السياسي والتنموي العربي في هذه القارة الواعدة.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراجون الأردنيون إكتشاف جنان الأردن
- اختتام مؤتمر -الاتجاهات المعاصرة في مؤسسات التعليم: إصلاح وت ...
- -التعويض -مقابل السلام
- المؤتمر الدولي الخامس للعلوم الإنسانية يبحث الاتجاهات المعاص ...
- عبد الفتاح مورو ..الداعية التي نريد
- دبلوماسي بوسني ينفي إختطاف أيتام وتجنيدهم مع داعش
- نحن واليهود ..لا يزاودنّ علينا أحد
- ليفني مصابة بالإيدز.. اللهم لا شماتة
- مصطفى سلامة ..لاجيء فلسطيني يرفع علم الأردن فوق إيفرست
- داعش في طور التفكيك
- داعش يمهد لأوروبا إحتلال ليبيا
- جائزة أفضل معلمة ..لماذا؟
- ظاهر عمرو ..رئيس حزب مميز
- قيادة جديدة لحزب الحياة
- مظاهر الإرهاب في الغرب ..حرف للأنظار عن الإرهاب الصهيوني في ...
- إسرائيل إذ تفرض شروطها على تركيا
- حزب الله ..الصيد السهل
- الحرب على -الإرهاب -.. عقيدة بوش
- إقترب الحسم في سوريا
- الإنسحاب الروسي من سوريا ..تحقق الهدف


المزيد.....




- -البعض يحبها-.. ترامب يكشف دراسة إدارته لقرار بشأن الماريغوا ...
- خلّف سحابة سوداء ضخمة.. فيديو يُظهر انفجارًا بمصنع للصلب في ...
- قصف روسي على زابوريجيا يصيب 20 شخصا على الأقل
- خطة نتنياهو الكارثية للسيطرة على غزة - افتتاحية فايننشال تاي ...
- استنفار أوروبي قبل قمة ألاسكا.. ميرتس يجتمع بترامب وزيلينسكي ...
- السودان: 40 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين ...
- -مراسلون بلا حدود- تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن لحماية صحفي ...
- منظمات دولية للجزيرة نت: اغتيال طاقم غزة لإسكات آخر شهود الح ...
- موقع وهمي وشعارات مزيفة.. سقوط -مكتب مكافحة الجريمة- في الهن ...
- 7 أيام في ألماتي الكازاخية جوهرة آسيا الوسطى


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - افريقيا المتأسرلة..أين العرب؟