أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - مصطفى سلامة ..لاجيء فلسطيني يرفع علم الأردن فوق إيفرست














المزيد.....

مصطفى سلامة ..لاجيء فلسطيني يرفع علم الأردن فوق إيفرست


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5124 - 2016 / 4 / 5 - 01:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتحدث اليوم عن الكابتن مصطفى سلامة الذي وطئت قدماه أعلى سبع قمم في العالم ، وهو ليس من أبناء نادي الذوات المتنفذين الذين تتداور عليهم المناصب العليا ، وكأنهم العشرة البررة المبشرين بالجنة ، وتنتقل هذه المناصب إلى ذريتهم توريثا قسريا ، بل هو لاجيء فلسطيني غادر والده إلى الكويت وعمل فيها سائق شاحنة خط خارجي ، ولذلك كان كثير الغياب عن البيت ، ما جعل الأم الصارمة تتولى تربيتهم ، والغريب في الأمر أن والده أيضا كان مخرجا مسرحيا .
عاد مصطفى من الكويت ليدرس الفندقة في الأردن ، ويقطن في مخيم الوحدات عند عمته التي كان لديها 19 ولدا ، لذلك لم يجد له مكانا للنوم سوى على السطوح ، وكان خارج اوقات الدراسة يبيع الكوكاكولا وحلويات الصواني على رأسه في المخيم ليوفر قوت يومه .
لم يستسلم مصطفى لقدره وينحرف ، ولكنه واظب وتعب ، وساقه القدر للعمل في بيت السفير الأردني بلندن براتب مقداره 500 دينار بوظيفة جارسون ، وكان والده العائد منكوبا من الكويت بعد حرب الخليج الثانية يتسلم الراتب من الخارجية الأردنية ، ويصرفه على اولاده .
لم يكن يعرف اللغة الإنجليزية وهذه ما كان يضايقه ، فترك العمل عند السفير وضحى بالراتب الكبير ، وواصل مشوار حياته كادحا يشق دربة بالتصميم على النجاح وواظب العمل إما جارسونا أو غاسل صحون ، وذات ليلة رأ ى حلما أنه يرفع الأذان ويصلي فوق قمة جبل إيفرست ، فإستيقظ منهكا يتصبب جسده عرقا .
عندها بدأ بقرع الخزان ، وتوجه لصحيفة بريطانية وعرض الأمر على صحافي كان يتناول طعامه عنده في المطعم الذي يعمل فيه ، فوعدوه بكتابة تقرير عنه ، وعاد إلى عمان ليجرب قرع الخزان فيها ، لكنه لم يجد أذنا صاغية ، فرجع مرة ثانية إلى لندن ، ونشرت الصحيفة تقريرا عنه ، فإتصل به الديوان الملكي طالبين منه العودة الفورية إلى عمان لأمر هام ، فخمن أن جلالة الملك عبد الله الثاني فرأ التقرير ، وكان تخمينه في محله ،
وإستقبله جلالة الملك أحسن إستقبال وإستمع لقصته ووعده بالدعم .
عاد إلى لندن وإقترح عليه فندق الشيراتون الذي كان يعمل فيه أن يدربه على تسلق القمم في التبت ، وبدأ البرنامج وعانى مصطفى ما عانى من من عمى الثلج ، ناهيك عن النوم في خيمة لم يعتد عليها والأهم من ذلك أنه إضطر لوقف التدخين نهائيا بعد ان كان مدخنا شرها .
لم يستسلم للفشل بل صمم على الإنجاز مستعينا بالله وغادر إلى امريكا وتسلق أعلى قمة هناك ، وذاع صيته وترجم جلالة الملك كلامه في اللقاء الأول إلى دعم ملموس على أرض الواقع ، ما شد من أزر مصطفى ، وفي الأعوام 205-2007 عانى كثيرا وفشل في تحقيق الحلم ، لكنه إزداد إصرارا على إصرار ، رغم إصابته بالقرحة وبالربو.
وفتح الله عليه عام 2008 وكان تسلق جبل إيفرست في 15 أيار فقرر المكوث هناك عشرة أيام ليكون تربعه على عرش القمة صبيحة عيد الإستقلال الأردني ، وهناك رفع الأذان وصلى وزرع العلم الأردني ، ليكون بذلك هو اللاجيء الفلسطيني الذي إحتضنه جلالة الملك وزرع العلم الأردني فوق قمة إيفرست.
ما جعلني أكتب قصة هذا الشاب المكافح ليس لأنه نجح في الوصول إلى أعلى قمم العالم السبع ، رغم عظمتها وما فيها من دروس ، بل الذي حثني على تسطيرها هو أنه لا جيء فلسطيني تشرد في لندن ، وعندما نجح في الوصول إلى قمة إيفرست رفع العلم الأردني وزرعه فوق القمة ، ومع ذلك لم نسمع منه أنه يستمنن بأنه خدم البلد وانه إبن بلد يجب أن يتقلد أرفع المناصب ويتقاضى أعلى الرواتب ، بل على العكس من ذلك يعتز بفلسطينيته وبأردنيته معا ويعد بالمزيد من أجل خدمة الأردن ، رغم انه قدم دعما ماليا لبنك الحسين للسرطان بقيمة 2 مليون دينار من خلال نشاطات تسلقية ، وها هو يخطط لتدريب خمس فتيات أردنيات على تسلق قمة إيفرست ، لنرى إن شاء الله أن أول فتاة أردنية ستتربع على عرش قمة إيفرست في العام 2008، أليس هذا هو الولاء والإنتماء ؟



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش في طور التفكيك
- داعش يمهد لأوروبا إحتلال ليبيا
- جائزة أفضل معلمة ..لماذا؟
- ظاهر عمرو ..رئيس حزب مميز
- قيادة جديدة لحزب الحياة
- مظاهر الإرهاب في الغرب ..حرف للأنظار عن الإرهاب الصهيوني في ...
- إسرائيل إذ تفرض شروطها على تركيا
- حزب الله ..الصيد السهل
- الحرب على -الإرهاب -.. عقيدة بوش
- إقترب الحسم في سوريا
- الإنسحاب الروسي من سوريا ..تحقق الهدف
- حارث الضاري
- خراسان ...الطريق إلى إيران))) إصدار الباحث العزّوني الجديد
- إقترب الترانسفير الفلسطيني
- سفير الهند لدى الأردن يحاضر في منتدى الفكر العربي حول آفاق ا ...
- تركيا إلى أين؟
- خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى
- تجليات في سرادق الشهيد الزيود
- سوريا على مذبح التقسم
- الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - مصطفى سلامة ..لاجيء فلسطيني يرفع علم الأردن فوق إيفرست