|
إقترب الترانسفير الفلسطيني
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5101 - 2016 / 3 / 12 - 02:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إقترب الترانسفير الإسرائيلي ، بإعلان من مستدمرة جاء فيه أن نصف المستدمرين الإسرائيليين ، صوتوا لصالح قرار طرد وإبعاد الفلسطينيين الذين يشكلون ما نسبته 19% من سكان مستدمرة إسرائيل ، وهذا ما نتحدث عنه منذ زمن ويطلق عليه "الترانسفير ، وهم نحو 1.5 مليون فلسطيني ، فشلت العصابات الصهيونية وجيش الإنقاذ العربي ، من تحميلهم في شاحنات الجيوش العربية التي جاءت لضمان قيام مستدمرة إسرائيل ، بحجة انهم سيعيقون عملية "التحرير" التي جاء من أجلها جيش الإنقاذ العربي عام 1948 ، حيث تم جمع السلاح الفلسطيني ، وإجبار الفلسطينيين على مغادرة ديارهم ، وقيل لهم : تحملونا أسبوعا أو أسبوعين ، وليعلم الجميع أن هذه المعلومة لا تبريء الصهاينة من الطرد والتهجير ، لكن الجانب الرسمي العربي المرتهن للغرب وليهود بحر الخزر آنذاك ، هو الذي نفذ جانبا كبيرا من العملية . الغريب في الأمر أنه وفي نفس يوم إذاعة الخبر المتعلق بنتائج الإستطلاع على إبعاد الفلسطينيين ، قاموا بنشر خبر مثير لمن يقرأ بعمق ، وهو الكشف عن عديد من حالات طعن أصيب فيها 9 إسرائيليون ومعهم سائح أمريكي ، على شاطيء البحر المتوسط بيافا ، عشية زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لمستدمرة إسرائيل ، وهذا أكبر دليل على أن التصعيد الأخير ومكانه على أن الإستخبارات الإسرائيلية هي التي دفعت بهذا التصعيد. ولعل هذا الخبر يكشف صلة الوصل بين نتائج الإستطلاع ودوافعه ، وبين الهبة الفلسطينية المقدسية ، التي وجدت الإستخبارات الإسرائيلية لها مكانا لتحرك أصابعها فيها ، من أجل توجيه الرأي العام الإسرائيلي والدولي في ما بعد ، تمهيدا لتنفيذ الخطة القديمة الجديدة ، وهي الترانسفير ، والإنتهاء بال "خيار " الأردني ، رغم نضوج ورخص "الفقوس " الفلسطيني. هناك أسئلة كثيرة تطرح نفسها في هذا الخضم من الأحداث الموجهة لمن يراقب عن كثب ويقرأ بعمق وأول هذه الأسئلة : هل يعقل لفلسطيني أن يترك الإحتلال المسلح في القدس المحتلة – قلب الهبة – ويذهب إلى شاطيء يافا ليطعن يهوديا في متجر؟ ثم ما سر تحرك فلسطينيي الساحل المحتل عام 1948 الملحوظ هذه الأيام ، من خلال محاولات طعن إسرائيليين ؟ وهل يعقل أنهم إكتشفوا انهم تحت الإحتلال مع أنهم أول من إكتوى بناره؟ إن هذه الحالة تعيدنا إلى تفجيرات الفنادق عام 2005 في العاصمة عمّان ، إذ "تسلل "عراقيون ، تقودهم ساجدة الريشتاوي ، وفجروا عددا من الفنادق من ضمنها صالة أعراس تشهد حفل عرس لزوجين شابين بريئين ، وعندما سئلت الريشتاوي عن جريمتها ، أجابت أن الأمريكيين قتلوا إخوتها في العراق !!!! هذا الجواب بطبيعة الحال هو عذر أقبح من ذنب ، وهو مفتاح لمن يرغب بمعرفة الحقيقة ، إذ هل يعقل أن تخاطر هذه المجموعة الإرهابية بنفسها ، وتتسلل من بين الدبابات الأمريكية في العراق ، وتدخل الأردن لقتل زوجين يحتفلان بعرسهما في تلك الليلة ، ويذهب ضحية جريمتهما أيضا المخرج السينمائي العالمي مصطفى العقاد؟ السؤال الثاني الذي يفرض نفسه أيضا ، هو: لماذا تقوم قوات الجيش والأمن الإسرائيلية بقتل من يقال انهم يحاولون طعن الإسرائيليين ؟ أليس من الأجدر أن يتم إعتقالهم أحياء للتحقيق معهم ومعرفة دوافعهم ومن يقف وراءهم ؟ هذا في حال أن العديد من حالات الطعن لا ينفذها أذناب الإحتلال وبتوجيهات منه ، وبذلك تكون التضحية بهم سهلة ومطلوبة وغير مكلفة. أما بخصوص الهبة الفلسطينية في القدس ، والتي يقال أنها هبة شباب على "رؤوسهم " ، وأن مخابرات الإحتلال وأمن السلطة الفلسطينية لم يكتشفوا خيوط أحدهم ، فهذا كلام يجب مراجعته ، لأن مخابرات الإحتلال وأمن السلطة ليسوا بهذا الغباء ، أن تغيب عنهم تحركات بمثل هذا المستوى من الخطورة ، ويقيني أن هناك مرحلة أخرى تؤسس لها الهبة وهي الفصل بين الطرفين ، تماشيا مع نتائج الدمار العربي الذي نراه منذ خمس سنوات ، ومآلنا إلى التقسيم عرقيا وإثنيا ، تمهيدا لكي تصبح مستدمرة إسرائيل دولة يهودية خالصة ، شأنها شأن كانتونات المنطقة ، لكن الفرق الجوهري بيننا هو أن مستدمرة إسرائيل اليهودية ، ستكون هي السيد المطاع وهي المرجع للجميع ، بمعنى أن كافة الكانتونات الشرق أوسطية ، ستكون مربوطة بوتد في تل أبيب ، وستصبح مستدمرة إسرائيل هي العضو المؤسس والمقرر في جامعة الشرق الأوسط التي ستقوم على أنقاض جامعة الدول العربية. قد يقول قائل بخصوص بعض حالات الطعن الإسرائيلية ، وهو أن الدم اليهودي محرم على اليهودي ، والجواب أن هذا الكلام موجود في التوراة لكن التلمود وخاصة تلمود بابل ، لا يحرم ذلك بل ويدعو له في سبيل مصلحة إسرائيل الكبرى ، ثم أليس هناك سوابق خطيرة رأيناها عام 1948 ، عندما كان يتم تفجير بواخر تحمل مهاجرين يهود مضللين من كبار السن ليقال أن العرب هم الذين فجروها؟ هذه القضية تقودنا إلى الحرام والحلال في العقيدة اليهودية ، وهي أن كل الحرام حلال في حال كان هناك مصلحة لليهود ، والدليل على ذلك أن الزنى في العقيدة اليهودية حرام ، لكن حاخام إسرائيل الأكبر " إسرائيل لاو " ، منح وزيرة خارجية مستدمرة إسرائيل السابقة الحوراء تسيبي ليفني - التي صرحت ذات يوم انها عاشرت الكثير من وزراء الخارجية والمسؤولين العرب ، لكنها تجرأت وكشفت إثنين من المسؤولين الفلسطينيين ، لأن القيادة الفلسطينية كانت في تلك الفترة متشبثة بموقفها الرافض لإستئناف المفاوضات - فتوى رسمية تبيح لها إقامة علاقات جنسية مع مسؤولين أغيار ما دام ذلك يصب في مصلحة إسرائيل الكبرى. نحن على أبواب الكونفدرالية الأردنية – الفلسطينية والأردن الوسيع ، الذي سيستوعب الفلسطينيين بشكل نهائي مع مساحات جوار عربية وفق خطة تقضي بتوسيع الأردن .
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سفير الهند لدى الأردن يحاضر في منتدى الفكر العربي حول آفاق ا
...
-
تركيا إلى أين؟
-
خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى
-
تجليات في سرادق الشهيد الزيود
-
سوريا على مذبح التقسم
-
الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة
-
الأردن وصندوق النقد الدولي ..آمال خائبة
-
سيناريوهات التدخل البري في سوريا
-
وثيقة كيفونيم الإسرائيلية
-
زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
-
إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
-
المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
-
مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
-
أمريكا ..السعودية ..إيران
-
مضايا ..الموت المفاجيء
-
إنتفاضة القدس ...الدهس والطعن وقضايا أخرى
-
إسرائيل تريد بقاء الأسد لأنه يرفع الشعارات.. ولا يحاربها ...
...
-
مناسبة سحّابية عطرة
-
إطلاق تيار سياسي جديد في الأردن
-
خطاب الملك في واشنطن ينصت له جيدا ولكن.....
المزيد.....
-
في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
-
شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا
...
-
السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا
...
-
-لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق
...
-
4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي
...
-
حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر
...
-
منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
-
الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند
...
-
صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم
...
-
برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|