أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - سيناريوهات التدخل البري في سوريا














المزيد.....

سيناريوهات التدخل البري في سوريا


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 16:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



باديء ذي بدء ، فإن كافة المسوغات لهذه الحرب المتوقعة ، تفيد بما لا يدع مجالا للشك ، أنها حرب بالوكالة ، وهي أيضا حرب هروب إلى الأمام ، ظنا من البعض انها ستحقق أهدافهم الإستراتيجية ، لكن هيهات هيهات ، فالعقل العربي أصبح قاصرا عن تحديد ما له وما عليه ، فقد أصيب الجميع بعمى الألوان ، بعد أن رأوا في مستدمرة إسرائيل صديقا وحليفا لهم ، وهي التي تقتلع الشعب الفلسطيني من أرضه ، وتهود الأرض ، وتعمل جادة على هدم وتهويد المسجد الأقصى ، وبناء ما يدعون انه الهيكل على أنقاضه ، وهذا يدعونا إلى مراجعة الأنساب قبل الغوص في تفاصيل الحرب .
منذ بدء المأساة في سوريا التي كانت قلعة العروبة ، لكنها جردت من وظائفها بعد أن إستولى عليها حافظ "...." ، ذلك العلوي الذي تحالف سرا مع إسرائيل مكملا مسيرة جده سليمان"....."، أحد أعضاء قيادة الجلاء ، وهذا ما يبرر تجميد جبهة الجولان مع مستدمرة إسرائيل ، وعدم شن أي عمليات مقاومة من هناك ، علما ان جنوب لبنان إحتضن المقاومة الفلسطينية ، وضحى كثيرا ودفع ثمنا غير متخيل من دم أبنائه ، في حين ان نظام "....." المتربع في دمشق ، كان يلوث الأثير بإستمرار ، بحبه للعروبة وفلسطين ، ويكذب أشد الكذب وهو يتحدث عن قوميته وعروبته ومقاومته ، وهو في حقيقة أمره كذاب أشر حليف لأمريكا ومستدمرة إسرائيل في السر وحليف موسكو بالعلن ، وقد فضحه وزير خارجية امريكا هنري كيسنجر ، بعد أن شارك في تحالف حفر الباطن ضد العراق ، وقال :"ما كان لبعض حلفائنا أن يشاركوا في تلك الحرب "، وعندما طلبوا منه الإيضاح قال :"حافظ الأسد".
نعود إلى الحرب البرية التي كنا نسمع عنها منذ تفجير المأساة في سوريا ، لتعنت نظام بشار "...." في موقفه ، وعدم إستجابته للمطالب الشعبية بعد قضية مدرسة درعا ، وها هو بعد أن إستنفذ قواه في مواجهة الشعب السوري ، يستنجد بروسيا التي هبت ليس للدفاع عنه ، بل للحفاظ على قاعدتها البحرية العسكرية في طرطوس باللاذقية على شاطيء البحر المتوسط .
كنا نسمع كثيرا أن هناك تدخلا بريا سوف يقتحم سوريا لتخليصها من حكم بشار ، وأن التحالف يضم قوات عربية وأجنبية ، وكان من المقرر لها أن تدخل من الأردن ، على أن تدخل بالتوازي معها قوات تركية من تركيا ، وتواصل القوتان الزحف على طريقة الكماشة ، لحشر قوات بشار في المنطقة العلوية التي ستضم لاحقا الإقليم العلوي بعد تقسيم سوريا ، و"تحرير " المنطقة الواقعة بين الأردن وتركيا ، وهكذا تنتهي الحرب في سوريا كما هو متفق عليه وهو التقسيم .
لكن الموقف الأردني الصلب الذي إتخذه وتبناه الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، قد لخبط كل الوراق ، وبذلك فرضت على الأردن أشبه بالعقوبات الإقتصادية ، وساءت الأمور بين الأردن والعربية السعودية على وجه الخصوص ، ويبدو أن الملك عبد الله بن الحسين كانت له قراءة أخرى ، جعلته يتمسك بموقفه ويرفض فتح حدود الأردن أمام قوات التحالف.
خفت الحديث عن التدخل البري في سوريا بعد تدخل روسيا العسكري هناك ، ولكننا ومنذ أيام بدأنا نسمع هذه النغمة تعود من جديد ، ونسمع تصميما سعوديا على التدخل البري في سوريا خاصة بعد تشكيلها تحالفا إسلاميا ضد الإرهاب ، بعد ما أطلق عليها عاصفة الحزم في اليمن ، والتي لم تؤد أيا من أهدافها بدليل إستمرار المأساة وإتساع رقعتها المجنونة في اليمن ، وهكذا عاد الحديث مجددا عن الحرب البرية في سوريا ، وقد دعت العربية السعودية أعضاء التحالف الإسلامي ضد الإرهاب للمشاركة في مناورات "رعد الشمال "في أراضيها قبل أيام ، بمعنى أنها تريد إيصال رسالة للمعنيين بالأمر أن التدخل البري في سوريا بات وشيكا ، أو هكذا أريد للجميع أن يفهموا.
التدخل البري في سوريا يكشف في طياته العديد من القضايا ويثير الأسئلة المحرجة أولها : ما دام العرب والمسلمون قادرين على تشكيل تحالف قوي تعداده 150 ألف جندي للتدخل البري في سوريا ، فلماذا لم يبادروا إلى مثل هذاالتحالف لتحرير القدس وفلسطين وإنقاذ الأقضى أولى القبلتين وثالث الحرمين؟ وكذلك : لمصلحة من هذا التحالف ، وهل هو رسالة إلى إيران التي تقف على طرف نقيض من العربية السعودية؟
وهناك تساؤل لا بد من الغوص فيه وهو : "هل ستقبل روسيا بوتين من العرب والمسلمين بقيادة أمريكا أن يعتدوا على قواتها المتواجدة في سوريا ؟ وكل هذه القضايا مجتمعة تدعونا للتفكير مليا في الأمر والوقوف على الحقيقة ، وهي ان هناك سيناريوهان للتدخل البري في سوريا والنتيجة واحدة ، وهي أن التقسيم سيكون هو سيد المواقف هناك ، لأننا أصلا كدول عربية ، بتنا نضع رقابنا على مذبح التقسيم وفقا لمشروع الشرق الأوسط الكبير الأمريكي ، ووثيقة كيفونيم الإسرائيلية.
السيناريو الأول أن تنفذ العربية السعودية تهديدها ووعيدها بالتدخل في سوريا لإيصال رسائلها إلى إيران وامريكا ، وبالتالي تدافع روسيا عن كرامتها فترد الصاع صاعين ، وندخل في أتون الحرب العالمية الثالثة التي سنخرج منها نحن العرب وقد أنجزنا التقسيم.
أما السيناريو الثاني فهو تنفيذ العربية السعودية لتهديدها ووعيدها وتتدخل في سوريا ، ولكن بإتفاق مسبق مع روسيا وأمريكا وتركيا وإسرائيل ، بحيث تقوم قوات التحالف الإسلامي بمحاربة داعش خارج المدن والتجمعات السورية ، والإنتهاء بتحرير مناطق نفوذ داعش ، وتسليمها للسنة ، كي يقيموا عليها دولتهم أو أن يتم دمجها مع الأردن وفقا لسيناريو الأردن الكبير الذي سنراه لاحقا كحل جذري للعديد من المشاكل في المنطقة .
هنا لا بد من الإعتراف أن التقسيم هو الجنين الموعود من الحملين المرتقبين السفاح والشرعي ، وهذا ما تسعى إليه أمريكا ومستدمرة إسرائيل ، من أجل أن تكون إسرائيل هي المرجع الوحيد في المنطقة بعد تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم في المنطقة ، وها نحن نودع المئوية الأول لمعاهدة سايكس- بيكو ، لنستقبل في العام المقبل مشروع الشرق الأوسط الكبير ومشروع وثيقة كيفونيم.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثيقة كيفونيم الإسرائيلية
- زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
- إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
- المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
- مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
- أمريكا ..السعودية ..إيران
- مضايا ..الموت المفاجيء
- إنتفاضة القدس ...الدهس والطعن وقضايا أخرى
- إسرائيل تريد بقاء الأسد لأنه يرفع الشعارات.. ولا يحاربها ... ...
- مناسبة سحّابية عطرة
- إطلاق تيار سياسي جديد في الأردن
- خطاب الملك في واشنطن ينصت له جيدا ولكن.....
- صراع عربي- إيراني جديد
- الأردن ...لماذا يجوع ويعطش؟
- كش داعش
- فرقة نهاوند الإفريقية –الفلسطينية شوكة في حلق وعيون الإحتلال
- إختتام فعاليات الموسم السابع للحنونة ..إيذان ببداية المشوار
- فرقة -الطنبورة - ..قلب مصر النابض بالعروبة
- أبو حمور: الوطن العربي يحتاج 3.5 مليون فرصة عمل سنوياً وتمكي ...
- الشبكة العربية للسيادة على الغذاء ..سلاح عربي بإمتياز


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - سيناريوهات التدخل البري في سوريا