|
|
الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 22:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حسنا فعل الأردن ، برفضه فتح الحدود لقوات التحالف الدولي ، لشن هجوم على سوريا لحسم الأمور ، وكان لصانع القرار في الأردن مبرراته المقنعة لعدم الرضوخ للضغوط الدولية والإقليمية ، وعدم قبول المنافع المادية التي وعد بها ، في حال وافق على الخطة ، وشارك الجيش الأردني رأس رمح في ذلك الهجوم . وإذا كان صانع القرار الأردني آنذاك ، قد تمترس خلف موقفه رغم حاجته الماسة للدعم المادي ، وللعلم فإن "الصرة " التي وعد بها الأردن آنذاك ، لم تكن صغيرة وفيها بعض "الفراطة " ، بل كانت كبيرة جدا وفيها من المال الشيء الكثير ، ولا شك أن هذا التمترس لم يكن تعنتا ، أو ركوب رأس كما يقولون ، بل كان مستندا إلى حيثيات دقيقة أهمها قناعة صانع القرار الأردني ، بأن نظام بشار الأسد لن ينهار بتلك السهولة ، وأن "مداميك" قواعده قوية وفي مقدمتها إسرائيل وأمريكا ، وبطبيعة الحال ، لم تكن روسيا قد تدخلت عسكريا بعد في سوريا . وعليه نستطيع القول أن التدخل الروسي العسكري في سوريا ، ووضع سوريا تحت الوصاية الروسية ، قد قوّى من الموقف الأردني الرافض للتدخل البري على الأقل عبر الأراضي الأردنية ، وبالتالي أصبح لدى صانع القرار الأردني حماية من نوع آخر ، وهذا ما يفسر تأييد الأردن الرسمي للتدخل الروسي في سوريا ، ووقوف الأردن إلى جانب روسيا في نزاعها المتفجر مع تركيا. لكن معطيات الأمور الجديدة ، والتي تظهر مفاجآت غير متوقعة بين الفينة والأخرى ، بعد توقيع إيران إتفاقها النووي مع الغرب وأمريكا "5+1" ، وإيمان العربية السعودية ومعها غالبية دول الخليج العربية ، أن امريكا نسجت تحالفا قويا مع إيران ضد السعودية ودول الخليج العربية ، وأن أمريكا باتت تفضل عالما إسلاميا شيعيا تابعا لإيران ، بعد أن كانت متحالفة مع عالم إسلامي سني تابع للعربية السعودية ، ولهذا دعت السعودية إلى التدخل العسكري البري في سوريا وانها ستبادر إلى ذلك. السعودية في هذه الحالة تمارس عملية الهرب إلى الأمام ، وسيكلفنا ذلك كثيرا ، لأن السعودية تعتقد أن التحالف مع كافة شياطين الإنس والجن ، بات مشروعا للوقوف في وجه إيران وإلحاق الهزيمة بها ، وها هي السعودية تحارب إيران في اليمن من خلال تحالف عربي صرفت عليه كثيرا ، وأسست بعده تحالفا إسلاميا لمكافحة الإرهاب ، وسيكلفها كثيرا ، وهنا تكمن المأساة عند الإيمان بأن الغاية تبرر الوسيلة ، وان عدو عدوي صديقي ، وهنا تبرز مستدمرة إسرائيل التي تناصب إيران العداء ، ويهمها إشهار تحالفها مع الدول العربية ، وخاصة مع العربية السعودية مفتاح العالم الإسلامي ، ولكي تعمق الهوة الخلافية بين العرب والمسلمين ، وتخرج هي منتصرة كالعادة. الشق الثاني من اللعبة هو إصرار تركيا على التدخل من أراضيها من اجل خلق منطقة آمنة ، وهنا لا بد من القول أن الصراع التركي – الروسي المتفجر ، لا يخدم تركيا لأن الناتو الذي سمح لسوريا بالتدخل في سوريا التي تعد الساحة الخلفية لأوروبا ، وكذلك امريكا ، الذي يحسب نظام الأسد عليها أكثر من ان يكون محسوبا على روسيا ، سوف لن تقوم بحماية تركيا من ردة الفعل الروسية الغاضبة. تركيا - وهذا ما يتوجب على صانع القرار التركي ان يدركه جيدا - مبغوضة من قبل كل من الناتو وامريكا ومستدمرة إسرائيل ، ولكل من هذه الأطراف أسبابه الخاصة ، ولنبدأ بالناتو التي تتمتع تركيا بعضويته . هي فرصة ما بعدها فرصة ولن يفوتها الناتو ، لأنه في حال التصادم التركي – الروسي ، فإن الإتحاد الأوروبي الذي يشكل الناتو ذراعه العسكري ، سينتهي إلى الأبد من الرغبة التركية بالإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي ، وقد حاولت تركيا مرارا وتكرارا لكنها جوبهت بالرفض ، وآخر ما قيل لتركيا في هذا المجال : كفوا عن محاولاتكم فالإتحاد الأوروبي ناد مسيحي ولن يسمح للمسلمين بالإنخراط فيه. أما امريكا فإن سببها في رفض دخول تركيا إلى الإتحاد الأوروبي ، أنها أصلا تريد إ ضعاف اوروبا وبالتالي لا ترغب بضم دولة قوية مثل تركيا للإتحاد الأوروبي ، في حين أن محراك السوء في العالم مستدمرة إسرائيل ، لن تسمح للإتحاد الأوربي بالموافقة على ضم تركيا له ، حتى لا تقوى تركيا أكثر مما هي عليه ، وفي الأساس فإن مستدمرة إسرائيل تحفر لتركيا لعدة أسباب أن الحزب الحاكم حاول التمرد على إسرائيل ، ودعم حماس دون إعتراف من ناكري الجميل ان هذا لمصلحتهم ، ولا تنسى مستدمرة إسرائيل أسطول مرمرة لفك الحصار عن غزة ، والتي هاجمته طائراتها التي أنزلت عليه جنودها المتوحشين وقتلوا من التراك من قتلواوجرحوا من جرحوا . نعود إلى التدخل البري في سوريا ، فإن التحرش بالنظام السوري ، سيفهم على انه إعلان حرب على روسيا وكما يقال "شو جاب لجاب " وعندها سينفجر صاعق حرب العالمية الثالثة ، وتكون كافة النبوءات التي تتحدث عن هذه المرحلة قد حظيت بالصدقية ، ودعمل مشرط التقسيم في تركيا ، لتصبح ثلاث مناطق الأولى للأكراد والثانية للأرمن والثالثة لليونان. أما بخصوص الحرب على داعش ، فإن هذه الحكاية السمجة لن تنطلي على طفل بلغ من العمر ثلاث سنوات ، لأن داعش ليس تنظيما يضم متطرفين إسلاميين ، بل هو تنظيم أجهزة الدول ومرتزقة "بلاك ووترز-أكاديمي" ، ويتمتع برعاية إسرائيلية لا حدود ، وقد حفظ أعضاؤه القرآن في مغارة بجبل الكرمل القريب من حيفا الفلسطينية .
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأردن وصندوق النقد الدولي ..آمال خائبة
-
سيناريوهات التدخل البري في سوريا
-
وثيقة كيفونيم الإسرائيلية
-
زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
-
إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
-
المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
-
مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
-
أمريكا ..السعودية ..إيران
-
مضايا ..الموت المفاجيء
-
إنتفاضة القدس ...الدهس والطعن وقضايا أخرى
-
إسرائيل تريد بقاء الأسد لأنه يرفع الشعارات.. ولا يحاربها ...
...
-
مناسبة سحّابية عطرة
-
إطلاق تيار سياسي جديد في الأردن
-
خطاب الملك في واشنطن ينصت له جيدا ولكن.....
-
صراع عربي- إيراني جديد
-
الأردن ...لماذا يجوع ويعطش؟
-
كش داعش
-
فرقة نهاوند الإفريقية –الفلسطينية شوكة في حلق وعيون الإحتلال
-
إختتام فعاليات الموسم السابع للحنونة ..إيذان ببداية المشوار
-
فرقة -الطنبورة - ..قلب مصر النابض بالعروبة
المزيد.....
-
بعد حوالي عام على سقوطه.. تداول صورة معلقة لبشار الأسد بمكتب
...
-
إف-35 مقابل التطبيع؟ إسرائيل تضغط على ترامب قبل زيارة بن سلم
...
-
قبيل التصويت الأممي.. نتنياهو يرفض دولة فلسطينية
-
في مفهومِ القانونِ،
-
التشيليون يدلون بأصواتهم في انتخابات رئاسية تهيمن عليها قضاي
...
-
غزة: خطة ترامب للسلام على طاولة مجلس الأمن الإثنين
-
غزة: هل يصوت مجلس الأمن لصالح مشروع خطة ترامب للسلام ؟
-
بارو يرجح عودة بوعلام صنصال إلى فرنسا -في الأيام المقبلة-
-
لا عقود لا قهوة.. -ثورة الكوب الأحمر- لعمال ستاربكس تشعل الم
...
-
-تهجير منظم-.. رحلة غامضة من غزة تشعل غضب المنصات
المزيد.....
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|