أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - تركيا إلى أين؟














المزيد.....

تركيا إلى أين؟


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تذهب الظنون بالبعض ، أن النيران المشتعلة في البيادر العربية ، منذ أن أقدم الشهيد التونسي البوعزيزي على حرق نفسه أواخر العام 2010 ، أن الأمور ستقف عند هذا الحد بإلتهام القش العربي الجاف والجاهز للإشتعال ، لكن قراءة متعمقة لما يحدث في الإقليم الواسع ، تشي بكل الوضوح ، أن النيران سوف لن تقف عند العالم العربي ، بل ستمتد إلى بيادر الآخرين ، وها هي الغربان تحوم في أجواء تركيا.
ما هو واضح لمن يدقق النظر ويقرأ بتمعن ، أن نهضة تركيا حزب العدالة والتنمية منذ العام 2002، ستتحول إلى نقمة عليها ، لأنها تجاوزت الخطوط الحمر والبتفسجية على حد سواء ، وبرز الرئيس رجب الطيب أردوغان رجل دولة بالكامل ، ونشل بلاده من القاع إلى مصاف الدول المتقدمة ذات البصمة الواضحة في مجالات التنمية والشفافية .
عجلت هذه السياسة الأردوغانية ، بالنهاية غير السعيدة المتوقعة لهذا البلد ، الذي حاول النهوض ومغادرة التخلف والسواد والمديونية ، وهو مكبل بالقيد الإسرائيلي ، الذي كان يتوجب على الأردوغانية ، أن تحسم أمرها مع مستدمرة إسرائيل ، قبل المضي قدما في النهوض الشجاع .
هناك محظور إسرائيلي ، وهو ممنوع على من شعر بالدفء في الحضن الإسرائيلي ، أن يغادره هكذا ، بعد أن ترعرع فيه ، ومعروف أن العسكر والعلمانيين والأتاتوركيين ، نسجوا علاقات ولا أقوى مع مستدمرة إسرائيل ، دون أن يخطر ببالهم أنهم مسلمون ينتمون إلى إمبراطورية إسلامية ، إمتد حكمها إلى أربعماية عام ، ودمرها يهود ،لأن السلطان عبد الحميد الثاني رفض التنازل لهم عن فلسطين.
تسير تركيا حاليا في طريق مجهول ، ويقيني أن جزءا مما يحدث في سوريا كان بهدف إيقاع تركيا في المصيدة ، رغم أنها عبدت طريقا ناجحا ومميزا في العلاقات الدولية ، وإستنت سنة حسنة وهي "صفر مشاكل "، وهذا ما أهلها لإحداث تغيير محمود ، لكنها إرتطمت بحائط العلاقات مع إسرائيل ، إذ لا يجوز الرقص على حبلين.
معروف أن السيد أردوغان تحدى إسرائيل مرارا وتكرارا ، إذ حاول كسر الحصار المفروض على غزة ، وتبنى حماس والإخوان المسلمين ، وأنجز إهانة تاريخية لعجوز إسرائيل وثعلبها الماكر ، شيمون بيريز في مؤتمر دافوس الإقتصادي ، على مرآى ومسمع العالم الذي كان يراقب المشهد عبر شاشات التلفزة .
كل ذلك والعلاقات التركية – الإسرائيلية تتنفس وإن ببطء ، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على أسطول مرمرة ، لكسر الحصار على غزة في المياه الدولية ، وقتل وجرح العديد من الأتراك ، وإهانة السفير التركي في وزارة خارجية إسرائيل ، بطريقة مدروسة جيدا لإيقاع الإهانة به ، ومعروف أن إهانة السفير تعني إهانة البد الذي يمثله.
وهذا بطبيعة الحال خطأ فادح ، ما كان ليرتكب ، لو ان إخوتنا الأتراك فكروا بعقلية حسم العلاقة مع مستدمرة إسرائيل ، فتركيا ورغم انها مارست دور الوسيط ولا تزال بين حركة حماس وإسرائيل ، وأنجز السيد أردوغان أواخر العام 2008 إطار إتفاق بين النظام السوري ومستدمرة إسرائيل ، لصالح إسرائيل طبعا ، لكن رئيس وزراء إسرائيل آنذاك خدع السيد أردوغان ، ورجع من تركيا بهدف المشاورة ، لكنه شن حربا على غزة، وكما هو معروف فإن مستدمرة إسرائيل ، لا تغفر لمن تتخيل أنه أخطأ بحقها ، حتى لو كان لصالحها مثل إتفاق الإطار الذي وافق عليه بشار".....".
أما الخطأ الثاني الذي إرتكبته الأردوغانية فهو الإصرار التركي على إقتحام الإتحاد الوروبي ، لنيل عضويته ، رغم أن السيد أردوغان تلقى رسالة واضحة بهذا الخصوص مفادها أن الإتحاد الأوروبي ، عبارة عن ناد مسيحي وسوف لن يسمحوا لدولة مسلمة بإقتحامة والدخول فيه ، ومع ذلك نرى الأتراك مستمرون في التحديث والعصرنة ، لمواكبة التغير في اوروبا ، والتساوق معها ، ومقاربة القوانين الأوروبية المعمول فيها في اوروبا.
هذه مسوغات كافية ومن الآخر ، لوضع حد للطموح التركي ، وها هي مستدمرة إسرائيل تسجل نصرا سياسيا على تركيا ، بإجبارها على تطبيع علاقاتها معها وبالشروط والمكتسبات الإسرائيلية ، وهذه رسالة ملغومة للجميع .
كافة المعطيات الظاهرة تفيد أن أمريكا والغرب وإسرائيل بطبيعة الحال ، ونظرا للأسباب آنفة الذكر ، سيضحون بتركيا ، وسيتخلى عنها حلف الناتو بعد توريطها مع الدب الروسي ، الذي يفرد عضلاته في سوريا الجارة اللصيقة بتركيا ، بمعنى أن روسيا ستخوض مع تركيا حربا ضروس ، دون أن يتدخل الناتو التي تتمتع تركيا بعضويته لحميتها ، إذ لا يجوز للغرب المسيحي والشرق المسيحي أن يتقاتلا من أجل عيون بلد مسلم هو تركيا بطبيعة الحال.
القراءات تقول انه سيتم تقسيم تركيا إلى ثلاثة أقسام ، الأول يعطى للأكراد والثاني للأرمن والثالث لليونان ، وتكون أمريكا وأوروبا قد وضعتا حدا للرغبات التركية ، في حين ان مستدمرة إسرائيل ستنتقم من تركيا الأردوغانية رسميا ، لأنها تملمت وحاولت الخروج على النص الإسرائيلي.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلية إربد الإرهابية .. سؤال الوقت وأسئلة أخرى
- تجليات في سرادق الشهيد الزيود
- سوريا على مذبح التقسم
- الحرب البرية في سوريا .. صاعق الحرب العالمية الثالثة
- الأردن وصندوق النقد الدولي ..آمال خائبة
- سيناريوهات التدخل البري في سوريا
- وثيقة كيفونيم الإسرائيلية
- زوال الدنيا أهون من قطرة دم مؤمن
- إشهار كتاب (قصة طموح) للقاضي الدولي العين تغريد حكمت
- المصالحة الفلسطينية ...مرة أخرى
- مؤتمر جنيف 3...العبث بعينه
- أمريكا ..السعودية ..إيران
- مضايا ..الموت المفاجيء
- إنتفاضة القدس ...الدهس والطعن وقضايا أخرى
- إسرائيل تريد بقاء الأسد لأنه يرفع الشعارات.. ولا يحاربها ... ...
- مناسبة سحّابية عطرة
- إطلاق تيار سياسي جديد في الأردن
- خطاب الملك في واشنطن ينصت له جيدا ولكن.....
- صراع عربي- إيراني جديد
- الأردن ...لماذا يجوع ويعطش؟


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - تركيا إلى أين؟