أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عبد الفتاح مورو ..الداعية التي نريد















المزيد.....

عبد الفتاح مورو ..الداعية التي نريد


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشيخ عبد الفتاح مورو داعية تونسي أسس حركة النهضة الإسلامية في بلاده ، وناضل من أجلها وتحمل ونفي ، وكان أحرى به أن يكون سعيدا عندما تسلمت النهضة مقاليد الأمور في تونس بعد التغيير ، لكنه ترك النهضة إحتجاجا على طريقتها في الحكم ، فغلب المصلحة العامة على الخاصة .
قبل أيام إستضافته مؤسسة عبد الحميد شومان في العاصمة عمان ليحاضر حول "الإسلام وتحديات العصر" ، وكم أثبت أنه داعية رباني قرآني عقلاني ، من الطراز الذي نريد في هذه الحقبة التي تكالب علينا الجميع ، وفينا من يصرخ بأعلى صوته :أيها الغرب الكافر إنا قادمون.
نجح السيخ مورو في إظهار نمط الداعية الرباني القرآني ، ولم يتحدث عن عذاب القبر ولا تسلح بالأقرع ولم يتشبث بشعار أن الإسلام هو الحل، فهو الفاهم لدينه عقلا لا طريقة وضوء ، وكان سمحا متسامحا ماهرا في الإرسال والإستقبال ، ولم يكن فظا غليظ القلب وإلا إنفضوا من حوله ، بل كان الوقوف أكثر من الجالسين في قاعة شومان وغالبيتهم من الشباب.
إبتدأ الشيخ موروا رائعته بالحديث عن المسلمين في الغرب ، ساردا قصة حدثت معه قبل أيام في العاصمة النمساوية فيينا ، حيث دعي لإلقاء محاضرة عن الإسلام ، وإنتدب لتقديمه طبيب عربي عربي مطرود من بلاده ، لجأ إلى النمسا فأعادت له الحكومة النمساوية إعتباره وقبلته لاجئا كامل الحقوق ووظفته رئيس قسم في الجامعة ومع ذلك ، كان ناكرا للجميل .
وكما ورد على لسان الشيخ مورو لافض فوه ، أن ذلك الطبيب المطرود من بلده ذم في الغرب كثيرا وإنتفض أخيرا وصرخ :أيها الغرب الكافر إننا قادمون ! عندها كما يقول الشيخ مورو كظم غيظه وإنتظر حتى يأتي دوره في الكلام ، فسأل الطبيب المطرود سؤالا إستنكاريا: من أنتم وماذا ستفعلون في الغرب ؟ هل ستفتحوه وتحرروه ؟ تحررونه ممن؟ ثم كيف تقول أن الغرب دار كفر ؟ أنت يا إبني في دار الإسلام كما يقول الإمام الشافعي أن دار الإسلام هي التي تبيح لك إقامة الشعائر الدينية بحرية ، وتؤمن لك الرزق الحلال ، وتمنحك الكرامة والعزة.
إستعرض الشيخ موروا واقع العرب والمسلمين الذين فشلوا في إحتلال الغرب ، لكنهم فتحوا عواصمهم للغرب كي يحتلها لعجزهم عن الدفاع عنها، كما أنهم لم يستمروا في الأندلس أكثر من 700 عام وصقلية 500 عام، ناهيك ان الخليفة سليمان القانون مكث طويلا على حدود فيينا وفشل في فتحها .
وقال أن المسلمين الأتراك ألمتواجدين في ألمانيا إستخدمهم الرئيس الألماني أديناور لإنعاش إلإقتصاد بلاده بعد الحرب الثانية ، كما أن العر ب من شمال إفريقيا إتجهوا لفرنسا ، وأن عدد العرب والمسلمين في الغرب يناهز العشرين مليونا ، وتحدث عن عبد الرحمن بن خلدون الذي إكتشف الغرب مقدمته التي كانت تقبع في إحدى خزائن تطوان ، وأحيوها وتبين لهم انها مدرسة إتبعوها.
دعا الشيخ مورو إلى إعمال العقل وفتحه وإعتماد المعرفة ، مطالبا أن نغير ما بأنفسنا تلبية لنداء الله لنا ، كما إنتقد شعار الإسلام هو الحل ، غامزا بصراحة من قناة الحركات الإسلامية.
بعد ذلك خاطب الجمهور بتثمين وإشادة فيهم أهل علم وحكمة وعقل ، وطالبهم بالتغيير لكن بإستعمال العقل لا بحمل السيف والساطور ، وان نكون مراقبين على أنفسنا وأن ننبذ المتنطعين والمأجورين ، وأبلغهم ان التغيير قادم لا محالة لأن واقع الأشياء كذلك ، وأن العالم الان يتغير، كما أن علمنا الحالي ناقص وسيكتمل .
بشر ولا تنفر هذا هو مبدأ الشيخ مورو عندما قال أن ثورة الإتصالات ووسائل الإتصال قربت المسافات البعيدة ، وأن الإسلام له فرصة عظيمة ليكون اداة تغيير فلنغتنمها ، وقد ذم المتنطعين والمنتقدين لأجل النقد ، وقال :من لا يعجبهم فكرنا فليتقدموا الصفوف للقيادة ، فهذا هو إسلامنا ولساننا ودورنا ، ومبدأنا هو الإحتكام للعقل في شؤون المعاملات الدنيوية.
كان الشيخ موروا مخزن تاريخ وبوصلة جغرافيا ونبراس منطق ، وكان حاضر البديهة ولديه روح النكتة والعقل المنفتح ، وصاحب لغة خطاب واضحة ، وقد خاطب الحضور : إن الحيران لا ينفعل كثيرا لأنه لن يجد الطريق وسيبقى ضالا ، ضاربا مثلا علميا وهو أن الطبيب المبتديء يعالج الدمل بالمرهم ، بينما الطبيب صاحب الخبرة يعالج الدم أولا.
منّ الله على شيخنا بحفظ القرآن والعمل به ، كما انه يحفظ الحديث ويسترشد به ، ويحفظ الشعر ويستند عليها أحيانا ويوظفه حسب الحاجة ، ولم يتسلح بالآية التي تقول "والشعراء يتبعهم الغاوون".
لم يبق محاضرته في الدين فحسب ، بل تطرق للسياسة عندما قال أن خلافنا مع إسرائيل ليس دينيا ، بل مستعمر "بكسر الميم" مع مستعمر "بفتح الميم" وأن خلافنا معها حول أرض نريد إستعادتها منها.
أثناء ذلك تنطح له طالب جامعي نزق لم تعلمه الجامعة ولا المدرسة فن أصول مخاطبة العلماء ، وقال له بطريقة تفتقر للياقة أنه لم يتطرق في محاضرته للمسجد الأقصى ولا لفلسطين ، وصفق لنفسه ، فصرخ الشيخ في وجهه:لا تصفق وحدك سأصفق معك وسندخلها منتصرين بإذن الله.
بعد ذلك تحدث الشيخ مورو عن صحابي يريد الجنة طلب من النبي محمد "صلى الله عليه وسلم "أن يدعو الله ان يكون من أهلها بعد أن أخبرهم عن صفات المبشرين بالجنة ، فرد عليه النبي :ما ذا أعددت للجنة ؟، في توجيه من الشيخ مورو ان تحرير فلسطين يلزمه الإعداد المطلوب وفقا للآية القرآنية التي تقول "وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة"، وتابع ان حماسنا يجب ألا يكون بالأماني والأحلام ، بل بالتسلح بالعلم والمعرفة ، وأن صلاح الدين الأيوبي لم يحرر القدس بالشعارات.
وغاص الشيخ مورو عميقا بالسياسة عندما قال ان إسرائيل فاشلة في قراراتها وإدعاءاتها بانها مأوى ليهود العالم ، وأنها أخذت هذه الولاية بعد ما يطلقون عليه المحرقة "الهولوكوست" ، وبين أن 75 % من اليهود يعيشون في بلدانهم الأصلية وليس في إسرائيل ، وهذا يعني أنها ليست حاميتهم ، بل تحميهم بلدانهم التي يعيشون فيها.
وقال أيضا أن يهود إسرائيل ينهكونها لأنها كيان مصطنع قائم على التاوة والتنفس الإصطناعي ، وأكد أن الطفل والشاب والمرأة في فلسطين قهروا إسرائيل ، كما اكد أن موت الطفل الإسرائيلي برصاص الإحتلال يقتل في إسرائيل إنسانيتها وان العالم بدا يتململ ويستفيق ، وأن اللوبيات اليهودية في الغرب بداوا يتساءلون عن سر مساعدتهم لإسرائيل وإلى متى ؟كما أن 90% من برلمانات العالم يقاطعون إسرائيل، وهي مرشحة للطرد من الإتحاد البرلماني العالمي.
شدد الشيخ مورو على ان المعركة مع إسرائيل هي معركة إعلامية بالأساس ، وأن أي مجتمع لا يعيش بدون فن وسينما وإعلام ، وأن صناعة الغد تبدا اليوم والمستقبل يؤسس له بتربية طفل اليوم ، وإعترف شجاعا بأنه لا يمتلك الحل لأن الحل بيد الأمة أن تغير وتتجدد.
لم يكن الشيخ مورو فوقيا بل قال للحضور :أرجو ان أسمع منكم وأرى فيكم ، وأن أجدادنا ليسوا همجيين ، ولم يكن آباءنا قاتلين ، كما أن أوروبا عانت مثلنا من حركات مسلحة ثورية عددها مثل الكوكس – كلان في أمريكا وبادر ما ينهوف في ألمانيا وإيتا في إسبانيا وإبرا في بريطانيا ، كما هو داعش عندنا، لكنه وبمنطق الحصيف لم يترك الباب مواربا بل قال ان اوروبا درست الظاهرة وعدلت المسار وحمت مؤسساتها ، بينما نحن ما نزال مختلفين على طريقة الوضوء ونوع ماء الوضوء وطريقة الدخول على الحمام ، وحذر الشباب من الغضب لأنه لا يفضي إلى حل .
وإختتم محاضرته بالقول :إقبلوا مني ماشئتم ودعوا ما لم يعجبكم .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبلوماسي بوسني ينفي إختطاف أيتام وتجنيدهم مع داعش
- نحن واليهود ..لا يزاودنّ علينا أحد
- ليفني مصابة بالإيدز.. اللهم لا شماتة
- مصطفى سلامة ..لاجيء فلسطيني يرفع علم الأردن فوق إيفرست
- داعش في طور التفكيك
- داعش يمهد لأوروبا إحتلال ليبيا
- جائزة أفضل معلمة ..لماذا؟
- ظاهر عمرو ..رئيس حزب مميز
- قيادة جديدة لحزب الحياة
- مظاهر الإرهاب في الغرب ..حرف للأنظار عن الإرهاب الصهيوني في ...
- إسرائيل إذ تفرض شروطها على تركيا
- حزب الله ..الصيد السهل
- الحرب على -الإرهاب -.. عقيدة بوش
- إقترب الحسم في سوريا
- الإنسحاب الروسي من سوريا ..تحقق الهدف
- حارث الضاري
- خراسان ...الطريق إلى إيران))) إصدار الباحث العزّوني الجديد
- إقترب الترانسفير الفلسطيني
- سفير الهند لدى الأردن يحاضر في منتدى الفكر العربي حول آفاق ا ...
- تركيا إلى أين؟


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عبد الفتاح مورو ..الداعية التي نريد