أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة مشيش - حلم على الأرض ...














المزيد.....

حلم على الأرض ...


عائشة مشيش

الحوار المتمدن-العدد: 5146 - 2016 / 4 / 28 - 09:28
المحور: الادب والفن
    


في رحلة قصيرة إلى الغابة على حافة المدينة ..كان المطر يتساقط برتابة والسماء مزيج بين اللونين الأبيض والرمادي مثل آرائنا وأفكارنا وتحاليلنا ونظرتنا للأمور .. مضيت في طريقي لا ألوي على شيء غير محاولة الاختلاء بالنفس وقليل من التأمل وشمِّ رائحة النبات اللينة من آثار الماء والباعثة لرائحة الفرح والنشوة بامتزاجها بالمطر في عناق طويل ... كانت السماعات في أذني أستمعُ إلى موسيقى بدون كلام فالكلام كنت أسمعه مصاحباً لهذه الموسيقى من خلال حفيف الأشجار وزقزقة الطيور التي تعاند السماء والمطر بظهورها فقد أزف وقتها لكي تمرح و تصدح ، وحان وقت غياب المطر ..فَلِمَ تعاندها السماء ....؟ كانت الضفادع أيضاً ترقص من فرحها على أوراق الشجر وهي تبرق لمعاناً وحنجرتها تكبر وتصغر اغتباطاً ... كثير من رفاق المشي كانوا يتسابقون معي في الخطى ..كلٌّ في شأنه مَعنٍ ، ومنهم من كان على البسكليت يمارس هوايته ورياضته بشغف .. كنت أحس بذهني يصفو و بأفكاري تترتب وتأخذ مكانها الطبيعي في رأسي ..بل أيضاً كانت هناك أفكار غائبة عني ووجدتها في إحدى طرقات المشي وأنا أنظر الى تلك الزهرة وإلى ذاك الغصن .. أحسست بانتعاش وبدمٍ جديد يضخ في شراييني مبتهجاً ..كان الكون جميلاً في هذه البقعة من الأرض ..كان كل الكون أمامي في تلك اللحظة .. حتى غرونوبل التي يوجد فيها ذلك الصديق الذي ينازع الموت كل يوم ..و كثير من الأنابيب تعينه على الاستمرار بينما يريد هو الخلاص .. حتى غرونوبل كان هنا نصيب منها في أشجار الصنوبر .. تجولت بفكري في كثير من البلاد التي زرتها من قبل وفكرت في كثير من الأصدقاء ولكن كان تفكيري هادئاً صافياً وواقعياً قريباً من الأرض التي كنت أطؤها بقدميَّ .. حلمي في تلك اللحظات لم يكن قريباً من السماء بل كان أقرب إلى الأرض .. هل لهذا علاقة بقربي حينها من الأرض والطبيعة ..؟ لا ادري ..!! كل ما أعرفه أنني كنت قريبة جداً في أحلامي من الواقع ..ولم يسافر حلم منها إلى الأعالي ..ربما تخاف الأحلام من ساكني السماء .. فقد كانت جدتي تقول إنْ كان لكِ حلم اكتبيه وابعثيه إلى الله ليتحقق ...كتبت الكثير من الرسائل الورقية وبها أحلام الطفولة ولم يتحقق واحد منها كأنَّ ساعي بريد الله لم يكن يوصلهم فسُعاة البريد لا يقومون بواجبهم على أكمل وجه ...ومن يدري فربما كان الله لا يعرف الفرنسية فقد كنت أبعثهم بالفرنسية ..بينما يقولون إنَّ الله عربي ...!



#عائشة_مشيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهم العربي ...
- تعليق على ملف المرأة في اليوم العالمي ... 8 مارس 2016
- وجه آخر للهوية ...
- اليك أيتها البعيدة ...
- بعد منتصف الليل...
- السائل الأسود المُر ....
- في الغيبوبة سلام..
- 8 /مارس تمردٌ ونجاح
- عبءُ السؤال..
- كيف نحب .....؟
- حرمان وحنين....
- إختيار....
- أريد أن أكون كاتبا ...
- الغوص في الذاكرة ..
- ماسح أحذية ...
- صفحة بيضاء ...
- المحاولة الثانية لنبش الداكرة ..
- محاولة النبش في الذاكرة ...
- الحرية .. الحلم الدائم .
- شهرزاد والحكاية ..


المزيد.....




- فنان مصري: -الزعيم- تقاعد واعتزل الفن دون رجعة
- من إلغاء جولتها الفنية إلى طلاقها.. جنيفر لوبيز تكشف كيف -ان ...
- غزة.. عزف الموسيقى لمواجهة البتر والألم
- لعبة التوقعات.. هل يفوز عمل غير غربي بجائزة نوبل للآداب 2024 ...
- اندمج في تصوير مشهد حب ونسي المخرج.. لحظة محرجة لأندرو غارفي ...
- تردد قناة روتانا سينما 2024 الجديد على نايل سات وعرب سات.. ن ...
- الممثل الخاص لوزير الخارجية الايراني يبحث مع نبيه بري قضايا ...
- سيدني سويني وأماندا سيفريد تلعبان دور البطولة في فيلم مقتبس ...
- فشلت في العثور على والدتها وأختها تزوجت من طليقها.. الممثلة ...
- -دبلوماسية الأفلام-.. روسيا تطور صناعة الأفلام بالتعاون مع ب ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة مشيش - حلم على الأرض ...