أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة مشيش - الغوص في الذاكرة ..














المزيد.....

الغوص في الذاكرة ..


عائشة مشيش

الحوار المتمدن-العدد: 4357 - 2014 / 2 / 6 - 23:34
المحور: الادب والفن
    


غُصت في ذاكرتي وأطلتُ الغوص ، مررتُ بحوريات كثيرة في غاية الروعة والجمال ، اعترفت بجمالهن بيني وبين نفسي , إلا أن قلبي لم يرتعش لأي واحدة منهن ، هذه الذاكرة التي أتكلم عنها هي الذاكرة الماضية وقد يكون عمرها مليون سنة أو أكثر ، فنحن نرى أشياء كالأحلام مثلًا لم نرَ مثلها في حياتنا ، فمن أين جاءت إذن ؟

حلقتُ بأجنحتي إلى الذاكرة المستقبلية ، ورأيت نساء كثيرات لا يقل جمالهن عن جمال حوريات البحر اللواتي رأيتهن في الماضي واعترف قلبي بجمالهن هن الأخريات إلا أنه لم يستكن لواحدة منهن ... وقد نتساءل ؟ وماذا عن الآن ؟ ... وردًا على هذا السؤال أقول : كوني ذكرت الماضي والمستقبل ، لا داعي لذكر الآن، مع أهمية فلسفة الآن، ففي الماضي كان هناك " الآن " ولكنها أصبحت ماضية ، وفي المستقبل سيكون هناك الآن ، وما أدرانا لعلَّ " الآن " الموجودة الآن ما هي إلا مجموعة من الآنات الماضية والآنية والمستقبلية ، علمًا بأن الماضي كان مستقبلًا والمستقبل سيصير ماضيًا ...
مررتُ بنساءٍ في ذاكرتي التي احتوت كل الأزمنة والأمكنة إذن ، كما هو حال كل إنسان ، إلا أنَّ هناك امرأة واحدة فقط تنازل قلبي عن وقاره خضوعًا لها وتحتها ، إنَّها امرأة شدت أوتار الماضي وربطتها بأوتار الآن والمستقبل ليصبحَ الزمن عندي كمانًا أُداعب أوتاره (الماضية والآنية والمستقبلية ) لِتَخرجَ موسيقى صاخبة تبشرني بأنَّها كانت وهي الآن كائنة وستكون ، فرفعت الأقلام وجفت الصحف، إنَّها امرأةٌ عندما تنظرُ إلى عينيها فكأنكَ أمامَ ينبوع ماءٍ صافٍ فيه من البريق ما فيه ، وفيه من النشاط ما فيه ، وفيه من الفرح ما فيه ، وفيه من الحزن الذي أنتَ بحاجةٍ إلى مجهر دقيق لاستكشافه، عيناها كينبوع الماء ، أنظر إليهما وسترى ، فما تكادُ تنظر إلى هذين العينين حتى تشعر بالبلل والنشاط ، عيناها يبللانك كما يبللك الماء، ويبعثان فيك النشاط والحياة ، أليس ينبوع الماء إذا تدفق إليك ماؤه فجأة تتحركُ بنشاط من أثر تلك المفاجأة وذلك التدفق؟ وأليس عيناها كينبوع الماء ؟ إلا أنَّ الفرق بين عينيها وبين ينبوع الماء أنَّ عينيها تُبللك وجدانيًا وروحيا ، والينبوع يبللك جسميًا ، إنَّها امرأة قبَّلها الله في وجهها، فأحدث في ذلك الوجه شامةً اتخذت من شفتيها جارةً لها ، وإني تمنيتُ أن أكون تلك الشامة لأجاورَشفتيها، جارًا ثقيل الظل والدم ، لأني سأضطر كل لحظة أن أطرق باب جاري(الشفتين) وأستعير منه رحيقًا ورضابًا لأتزود بهما وأمضي في حياتي ، نعم ، تمنيت أن أكون تلك الشامة في وجهها لأكون جارًا ثقيل الظل لشفتيها ، إنَّها امرأة عندما تنظر إليها لا يتطرق إليك الشك أنَّها امرأة منتصرة تشعر بانتصارها وتُشعرك بانتصارها ، نظرتها تشعرك بثقتها في أنَّ لها الحق في وجودها ، لها الحق في أن تكون أنثى وهي فخورة بذلك ، وعندما تنظر إليها لا تشعر أنَّها متواضعة للحياة، إنما الحياة متواضعة لها ، إنَّها أنثى بامتياز ... ليس ككل الإناث .. إنَّها حبيبتي ...
منه الي ....!!

عائشة مشيش....



#عائشة_مشيش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماسح أحذية ...
- صفحة بيضاء ...
- المحاولة الثانية لنبش الداكرة ..
- محاولة النبش في الذاكرة ...
- الحرية .. الحلم الدائم .
- شهرزاد والحكاية ..


المزيد.....




- ريتا حايك تفند -مزاعم- مخرج مسرحية -فينوس- بعد جدل استبدالها ...
- الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة ...
- احتفاء بالثقافة العربية و-تضامن مع الشعب الفلسطيني-... انطلا ...
- طلبة -التوجيهي- يؤدون امتحانات -الرياضيات- 2- و-الثقافة العل ...
- هنا رابط مباشر نتائج السادس الإعدادي 2025 الدور الأول العلمي ...
- سوريا الحاضرة من نوتردام إلى اللوفر
- كيف استخدم ملوك مصر القديمة الفن -أداة حكم- سياسية ودينية؟
- موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. استعلم عن نتيجتك
- عرفان أحمد: رحلتي الأكاديمية تحولت لنقد معرفي -للاستشراق اله ...
- “متوفر هنا” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة مشيش - الغوص في الذاكرة ..