أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالإله الياسري - إِمبراطوريَّة الدمار















المزيد.....

إِمبراطوريَّة الدمار


عبدالإله الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5138 - 2016 / 4 / 20 - 12:38
المحور: الادب والفن
    


إِمبراطوريَّة الدمار
قال جوش ستيبر:
"لو كنت أُدرك آنذاك ماأَعرفه اليوم؛لما شاركت في الحرب على العراق"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــ:(أَمريكا الديمقراطيَّهْ.
ذاتُ العدلِ، وذاتُ الحريَّهْ.)
دخلتْ بغدادَ بدبَّابهْ
واعدةَ الكرةِ الأرضيَّهْ
بجنانٍ للسّلمِ وأَنهارْ.
جلبتْ في الدبَّابةِ بضعَ بغايا.
يتكلَّمنَ اللغةَ العربيَّهْ.
يعبدنَ إِلهينِ:اللذَّةَ والدولارْ.
أَحرقنَ اللهَ وأَحرقنَ الأَديانْ؛
وطوينَ لـ" لينينَ"كتاباً ووصايا.
كنَّ المقودَ للدبَّابهْ.
كنَّ الغربانْ.
ينعقنَ على جثثِ الإنسانْ.
كنَّ لخطوِ الجنديِّ الأَمريكيِّ جسوراً وعيونْ،
حين توارَى العسكر في بغدادَ،وفرّ البعثيونْ
كالجرذانْ.
حين اختبأَ البطلُ القائدُ في حُفرهْ
كالفأَرهْ.
حين انتفختْ خُصيَةُ "بوشَ" الأَجوفْ؛
ومضَى يَتَملَّى آبارَ النفطِ،كوحشٍ،وكنوزاً في المتحفْ.
في بغدادْ.
ووراءَ مخالبِه الحُمْرِ جرادْ.
ــــ:(أَمريكا الديمقراطيَّهْ.
..........،.............)
زحفتْ بالدبَّابةِ فوق الجسرْ
مفزعةَ الكُرَةِ الأَرضيَّهْ
بدمارٍ تلوَ دمارْ.
كانتْ قائدة الدبَّابةِ "مونيكا".
فارسةُ الإيروتيكا.
(مونيكا لونسْكي)
رائدةُ المَصِّ بـواشنطنْ.
فضحتْ "بيلْ كلنْتنْ".
وقفتْ عند الجسرِ الجمهوريِّ ببغدادَ الدبَّابهْ.
طلعتْ منها عاريةً مونيكا.
رفعتْ ساقيها البيضاوينِ كصاروخينِ أَمامَ منائرَ منتصباتٍ كالقضبانْ.
رفعتْ رايتَها رايةَ أَمريكا
ببلادِ النهرينْ،
في اليومِ التاسعِ من نيسانْ
في العامِ الثالثِ بعد الألفينْ.
دوَّرتِ الكرةَ الأَرضيَّهْ.
دارت أَرضُ اللهِ بذاك اليومِ على قرنِ الثورِ المجنونْ؛
فإِذا الدنيا غاباتُ نمورٍ دمويَّهْ،
وإِلهُ الأَرضِ رعاةُ البقرِ الهمجيُّونْ،
والناسُ هنودٌ حُمرٌ مَذعورونْ،
والأَرضُ جَرادْ.
ــــ:"مِسترْ بوشْ
في بغدادْ"
ــــ:(أَمريكا...........
.............،..........)
فَتحتْ فخذيها مونيكا.
فتحتْ خارطةَ الفوضَى،
وسط المبغَى.
أَخذتْ تشرحُ للمومسِ تلوَ الأُخرَى
لذَّةَ نصبِ الحريَّهْ،
نزواتِ الديمقراطيَّهْ،
شبَقَ الساديَّهْ،
عمقَ الشهوةِ في الأَشلاءْ،
تجريبَ فنونِ الإيروتيكا؛
في سجن "أَبو غريبَ" على السجناءْ.
قالتْ لبغاياها مونيكا:
أَنتنَّ اليومَ القادهْ،
والوزراءْ،
في "المنطقة الخضراء" بواشنطنْ،
أَو في "البيت الأبيض" بالزوراءْ.
صفَّقنَ لها،وتباشرنَ بما قالتْ جَذَلاً:
"نحن القادهْ،
والوزراءْ."
أَترَعنَ كؤوسَ النصر دموعاً ودماءْ،
وتَباهينَ بريشِ الطاووسِ ،وعانقنَ الجندَ الأَمريكانْ.
إِختلطتْ موسيقَى الجازِ بترتيلِ القرآنْ،
ودويُّ غناءٍغربيًّ بدويِّ أَذانْ.
صَلَّينَ الصلواتِ الخمسَ وراءَ "بريمرْ"،
ورقصنَ علَى إيقاعِ الروكِ أَمامَ المحرابْ.
قطعَ الرقصةَ صاروخٌ،وانفجرتْ أَسئلةٌ دون جوابْ:
ــ كم ألفَ عراقيٍّ قَتل الجندُ الإمريكانْ؟
ــ كم رأسَ عراقيٍّ داسَ الجندُ الإمريكانْ؟
ــ كم كنزاً سرقَ الجندُ الإمريكانْ؟
ــ كم بنتاً مثلَ "عبيرَ" اغتصبَ الجندُ الإمريكانْ؟
ــ كم دمعاً أَجرَى الجندُ الإمريكانْ؟
ــ كمْ...؟ كمْ...؟
قالَ الجنديُّ الإمريكيُّ لنفسه حين استيقظ من غيبوبته،
وصحا فيه ضميرُ الإنسانْ:
" shamefull to be American"
سألَ بريمرْ:
"يا مونيكا!
كم زانيةً أُخرَى تحتاجينْ؟
كم قوَّاداً آخرَ تحتاجينْ؟
كم جاسوساً عربيَّا؟ كم دولارْ؟"
وقفَ القادهْ،
والوزراءْ،
ككلاب الصيدِ وراءَ الدبَّابهْ.
وقف الأَطفالُ عراقيّينَ أَمام الدبَّابهْ.
صَرخَ الجنديُّ الأَمريكيُّ:سأُحرقُكمْ.
صَرخوا:أَحرِقْ
لُفَّ الجنديُّ المحروقُ براية أَمريكا،
وتناءَى الأَطفالُ عن التابوتِ بعيداً كعصافيرَ تزقزقْ:
"َأَم ر ي ك ا ــــ م و ن ي ك ا"
ــــ:(أَمريكا الهمجيَّهْ.
ذاتُ الترهيبِ،وذاتُ القنبلةِ الذريّهْ.)
مُفزعةُ الكرةِ الأَرضيَّهْ
بدمارٍ تلوَ دمارْ:
هيروشيما!
ناجازاكي!
...!
...!
أَيُّ خرابٍ في اليابانْ!
...!
...!
أَمريكا ساحقةُ الإنسانْ،
بحذاءِ الذلَّةِ والأفيونْ.
...................
ــــ:"أُنظرْ.أُنظرْ.هَبَّ دُخانْ
وطنيُّ الهبَّةِ،وانبعثتْ نارْ
في المقبرة الكبرى"
ــــ:" ياللبشرَى!"
سقطَ الثورُ المجنونْ،
فوق زجاجِ (حقوق الإنسان) وفوق زجاج (الديمقراطيَّهْ)،
وهوَى نصبُ الحريَّهْ،
واحترقتْ دبَّابةُ أَمريكا.
ضرطتْ مونيكا،
ضرطَ القادهْ،
ضرطَ الوزراءْ،
في المنطقة الخضراءْ.
ضحكَ الأَطفالُ عراقيَّينَ إِلَى أَنْ ماتوا:
أَمريكا امُّ الـْ ...أَمريكا الـْ...
15/12/2011م
هربتْ أَمريكا من بغدادَ كما هربتْ من فِتْنامَ بلا دبَّابهْ.
هربتْ.....................
أيَّ رمادٍ تركتْ دبَّابةُ أَمريكا!
وبغايا مونيكا!
أَيَّ رمادْ!
أيَّ دمارْ!
مَنْ يكنسُ روثَ البقرِ الأَمريكيِّ وأَبقارٍ أُخرَى في بغدادْ؟
مَنْ؟مَنْ؟
مَنْ يبني عاصمةً أُخرَى في بغدادْ،
سالمةً من مرضِ "الأَيْدزْ"،
خاليةً من صورِ المُحتلَّينَ الأَوغادْ؟
بغداد 15/1/2016
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إمبراطورية الدمار/عبدالإله الياسري
هامش
ــــ جوش ستيبر:عسكريّ أَمريكي سابق.ترك الخدمة في الجيش لمعارضته الأخلاقيَّة الحرب الأَمريكيَّة في العراق.
ــــ لينين:هو الثائر الروسيّ فلاديمير لينين الذي كان شعار مذهبه السياسي:الأرض والخبز والسلام.
ــــ مستر بوش:هو الإبن جورج والكر بوش رئيس الولايات المتحدة الإمريكية من 2001 حتى 2009 .
ــــ مونيكا:مونيكا لوينسكي شابة امريكية اشتهرت بفضيحتها الجنسية مع الرئيس الأَمريكي بيل كلنتون.
ـــ ابو غريب:سجن قرب بغداد افتضح فيه الإمريكيون في 2004 بتعذيبهم الجسدي والنفسي للسجناء العراقيين.
ــــ المنطقة الخضراء:منطقة وسط بغداد تبلغ مساحتها 10كم2 تقريبا.أنشأتها القوات الإمريكية لتحصين سفارتها وحماية مسؤولي الحكومة العراقية السائرين في الركب الإمريكي.
ــــ بريمر:هو بول بريمر الحاكم الأمريكي الفعلي في العراق من 2003-2004
ــــ عبير:هي طفلة عراقية اغتصبها الجنود الأمريكيون وقتلوها مع اسرتها في 2006.
ــــ هيروشيما وناجازاكي مدينتان يابانيتان شنَّت عليهما الولايات المتحدة الأمريكيّةِ هجوما نوويا في 1945 فأبادتهماـ
. SIDAأو السيدا بالفرنسية AIDS الأَيدز بالإنجليزية ـــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








#عبدالإله_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها اللصوص
- هيلين
- صرخة النار
- مرثاة
- تساؤلات نَوَار
- ماقصة هذه القصيدة؟
- أحزان الصمت
- وقفة عند مجموعة- أوراق من يوميات حوذي-
- قافلة الاحزان
- إنتصار الشهيد الجزء الثاني
- إنتصار الشهيد الجزء الأول القسم الرابع
- انتصار الشهيد - الجزء الأول - القسم الثالث
- إنتصار الشهيد الجزء الأول القسم الثاني
- إنتصار الشهيد الجزء الأول القسم الأول
- أوراق السكين
- حول-مدارات صوفية-ل هادي العلوي
- ابصق على الرماد
- برازخ النار/ شعر
- مقتل زرياب


المزيد.....




- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك
- مسلسل قيامة عثمان 158 فيديو لاروزا باللغة العربية ومترجمة عل ...
- مدينة الورود بالجزائر تحيي تقاليدها القديمة بتنظيم معرض الزه ...
- تداول أنباء عن زواج فنانة لبنانية من ممثل مصري (فيديو)
- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالإله الياسري - إِمبراطوريَّة الدمار