أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بكر أحمد - نساء عدن ... وحكم الشمال














المزيد.....

نساء عدن ... وحكم الشمال


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1390 - 2005 / 12 / 5 - 11:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في السبعينات من القرن الماضي ، خرجن نساء عدن وأحرقن بالميدان العام في المدينة الشيادر ، وهي العباءات التي كانت ترتديها العدنيات كناية عن تحرير المرأة من نمط الماضي ، وحقيقة فأن نساء عدن قد نلن حقوقهن كأكثر النساء العربيات إطلاقا ، وكن أول وأكثر من دخلن القضاء ومنع التعدد في الأزواج إلا بأذن حكومي يرى ضرورة فعل ذلك ، وتواجدن على مستوى جميع المؤسسات سواء كانت حكومية أو مدنية ، فتاريخ المدينة المدني وانفتاحها كان يؤهلها لذلك ، فالحكم الاشتراكي الذي جاء بعد الحكم البريطاني هو نظام تقدمي راعى كثيرا الحداثة وشجعها ودعم المرأة على اعتبار أنها مرتكز ومحور مهم للنهوض بالإنسان اليمني ، وفعلا وفي منتصف الثمانينات تم القضاء نهائيا على الأمية .

هذا كان في الجنوب أما في الشمال ، فنمط القبيلة الممزوج بالدين هو السائد ، بمعنى أن الحالة الذكورية هي المهيمنة وهي التي تسن القوانين التي تناسبها وتؤكد على مكانتها ، وبطبيعة الحال كانت القوانين مستمدة من العرف ، فلا قانون هناك ولا مؤسسات يعتد بها ، وكانت المرأة مهمشة ومن العار جدا حتى ذكر أسمها وكان منتشر بينهم الغطاء العثماني الذي يغطي الجسد كاملا مع الوجه .
هذا التفاوت الكبير بين الشطرين في اليمن كان عبارة عن هوة كبيرة ظن البعض أنه سيردمها عبر الوحدة الاندماجية الفورية على اعتبار أن كل شطر سيأخذ أفضل ما لدى الآخر ،وفعلا تمت الوحدة في عام 1990م ، ونحن الآن أواخر عام 2005م أي خمسة عشر عام من الوحدة التي اعترتها الكثير من الأختلالات السياسية والإجتماعية والثقافية .

الزائر لمدينة عدن الآن قد يفجع من حال النساء ، فردتهن الفورية للمظهر القبلي الديني عاد وبقوة عبر دهاقنة الدين المتمثلة في حزب ديني تحالف مع علي عبدالله صالح للقضاء على ما أسموهم آنذاك بالشيوعيين الملاحدة ، وعبر أيضا تسللهم لتلك المدن وإقامة تجمعاتهم والتبشير بصحوة وإرهاب فكري وديني ، وأمام ضعف هيمنة الحزب الاشتراكي تم الاكتساح التام وتغير النمط المدني للمدينة إلى ساحة عزاء مستديمة تجتر كل شيء عبر مجاريها وتنسال خيفة من تكفير رقيب أو سطوة رجل دين .

والسؤال هنا ، كيف أنه وأكثر من ثلاثون عاما من حكم مدني تقدمي ضاع في فترة تكاد تكون نصفها ، والأشد إيلاما أنه الجيل ذاته الذي لم يتغير والذي عاصر الفترتين هو من غير مفاهيمه ، ولماذا جرفت القبيلة كل مكتسب متفاخرة بنمط معيشتها الهمجي واحتقار كل من يحاول أن يستفرد بشخصيته ويستقل بذاته .

في دراسة مؤخرة لملتقى المرأة اليمني أثبتت أن الزواج المبكر يمثل أغلبية في الزيجات الحادثة في اليمن ، بل أني قرأت قبل فترة عن فتاة في الثالثة عشر من عمرها هربت في ليلة دخلتها آخذة معها كتبها المدرسية من زوجها الكهل ، وهذا الزواج لا يكاد يكون سوى نوع آخر من أنواع الرق والكسب .
الآن المرأة اليمنية تعاني من تخلف كبير ، فنسبة الأمية بينهن تكاد أن تصل إلى 70% وتعتبر المرأة اليمنية من أكثر النساء خصوبة ، وبين الجهل وكثرة الأطفال ، يا ترى ماذا نستطيع أن نؤهل من جيل قادم .

سقوط الحزب الاشتراكي وهيمنة حزب الشمال بكل ثقافته على الإنسان اليمني ، إضافة إلى حالة التكسر في الأخلاق والنزاهة المترادفة مع حكم صالح لا يجعل هناك من أمل نحو التغير الإيجابي ، فثقافتهم وطريقة معيشتهم ترفض هذا التغير ، كما أنها تعتبر الاقتراب من هذه الأمور هو اقتراب للعرض ومس بالشرف ، وسيبقى الحال كما هو عليه ماداموا هم من يمسك على مقابض الحكم من جيش وعسكر ورجال دين وإعلام .

خسرت المرأة العدنية الكثير ، خسرت ما جنته ، وهذا ليس دلالة على أن تلك المكاسب هي أشياء دخيلة على الثقافة والتربة اليمنية ، فحين أخذت المرأة تلك النقاط لصالحها أخذته عن طريق قوة الدولة وفرضها كأمر واقع ، وحين نزعت عنها ، أيضا نزعت عنها بالقوة وسطوة القبيلة وتفكيك المجتمع المدني القائم في ذاك الوقت ومحاربته حتى الساعة .

أنعقد المؤتمر الخاص بالمرأة العربية في صنعاء وتم اختيار تلك المدينة مقرا دائما لمدة ثلاثة سنوات قادمة وانتخبت امرأة يمنية أمينا عاما لها ، كما أن الأحزاب اليمنية تتسابق في سن القوانين التي تدمج المرأة في قيادتها وتحث على حضورها في كافة المجالات ، وهذه القوانين ستبقى حبرا على ورقها مادام السائد هو مجتمع يقع تحت هيمنة فكر القبيلة والدين ومادامت المرأة حتى الآن لم تقرر خوض المعركة أصالة عن نفسها بكثير من الجرأة والشجاعة .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن العرب ... لماذا لا يخيفنا الدستور العراقي
- بوش ...هل رايت كم هو الله غاضبا منك
- قاموس وبستر ... عنوان أمريكا العنصري
- الوعاء الثقافي لصيرورة الحكم في اليمن
- الخيواني .. ورغم ذلك أنت فوقهم
- ولليمني حق كالإنسان ، ترنيمة بائسة بين جها ز الأمن السياسي و ...
- المرأة العربية لن تتحرر ابدا
- فعلها الناصريون وفشل غيرهم
- الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ
- حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات ...
- حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح


المزيد.....




- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء
- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بكر أحمد - نساء عدن ... وحكم الشمال