أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بكر أحمد - قاموس وبستر ... عنوان أمريكا العنصري














المزيد.....

قاموس وبستر ... عنوان أمريكا العنصري


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1288 - 2005 / 8 / 16 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول نيكولاس فون هوفمان الصحفي في جريدة واشنطن بوست " أنه لم تشوه سمعة جماعة دينية أو ثقافية أو قومية ويحط من قدرها بشكل مركز ومنظم كما حدث للعرب "
النسخة الثالثة للقاموس الأمريكي وبستر أشار إلى ترجمة ( العربي ، العرب ) بأنها لفظة تعني المتشرد والكسول والعالة والمتسول ،وتعرف الإسلام بأنه كل من يعادي السامية ويتعاطف مع أعداء إسرائيل .
والمتتبع لهذه الفقرة وهذه التعاريف ويملك ولو جزء يسير من عقل يستخدمه عند الحاجة ، لأيقن بأن كل ما في الأمر هي رغبة جامحة لكيل الشتائم لجماعة قومية وفئة دينية معينة ، وأن هذه الشتائم وضعت بحيث تكون مكررة وبشكل دائم قدر المستطاع ومتوفرة عند الطلب .
فمن المعيب أن نعتقد أن المعدين لذلك القاموس يعتقدون فعلا أن تعريف العربي تعني تلك الأوصاف المبتذلة ، ألا أن كانوا هم فعلا قد أمتزج عليهم بين رؤيتهم لنا وتعريفهم اللغوي العلمي .
وحين أقول رؤيتهم لنا ، فأنا هنا لا أتبني نظرية المؤامرة ، لأن النظرية غدت فعل متحرك وكائن مادي يجول بيننا ، والحديث عنها بين نفي وتأكيد هو أمر تجاوز المنظور الفكري ليقفز حتما إلى الصفع في الوجه بلا حياء .

مناهجنا التعليمية من حيث حث و تحفيز العقل على العمل هي ولا شك عاجزة عن ذلك ومتجمدة منذ عقود طويلة ، وأصبح القائمون على تأليف تلك المناهج يعانون أنفسهم من حالة برود مزمنة ، ونحن إذ نقر بهذا الشيء ونطالب بتطوير ما يمكن تطويره ، نجد رفض داخلي بأن الآخر يعتقد بأننا أساس هذا العداء ، ومدمنين تحريض من خلال مناهجنا الدراسية ، بينما هم أياديهم ممرغة بكل شائن ونشاز ، وأن كانت في الفترة الأخيرة و التي بلغت قمة الهوان العربي تفرغ أبناء جلدتنا لنقد ما لذ لهم من قيمنا ومبادئنا ، نود ولو للحظة أن نشير إلى الجهة الأخرى التي تدعي أنها رسولة البشرية في القيم والإنسانية .

ولو ألقينا نظرة عابرة على مناهجهم وكيف يتحدثون عنا ، لربما أصيب البعض بمفاجئة أننا أمة متسامحة جدا ، فقد قام الباحثان ويليام جريسورد و أياد القزاز بدراسة لحساب جمعية دراسات الشرق الأوسط وخرجوا بهذه النتائج .
- التلميح في المناهج الدراسية الأمريكية بأن الصعوبات التي تواجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ترجع بصفة رئيسية إلى الطابع السلبي للقومية العربية وعداء العرب لإسرائيل
- تصوير إسرائيل على أنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط مع عروض الحروب الإسرائيلية العربية الأربع من جهة نظر إسرائيل وتجاهل المنظور العربي والفلسطيني
- يميل المؤلفون لدى مناقشة عناصر الصحراء إلى تأكيد منجزات إسرائيل مع تجاهل منجزات العرب في تغير الصحراء .
ويذكر الدكتور أديب خضور في كتابة ( صورة العرب في الإعلام الغربي ) أن الاستشراق وجد في المناهج الدراسية المقررة على الطلاب الأمريكيين في مراحل التعليم المختلفة وسيلة فعالة لتشكيل وعي الأجيال وتصوير العرب كشعب بدوي مغرم بالغزو والنهب والسلب والعربي وثني كافر والإسلام ديانة غير متسامحة أنتشر بحد السيف ، ناهيك عن تصوير العرب بأنهم يكرهون الغرب ويشكلون خطرا وأن منظمة أوبك مرادفة للعرب دائما وتأتي بمضمون سلبي وأن العرب أعداء العالم ومثيرو الحروب ، كما أن المعالم البصرية لصورة العربي هو رقص هز البطن ولباس العربي الكوفية والعقال والعباءة للرجال والحجاب للمرأة وآبار النفط وسيارات الليموزين الطويلة واللحية السوداء الضخمة والنظارات الشمسية ...

وهذه الصورة السلبية ليست قصرا على الولايات المتحدة وحسب ولكنها تجول بمعاني مختلفة لدى دول الغرب في أوروبا ، فتصوير العربي بأنه مجرد لص أو خائن أو شخصية سلبية هي تنميط دام لقرون طويلة واشتدت كلما زادت حاجة الغرب لتحقيرنا بقصد الضغط واحتلال أراضى جديدة لنا .

إذا لماذا يطالب جورج دبليو بوش بضرورة تغير المناهج ، ولماذا أنصاع له العرب بثورة تعليمية لطالما حلمنا بها أن تأتي من صميم إرادتنا لنقيس هذا التعديل ونحسب نتائجه على العقل العربي لا لأجل إرضاء العقل الأمريكي أو الأوروبي . بينما هم وفي نسختهم الثالثة للقاموس اللغوي يصفنا بأوصاف لا تليق أن تذكر بحق جماعة تتسم بتلك الصفات حقيقة .

هم متطرفون ، وتتم تربية أجيالهم على الكراهية والتحقير والانحياز لدولة صهيونية لم يرى التاريخ مثلها في أعمال القتل والتهجير لشعب صاحب أرض وحق ، بل لم يرى التاريخ كيف أن العالم كله تكتل مع الغاصب ضد الأعزل ، وهم إذ يفعلون هذا الشيء يرون أنه عين الصواب من حيث ضمان بقاء نفوذهم السياسي والعمل على الحصول على مصالحهم بأية طريقة كانت حتى وأن كان همجية تصل إلى حد الغزو المباشر واحتلال الشعوب من جديد فهم قد ضربوا عرض الحائط بكل القوانين الدولية لشن حرب قذرة عل شعب عربي وتمزيقه لدويلات وطوائف ومذاهب ، ومن جهة أخرى يجب علينا أن لا نتعجب حين نرى ما يفعله الجنود الأمريكيون في سجون العراق أو غاتناموا من تمزيق للقرن أو تعرية المساجين و امتهان كرامتهم ، لأنهم حين يقومون بهذه الأعمال فهي لا تمثل في أخلاقهم شيء منافي لما تعلموه خلال مسيرة حياتهم في تلك الدولة العظمى التي أصبح معظم العالم يشكك في أخلاقياتها السياسية التي أمتزجت بفكر أيديولوجي ديني متطرف !

هناك من يطالب بحراك عربي مشترك تقوده الجامعة العربية لتغير ما يمكن تغيره وجمع المال للقيام بحلمة قضائية طويلة ، ولكن هل هناك من أحد بقي يثق بالقضاء أو العدالة أو النزاهة الأمريكية بعد أن صدر هذا القاموس بكل الشتائم وهو يعلم بأنه أمن قانونيا وقضائيا ، وألا وان كان العكس فمن كان يجروء على وصفنا بتلك الأوصاف التي والله لا تمت لنا بصلة من قريب أو بعيد ، والتي نعلم نحن جيدا بأننا أمة تملك كل مقومات الحضارة وتعيش ثقافة متحركة وتفخر بانتمائها وكرمها وتسامحها إلى حد بلغ من هذا التسامح مرحلة الضعف والسذاجة .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعاء الثقافي لصيرورة الحكم في اليمن
- الخيواني .. ورغم ذلك أنت فوقهم
- ولليمني حق كالإنسان ، ترنيمة بائسة بين جها ز الأمن السياسي و ...
- المرأة العربية لن تتحرر ابدا
- فعلها الناصريون وفشل غيرهم
- الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ
- حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات ...
- حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- بعضها أوقف التصدير... ما هي الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة ...
- الآلاف يرفعون علم روسيا العملاق في قبرص احتفالا بيوم النصر
- لجنة فلسطينية تدعو أهالي الضفة والقدس والداخل للانتفاضة إسنا ...
- ساحة حرب.. مشاهد مروعة لهجوم نشطاء على مصنع -تسلا- في ألماني ...
- -كتائب القسام- تفجّر نفقا بقوة إسرائيلية في رفح
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 3 دبابات -ليوبارد- ألمانية ودبابتي ...
- تأهل المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجين- وسط تظاهرات ...
- السفارة الروسية في الإمارات تنظم أمسية احتفالية بمناسبة الذك ...
- إسرائيل تتحدث عن مغادرة مقاتلين من -حماس- رفح وتكشف عن استرا ...
- لسبب غريب.. صينيون يدهنون وجوههم باللون الأسود (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بكر أحمد - قاموس وبستر ... عنوان أمريكا العنصري