أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بكر أحمد - الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ














المزيد.....

الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما الذي يجعل الكثير من المراقبين العرب يعتقدون بعبثية الانتخابات التي دارت في العراق ، وهل هذه المواقف كظاهرة خارجية قد تعطي انطباع بأن العربي يرفض دائما التعدد السياسي وأنه تطبٌع في داخلهِ وتلقائيا بالعادة الاستبدادية ألتي تعيش في منطقتنا منذ قرون طويلة .

لا أحد ينكر بأن البيئة التي تحيط بالإنسان تؤثر بشكل أو بآخر على نمط وطبيعة تفكيره ، وأن الخروج عن هذه الأنساق المتتالية هو أمر يحتاج إلى كثير من مقاومة الضغوطات التراثية والتخلص من النزعة التيارية السائدة . لكن هل عدم الانصياع للموروث المؤثر بالسلب على الحياة العصرية والمتناقض مع صيرورتها يستوجب عدم الإنصاف أو عدم الرغبة في الانتماء _ للمجتمع _ الهوية _ أم أن هذا التمرد أن صح التعبير هو حالة ضجر من التخلف القائم وهي أيضا محاولة للتغير نحو الأفضل من خلال اعتناق شيء مختلف ومغاير عما تم استهلاكه زمنيا وجدلا بين العرب



قد يعتقد البعض بأن الوضع في العراق أفرز العديد من الظواهر التي قد تجيب على مثل هذه التساؤلات ، بل أن العراق أعاد تركيب الكثير من المفاهيم ألتي أربكت العقل العربي سواء النمطي منها أو الحداثي ، لتخرج لنا فسيفساء أخرى قد يظن الملاحظ للوهلة الأولى بأنها جديدة ومؤثرة ، فالتيار ورغم قوته وعنفه وعدم مهادنته يوحي بأن تمزيق جذور المنطقة الفكرية قادم ولا محالة . لكن من خلال مقارنات عديدة في التاريخ ، سنكتشف بأن الجاري من الهجمة الأمريكية على العرب الآن ما هو إلا نمط مكرر بكل معانيه وعباراته وجمله وأساليبه .

فلا احتلال في الكون أعتبر نفسه غازيا ، ولا خائن عبر التاريخ أعتبر نفسه كذلك ، فناهبي ثروات الآخرون يعتقدون بأنهم محررون أتوا لينقذوا الشعب من تخلفه واستبداده والمتعاون معهم يدعي بأنه يريد لبلاده الديمقراطية ،وهذا ما كان يقوله لحد في جنوب لبنان وغير لحد في أي بقعة في التاريخ ، لذا أليس من العجيب أن نرى من دعاة التحرر الجدد والداعون للاستسلام بحجة التقدم والعولمة بأنهم يصفون غيرهم بالرجعية والماضوية ، بينما هم لم يأتوا بشيء جديد إطلاقا ، أنه التاريخ يعيد بلا ملل نفسه .



لذا من المنطقي أن يتصادم مفهوم التمرد على المحيط الاجتماعي ونتيجة للتكرار السابق بأن هذا التمرد هو تبعية للآخر بلا تحفظ، وهذا ليس بصحيح لأن التمرد لا يعني في الغالب العصيان والكراهية ، بل قد يعني أيضا الرغبة في الإصلاح وعليه لا يلزم وضع كل البيض في سلة واحدة فأن انكسرت واحدة أضرت بالباقين . فالعربي الذي توجس خيفة من انتخابات العراق ، ليس لأنه رجعي وعاشق للاستبداد ، فهو أيضا قد يكون حداثي تقدمي وليبرالي بالمطلق ومن خلال مفاهيمه تلك استشف خوفا على ما يؤمن به نتيجة محاولة نسف حق الإنسان في التساؤل والبحث لأجل حريته

فنتيجة الانتخابات أن لم تؤتي أكلها بمعطيات تمٌكن ممارسيها من حياة أفضل ، فهي حينها تكون دعائية لتجميل قبح الواقع مع انعدام أقل متطلبات الإنسانية من عيش رغيد وحرية ومشاركة في الحكم عبر السيادة المطلقة الغير منقوصة ، وهذه ما لم تعد به الانتخابات في العراق ، فكيف لا نتوجس خوفا من دعاة التحرر وخاصة أننا نعلم يقينا بأن الولايات المتحدة الأمريكية و الاستبداد المطلق والقائم منذ عهود في منطقتنا بينهم حلف استراتجي ، وبأن الأوعية الراديكالية الدينية وإعادة إنتاج التاريخ بشكل مقزز ما كان لولا هذا التحالف ، فكيف افهم أنا وغيري هذا الخلط السطحي والبسيط للأوراق ، وكيف بنا أن ننصاع دون أن نتوقف لفترة قصيرة لنكتشف بأن قوة الاستعمار وجشعه ورغبته في استلاب الشعوب الأخرى حريتها وثروتها هي من تدير آلة العالم من تحت قناع مزيف يدعي عكس ما يبطن . وهذه الحالة الانعكاسية في القوة الرئيسية والمحركة ، تنتج عنها حالات متفرعة مثيلة لها ، كتكرار أن عصر الديكتاتورية و الاستبداد قد انتهى ، بينما استبداد آخر يوشك أن يأتي ، وعولمة التاريخ ونرقب بحزن بالغ تفشي الطائفية والعرقية ، ومعادة الكفر باسم الدين بينما هذا الدين هو مطية سهلت الكثير للاستعمار في أنجاح معظم خططه ، لتبقى هذه الفروع تمارس ذات العمل الذي يقوم به السيد ألا وهو لبس القناع المزيف الأصغر والمؤذي أكثر



على المثقف العربي الآن أن يمارس دوره بلا خجل أو خوف ، وان ينتقد كل خلل يراه دون أن يخشى التهم الجاهزة ، فالشعوب العربية كعادة كل شعوب العالم دائما تحتاج إلى من يضيء لها الزوايا الخافتة المهمة والمؤثرة في حياتها ، فما رأيناه في العراق وإنجرار الكثيرون تحت تهديد الرعب الديني ، هو لأمر مخجل ولدلالة عميقة بأن الشعوب العربية مازالت حتى الآن ترضى بوصاية الغير عليها ، وهذا القبول بتحكم الآخر يعني انعدام الثقة بالنفس وانهزام داخلي و تاريخي ، فبمجرد قبول الوصاية من الآخرين قد يفتح الباب لعدم تحديد هوية أو إيديولوجية هذا الوصي . لتذوب حينها هوية الخاضع داخل هوية الوصي واختزاله كأداة تنفيذية لرغبات المرجعية الذي هو بالتالي ينفذ رغبات المستعمر .



التحرر لا يعني فقط الخروج عن القيم البالية والمورثات المكتسبة ، بل يعني أيضا عدم قبول الوصاية من الآخرين سواء كانوا رجال دين أو مستبدين وطنيين أو عالميين ، فالاستبداد وأن اختلفت أوجه ملامحه إلا أن هدفه هو إلغاء الآخر وجعله صف أو عدد ضمن مجموعة أعداد توفر له الرفاهية دون سواه ، ويا ترى من منا يرغب أن يكون نكرة في الوجود سواء كان على الصعيد الفردي أو القومي ؟ لأن حق المشاركة والاعتداد بالنفس وممارسة الحريات الشخصية والفكرية والعقائدية تصطدم بالمستبد ، وبين الحق المشروع الإنساني و المهيمن الأناني صراع أزلي لا يبقى احدهم بوجود الآخر مهما تم تزيف الوقائع عبر الإعلام والمال والقوة .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات ...
- حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بكر أحمد - الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ