أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بكر أحمد - حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها














المزيد.....

حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1062 - 2004 / 12 / 29 - 07:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المنطقة التي يقطنها العرب هي من أكثر المناطق في العالم سخونة وتخلفا وإهمالا للإنسان بشقيه الذكر والأنثى ، إضافة إلى الإرث العقائدي الضخم المكون من سياسة انفرادية تبلورت مع الزمن لتصبح أحد أساسيات الحكم في دولنا بل كسبت شرعية تاريخية ودينية ، فأصبح التاريخ يثقل كاهلنا بكل سوأته ، وأصبح في ذات الوقت يمثل قداسة صورية في المخيال العربي لا يجروء من كان المساس به ، ذاك المخيال الذي حسم أمره منذ بدأ التكوين الثقافي للمواطن العربي ، وكل ما تم اتخاذه بشأن الإنسان الواقع في هذا المنطقة سواء كان متعلقا بالبيع والشراء أو بتعيين الوالي أو بالمرأة أو بالعلاقات الاجتماعية سواء كانت على شكل أفقي أو عمودي أو بكيفية التصرف حين النوم ودخول الحمام أو حين المرض قد أصبحت أمورا من الصعب تجاوزها ، بل غدت تمثل الغذاء الدائم في اللاوعي العربي ، فأن تم رفض كل تلك المرويات الأبوية ، يصبح هناك شكا بهذا الرافض ، فهو منحل أخلاقيا منعدم الشرف يعاني من فراغ روحي !!



لذا من الطبيعي أن نرى أن هناك دولا عربية تعاني من الاحتلال العسكري المباشر _ هذا لا يوجد له من مثيل في هذا العصر _ ودولا تملك نصف نفط العالم ومع ذلك شعوبها سوق لمنتجات وسلع وثقافة الآخرين ، ودولا لم تستطيع حتى الآن أن تخرج من بدائية الحياة القروسطية الأولى ، وبتنوع أنواع التخلف بين الشعوب العربية ن إلا أن القاسم الوحيد و المشترك هو استبداد الحاكم ورفضه التنازل عن سطوته



ليس التاريخ هو سبب هذا لوحده ، فهناك حالة ترابط عنيفة العضوية مع بعضها ، لا يستطيع أحد أن يتجاهل جزء دون الآخر ، وألا فأنه سيدور عبثا حول نفسه دون أن يحقق شيء

فالاقتصاد مرتبط بشكل مباشر بإحداث ثورة اجتماعية ، وهذا لا يحدث دون قبول رجال السياسة التحرك النزيه والشريف لانتشال شعوبها من هذا الوحل ، ولكن حين يرى الحاكم بأنه لا رقيب عليه أو جهة تقيم أعماله بحياد ، كما أنه قد ضمن ديمومة بقائه الذي يرفل في النعيم والبذخ والسلطة والجاه ، فما الذي يلزمه بالعمل لأجل الصالح العام



البدأ في حالتنا العربية يجب أن يكون من الأعلى سواء على الصعيد التاريخي القديم أو على الصعيد السياسي الحالي المتمثل برمزية الحاكم الفرد فالزجاجة دائما لها عنق في الأعلى، ومن ثمة الاتجاه بعدة زوايا لتفكيك التأزم والاختناق الحاد.



لربما من الترف الفكري أن نتحدث عن حرية الدين والثقافة الجنسية و المرأة أو السماح للرأي الآخر بالتعبير عن نفسه ، بينما نحن مشغولون أولا بالبحث عن لقمة العيش ، وثانيا أن دولنا محتلة من أشد وأقوى الدول عسكريا واقتصاديا ، فسوء الحظ معنا تكالب بشكل مركب ومزدوج ، كما أننا لا نستطيع أن نتحدث عن هذه الأمور في وقت أن الأشياء المضادة لما نريده تتكالب مع المنظومة المكونة من تاريخ ودين وثقافة ، وكلها تصب في صالحها في حال قامت بإعادة إنتاجه وخلقه كإطار مرجعي حالي

فهوس الاحتكام للماضي وكأنه يعيش بيننا ، لا يأتي من منطلق الإيمان بأن الأولون هم أشرف البشر وأكثرهم ذكاء وقربا لله ، فتلك أقاويل ساذجة لا يصدقها الدهماء من البشر ، بل أن الإتكاء على الماضي هو السند الحقيقي للحفاظ على النفوذ الديني والسياسي ، والذي يؤمن حصنا لحمايتهم وتكريس بقائهم ، لذا نجدهم أكثر الخلق حرصا دون غيرهم على ضرب أمثلة من التاريخ وإسقاطها في وقاعنا المعاصر ، و على التذكير الدائم بكيف كان يعيش رجال القرون الوسطي ، وكيف كانوا يتعاملوا أبويا مع الحكوميين ، ولماذا كانت علاقة رجل الدين بالحاكم مستمرة ومتبادلة ، وكيف كان الحاكم عادل نزيه لا يستطيع أحد أن يعترض عليه



فكل تلك القصص الماضوية تخلق حالة من الازدواجية النفسية بين الشعوب المعرضة لها ، فهي تعيش جسديا في عصر الديمقراطية وحقوق المرأة والإنسان والعدالة والكفاف الاجتماعي ، لكنها ذهنيا وروحيا منفصلة عن واقعها ومحيطها الدولي بكل متغيراته ، ليصبح أمر توجيهها يتعلق بنص ديني أو حادثة مر عليها أكثر من ألف عام .



لكن ماذا نريد أو ماذا يريد أي عربي أن يحدث من التغيرات في منطقته ، فهو وبطبيعة الحال يريد اقل صورة من الديمقراطية على أمل أن تتطور زمنيا ، ويريد أن يرى المرأة كائن يعامل باحترام،ويريد من المجتمع القبلي أو الديني أن يسموا قليلا إلى المدنية العصرية ويجد لغة مشتركة معه يستطيع من خلالها التواصل ، فهذه أمور عقلانية وطبيعية

فحرية الدين وإبداله والعلاقة بين الجنسين أمور إنسانية قمعتها شتى القوانين ومازلت ، ولم تقرها إلا بعد أن أنتصر الإنسان لنفسه وحقق الفطرة التي طالما قمعها . فالإنسان بطبعة تواق للحرية حتى وأن أدعي أنه مكبل بقوانين هو يحترمها .



ومن المهم جدا أن تستمر المطالبة بهذه الحقوق الفردية أو الحقوق الجماعية ، فمادام هناك إنسان يريد أن يغير دينه ولا يستطيع ، فهذا يعني أنه مقموع ، كما أن الوقوف معه لا يعني إطلاقا الإيمان بالدين الآخر أو كره للدين الحالي ، ولكنها تعني بمعنى أدق قبول المختلف أو قبول من يريد أن يختلف ، فمن حقه وبما أنه وجد في هذه الحياة أن يأخذ ما يعتقد أنه يساعده ، وأيضا علينا أن نعترف به ، فهو موجود شئنا ذلك أم أبينا



فحرية إبدال الدين ، وحرية العلاقات الجنسية ، وحرية التعبير عن الرأي المخالف ، هي أمور حتى الآن لم تبرز بشكل جدي في المجتمع العربي ، والمناداة بها لا يعني أبدا إقرارها ، ولكن يعني انتصارا للإنسان الذي بلغ من القهر مداه .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .
- يا أفندم ... ماذا يعني لك الدستور ؟
- ناصرية تقدمية ...لا ناصرية تخلف ورجعية
- الوطن الضريح
- المرأة والمجتمع والإصلاح في اليمن - ثلاثية الصراع الأزلي
- ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بكر أحمد - حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها