أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون














المزيد.....

ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 868 - 2004 / 6 / 18 - 06:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


في وقت ما سمي تعسفا بعصر النهضة ، وتعدد الفكر العربي وثورة الصراع فيما بينهم ، خرجت آنذاك تقليعة جديدة تجنبا للصدام ، وسميت بالتوفيقية ، وكان المقصود بها هو تلقيح هذا الفكر بشيء من آخر حتى يتواءم الجميع تحت مظلة واحدة لا أسم لها وبدون ملامح .
لذا قيل بأن العرب لم يستفيدوا من عصر النهضة ولم يبلغوا أمر الحسم في قضاياهم الفكرية والعقائدية ، وبقي الحال كما هو عليه حتى الساعة ، محاولات توفيقية واستجلاب ماضوي ومحاولات دمج فشلت في كل العهود السابقة ، ومازلنا حتى الآن لا نتعلم .

لذا هل من الغريب أن يقوم الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي اليمني باستعارة خطبة دينية في عملية ترويج سياسية ، لا ليس بغريب ، فالهرمون العربي ( التلفيقي ) دائما ما يكون نشط في وقت الأزمات ، حتى أنه يخال لنا بأن حالة الباطن واللاوعي تبقى هي تلك السلفية وكل ما يظهر لنا من أفكار تقدمية ، هي بهرجة للتظاهر بها لا غير .

كيف يستطيع أي إنسان عادي ناهيك عن المثقف أن يفهم الخطاب الذي أستخدمه سيف صائل نائب أمين عام الحزب الاشتراكي ، هل يبحث عن شيء مفقود في أدبيات الحزب أم يعتقد أن لحظة التوفيق قد حانت ، ويجب على الاشتراكيين أن يتحدوا مع الإسلاميين فكريا في جبهة واحدة ، وخاصة أنهم _ إي الإسلاميين _ يملكون خطابا لا يفقد رونقه أبدا ، ويبيح للأحلام أن تنطلق بلا حدود .

يقول قائل بأن هناك من يبحث عن صك برائه قد تمنحه إياه الجماعات الدينية الراديكالية ، لذا لا مانع بين الحين والآخر أن نثبت لهم بأننا مازلنا مسلمون ، وهذا أن صدق فهي دلالة عن وجود خلل في داخل التنظيم وشعور بالنقص والعجز لا يستهان به ، فالحزب الاشتراكي اليمني غني عن التعريف ويملك مكتبة ضخمة من المنظرين وله تجربته السياسية والفكرية ، وليس تنظيم عشوائي لا يملك خطابا مقنعا لأجل أن يضطر إلا أن يستعير جزئية من اليمين وأخرى من اليسار ، ويقضي بقية مسيرته في النفاق السياسي ، كما علينا أن نسأل أولا من له الحق بإصدار صكوك البراءة وعلى أي اعتبار ، وهل نحن نعيش نحن في زمن الأكليروس والواسطة بين السماء والأرض !!

ما حدث من تصريحات اشتراكية يجب أن يعاد النظر بها ، ويجب أن يبقى الاعتزاز بالخطاب الاشتراكي قائما مادام الرفاق يقولون أنهم اشتراكيون ، فأن شعروا بأي عقدة نقص أو ذنب لهذا الانتماء ، كل ما عليهم هو أن يلبسوا العمائم ويقدموا استقالاتهم ويذهبوا إلى حيث يجدون أنفسهم ، وذلك حتى لا يحدث الهدم من الداخل ، وتترعرع الأصولية الدينية من داخل اللجنة المركزية ! وحينها لن يصبح في الأمر توفيقية بل إلغاء وإقصاء كما هو معروف عن تلك الحركات السلفية .

نقول هذا القول ، لأننا بحاجة إلى الحداثة والتقدمية ومازلنا نبحث عن الحياة المدنية ، لذا من حقنا أن نقول لا لمن يريد أن يسقطنا في رجعية مريرة عانينا ومازلنا نعاني منها ولم تخرجنا من شيء ، كما علينا أن نذكر بجزئية مهمة جدا حيال استعارة خطاب الغير والفشل الذي يحيط به ، إلا وهي أن السلطة الأبوية التي تعيش تحت كنفها اليمن تستخدم ذات الأسلوب في التعمية السياسية ، إلى حد يجهل به الإنسان عن ما هي خططها أو فلسفتها في الحياة ونتيجة لهذا التذبذب السياسي بقي اليمن بحالة ربع قرن من الزمان دون أن يتقدم خطوة واحدة ، فرفقا بعقولنا يا من نعول عليهم كثيرا في أمور الوطن ، وتذكروا بأنه أما أن نكون اشتراكيون أو لا نكون .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لمسة ذهبية وحجر أبيض وقاعة رقص.. ترامب يخطط لـ-إرث معماري عظ ...
- على وقع التوتر مع واشنطن.. روسيا والصين تنفذان مناورات بحرية ...
- أشرف كابونجا.. يبحث عن رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس
- نواف خليل: - المشكلة تكمن في عقلية القائمين في دمشق-
- مصرع 27 مهاجرا وفقدان العشرات في غرق مركب يقل 150 شخصا قبالة ...
- نتنياهو يطالب الصليب الأحمر بتوفير الطعام للأسرى الإسرائيليي ...
- مصرع أكثر من 50 مهاجرا غير نظامي بغرق قارب قبالة سواحل اليمن ...
- بينها الاعتراف بإسرائيل.. ماذا وراء شروط عباس للمشاركة في ال ...
- تراشق ميدفيديف وترامب يحظى باهتمام مغردين عرب.. كيف علقوا؟
- وزير لبناني: حزب الله سيختار الانتحار حال رفض تسليم سلاحه


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - ما أن تكون اشتراكيا أو لا تكون