ذكور برخص القمامة والتراب

وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1389 - 2005 / 12 / 4 - 13:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

ذكور برخص القمامة والتراب...
1-
كنت مرتزقا ...عميل مخابرات سابق لحاكم جائر.. قمعت الأذهان...وبترت الألسن.. وصادرت أرواح الناس في جميع الأماكن ..حتى خيّم الظلام واستبدَ الظلم...بعدها تقاعدت عن مهنتك..ربما لأنك سئمت اشتمام رائحة الدم...ورؤية صديد الجراح...وسماع أنين السجناء المهشمة ضلوعهم والمخلعة أظافرهم...أو ربما تصورت بحماقة المحتقرين انك ستجد احتراما لنفسك المشروخة في مكان آخر..هاجرت إلى بلاد الغرب.. حيث لا يعلم احد عن جانبك الأسود... ارتديت ملابس أنيقة ..وخلّصت اللسان القذر من الشتائم..لكن التاريخ لن ينساك وأهالي الضحايا لن يصفحوا عنك.. ستبقى في ذاكرة الأيام بكل وساختك.. ستظل أنت..أنت..انظر في المرآة بتمعن .. وسوف ترى ذكر رخيص برخص القمامة والتراب...
** احد الملوك العرب افرج عن ما يقارب خمسين الف معتقلا بعد ان انجبت له حرمه ولياً للعهد..

2-
تسلّقت السلالم على حساب من هم أحق منك..لهفت فرص الآخرين لأنك من حاشية السلطة أو من المرضي عنهم..التهمت خيرات الأرض..سرقت بلباقة وخفة...بيّضت الأموال وزدت فحشا على فحشك...أصبحت من أثرياء البلد.. وجمّلت قبحك بمشاريع الخير المبطن بالنفاق...اشتريت وامتلكت ...كل شيء أصبح رهن إرادتك... لكنك تعلم في الأعماق لولا مالك لم ترَ احد يكن لك أي احترام ولا يود قربك.. ستظل أنت..أنت.. انظر في المرآة بتمعن .. وسوف ترى ذكر رخيص برخص القمامة والتراب...
**في احصائية عام 2005 معظم الدول العربية تبوأت الدرك الأسفل في قائمة الدول التي تفشى فيها الفساد الإداري والمالي...

3-
كنت متطرفا طوال حياتك... لا تعرف للإعتدال سبيلا... تشددت..وجن جنونك..رأيت ان كل البشر ضالين عن نهجك ...ولا يستحق أحد منهم العيش.. وضعت نفسك بمنزلة الرب وصرت تحرّم وتُحل وتُكـّفر..وحين تفاقمت روحك بعفن البغض..حملت السلاح..وفخخت العربات..وفجّرت المقاهي والأسواق والمساكن.. فأزهقت أرواح بريئة..وشرّدت اسر...وتفاخرت بكل الدماء التي سفكتها امام العيان...لكن حشرجات الضحايا ستظل تطاردك...وستبقى اقذر ما انجبته امة بائسة.. ستظل أنت..أنت.. انظر في المرآة بتمعن .. وسوف ترى ذكر رخيص برخص القمامة والتراب...
*** حسب الإحصائيات انه ما يقارب 26 الف ضحية زُهقت اراوحهم في العراق بين عامي 2004 و 2005...وفي احصائية اخرى انه في الشهور التسعة الماضية في كل ساعة مرت..قُتل انسان في العراق..

4-
سرقت بريق الدهشة من عيون صغارك..خطفت الأمان من بيتك...أرهبت سكانه...أرعبتهم حتى شعرت باكتمال رجولتك المأزومة...عذّبت الذكور والإناث.. لم ترحم احدا... كلما دخلت البيت تطايرت شياطين الغضب من عينيك..زمجرت ونهرت...سطوت واعتديت..قهرت كل من هم حولك..حتى الرضيع لم يسلم من ضربك...لماذا؟ لماذا يا ترى؟؟ هل لأنك خُلقت بقضيب ذكر؟؟ أم لأنهم بشر وجِدوا على ارض صادرت كل حقوقهم ووهبتها لك؟؟؟ أم النرجسية جعلت منك مخلوق مارد؟؟ لعنتهم ستلاحقك طوال العمر مثل نتانة روحك... ستظل ..أنت..أنت.. انظر في المرآة بتمعن .. وسوف ترى ذكر رخيص برخص القمامة والتراب...
*** في العالم كل ثانية تمر تتعرض فيها افراد اسرة للعنف من قبل ذكر..

5-
كنت كاتبا مغمورا...لم يسمع بك احدا...وجدت أن مشوار النزاهة طويل وشاق.. وأحيانا يكون محفوف بالمخاطر.. لكن على الضفة الأخرى ثمة أضواء لامعة وشهرة ومجد.. كل ما هو مطلوب هو أن تصغر أكتافك... وتحني هامتك للحاكم.. وتقصر عنقك..وتدع قلمك يسيل نفاق وتملق...تُجّمل القبح..وتُزّهر الفساد..وتُدافع عن الظلم وتُدين الشرفاء بشتى السبل...وصفة بسيطة لكن نتائجها مضمونة بدون شك..اتبعتها بدقة المحترفين وأصبحت كاتبا لامعا في وسط ملوث... تكتب عفن وتجني صلاحيات ونفوذا..قلمك دنّس العقول وضلل البشر...أصبحت كاتب السلطة بلا منازع.. في بلد يُسحق فيها الإنسان السوي..تركض...تلهث كالكلاب المسعورة... تقبل الأيادي وحتى الجِزم إذا تطلب الأمر..كتاباتك صارت تفوح منها رائحة الخيانة لكل القيم والمُثل..لا احد يحبك.. ستظل أنت..أنت.. انظر في المرآة بتمعن .. وسوف ترى ذكر رخيص برخص القمامة والتراب...
*** 95 في المائة من الإعلام العربي ممول بأموال حكومية او من قبل مناصرين لنهج الحكومات العربية...

6-
تعتقد انك شهرزاد زمانك...وان أحضان نساء العالم في انتظارك... تعربد...وتمارس حياة التهتك... تتنقل كالدبور السام بين العاهرات... تلعق اجساد العابرات...وتفترش أعشاشهن.. تتصور أن الآلهة وهبتك قوة وجاذبية من صنف خاص... لا تحترم قرينتك ولا أبناءك...رجل متزوج وثمة امرأة استثمرت حياتها من أجلك..وانت لا يهمك في هذه الدنيا شيء سوى مابين أفخاذك... ترضيه بأي ثمن وتحت أي ظرف... تنهض كل صباح وفي ذهنك المرتبك نفس الأجندة... كم امرأة رخيصة ستطرق بابها اليوم؟؟ لا يهم الرقم...فهن أصبحن بالمئات وهذا تعده أعظم انجازاتك... أكاد اجزم أن كل من عبرن بجسدك احتقرن أنفسهن من بعدك!!! لأنك دنيء وتافه.. ولا تترك أثرا في النفس...سوى الشعور بالضحالة والضآلة... ستظل أنت..أنت..انظر في المرآة بتمعن .. وسوف ترى ذكر رخيص برخص القمامة والتراب...
***في عام 2004 عدد حالات الأيدز في دول الخليج بلغت 92 الف حالة معظمها بسبب معاشرة المموسات ...

7-
رُزقت بصوت جهوري أجش...ومَلَكة الحفظ...وجرأة الدجالين والمحتالين... ارتديت لباس الدين..وصرت احد "وعاظ السلاطين"...وتوليت سلطة وصرت تُكّفر كل من اختلف معك...لا تسمع سوى من يبجلك... كل من مر بك حكمت عليه بالسجن والجلد لأنه لا يستند إلى ظهر...وليس من أبناء تجار البلد..حرّضت على الكره وبغض الآخر... ابتدعت فتاوى.. ونسفت بها جميع جسور المحبة التي كانت بين الناس... باسم الدين باركت خُطى حاكم جائر..فزادت أموالك ..تربعت على العرش وصرت من جبابرة الأرض...الناس تُدرك انك زائف... وان قلبك لم يتعرف على الله قط.. ستظل ..أنت..أنت.. انظر في المرآة بتمعن .. وسوف ترى ذكر رخيص برخص القمامة والتراب...
*** جميع من قتلوا في شتى انحاء العالم في تفجيرات ارهابية بأيدي مسلمين كانت بسبب فتاوى اسلامية...ومن بداية التسعينات حتى نهايتها ذُبح في الجزائر وحدها مئة الف انسان بمباركة مشايخ متأسلمين...

وجيهـة الحويــدر

#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل