أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الخياط ناهض والبحتري














المزيد.....

الخياط ناهض والبحتري


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5131 - 2016 / 4 / 12 - 23:24
المحور: الادب والفن
    


مسح ضوئي
الخياط ناهض والبحتري

يباغتك انه يعرفك نصياً قبل ان يلتقيك، إذن ناهض هو القارىء النوعي : في مهرجان ٍ للجواهري، فتّش غرف فندق السدير ، بحثا عن الشاعر فرات صالح، وحين رأه رؤية العين قرأ له مالذ وطاب من (وصايا الطباشير) فأندهش فرات كيف حفظ ناهض نصوصه !! ، ويوم ان كَتَب عن مجموعتي (حافة كوب أزرق) ، لم تكن بيننا إلاّ لحظة توقيع اهدائي ،على النسخة المهداة إليه، فتذكرتُ كل أصحاب القدرات النقدية، الذين كلما التقيتهم ، في المهرجانات ، شهروا بوجهي (مشروعهم النقدي) !!حول مجموعاتي الشعرية.. وناهض الخياط :شاعر شاب ، شارف الثمانين، يهزم تجاعيد أيامه بالقصيدة ويورّط القصيدة بغوايته ،ينهض قبل نهوضنا كلنا، حتى لانراه وهو يخيط اوجاعنا ، ثم يطير في سمائنا، لينظفها من السراب..وناهض وحده ،يعكس الشمس قبل طلوعها ،وهو يدنو من جناحيه ويسألهما عن الافق الذي يودان أن يحلّقا إليه !..تعالوا يافتيان الشعر كونوا دائرة حول هذا الشيخ ، ليكون النقطة ، ولنتعلم منه ، درساً في الإنحياز الى النصية بجمالياتها ....في مساء الليلة الثانية من هذا المربد 2016، تجاوزنا عشوائية الحافلات المخصصة للمربد ، كل مجموعة تؤجر تكسي وتقصد قاعة النادي الثقافي النفطي..، تجالسنا في القاعة واصغينا كرهنا / طوعا لرعود وبروق المنصة .ثم انسحب ناهض من القاعة، أنا كنت في كرسيّ من الصامدين لشظايا القراءات الشعرية..حاولتُ الاستعانة بصرخة ريلكة (من يسمعني اذا صرخت في نظام الملائكة)..ثم نهضت بحثا عن ناهض في الاروقة،غادرنا قاعة المهرجان ،كان الدوام المسائي للمطر، يرتل مع محمود درويش (مطر ناعم في خريف حزين ..) تبادلنا الطرائف بصوت عالٍ ومبحوح ..وبتلقائية، صارت القصائد، مظلتنا..التقطتُ له ابياتا من شعراء صيرونيّ ملكاً على حياتي: اسمعته : بيتاً للشاعر الخارجي الطرّماح..بيتا للشاعر المتمرد ابن لنكنك البصري، رشفةً من البهاء زهير، مقولة من رواية نايبول (نصف حياة ) ..سيسبانة من سيوران ..الخ .كان يُصغي منتشيا ،ويطالبني بالمزيد، ثم سألني هل تحب البحتري؟ أجبته أحببت تصويره للذئب ..توصيفاته للربيع، ثم قرأتُ نصفَ بيتٍ للبحتري،هو ملاكي الحارس (صنتُ نفسي عما يدنس نفسي)..ألهجه، كدعاء يومي.هنا توقفت قدماه، وراح يتأملني الشيخ الفتي ناهض الخياط ، وبصوته المبحوح والمزحوم بدخان انواع السكاير ، وبنات العنب والتمر والتفاح..وبدأ يرتقي إيوان كسرى بجلباب من الدمقس، ويستقرأ رسومات الإيوان ، ويصف لي غبار المعارك ، ولمعان صليل السيوف وخفق الرايات ولقطة بالحركة السينمية البطيئة لتساقط القتلى من الطرفين ..فرأيت ناهضا مغمورا بغبار تلك المعركة ومصبوغاً بالورس وشاهراً رمحه ، مثل وحشي في فيلم الرسالة ..ليلتها جالستُهم قليلاً اخوتي الشعراء في الفندق ، لنتساهر في غرفة مكتبتي أنا وسينية البحتري، بعد ان تفتحت شهيتي بالعودة اليها من خلال ناهض الخياط وحده ُ.



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروائي اسماعيل فهد اسماعيل/ يفتت السارد العليم ..
- الطبيبة الشاعرة : تحية الخطيب
- أريد ُ بلادي ..
- 31 / آذار
- الروائية رجاء نعمة والرفيقة أم حازم
- نوروز في البصرة
- شاعر ٌ..مهنته ُ العشق
- هل الموت ممحاة؟
- خمسون امرأة ضد (ألماس ونساء) للروائية لينا هويان الحسن
- ترشيق / تشويق السرد ...
- في شمعتها الخامسة والعشرين : إنتفاضة 1991
- وجوه النحات مرتضى حداد
- عزيز سباهي..
- نور عبد المجيد ..وخطوتها الروائية الاولى الحرمان الكبير
- أتجول مأخوذاً ببهاء الكون ..(بوابات بصرياثا الخمس ) للشاعر ك ...
- مكتبات الكترونية وحبة العدس
- جثث بلا اسماء
- بنات نعش : مغزل قرنفل لينا هويان الحسن
- الكتابة باللغة الرابعة/ المسألة الكوردية ..في (حبل سري) للرو ...
- شجرة....في الهواء الطلق قراءة اتصالية في كتابين للروائي اسما ...


المزيد.....




- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الخياط ناهض والبحتري