أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - نوروز في البصرة














المزيد.....

نوروز في البصرة


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5110 - 2016 / 3 / 21 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


مسح ضوئي
نوروز في البصرة
مقداد مسعود
الليلة ونحن نطرز صينية عيد نوروز بألوان الشموع وصحن ملآن بالسكر والفاكهة وأوراق الآس والخس ونضع نسخة من القرآن الكريم على مسند خشبي وسمسم منضود بشكل معين ... وووالخ ، تذكرت تطريزات والدي في تلك السنوات .. عصر يوم نوروز كل اهالي البصرة يتنزهون على كورنيش شط العرب ، وشط العرب لحظتها ،إذا رميت ملحا الى الاعلى فلن يصل الارض ،وهناك سفينة من نوع امهيلة تسحب خلفها (جالبوت) : زورق صغير ، ومن المهيلة والجالبوت ، يلتقط والدي مثلا حين يرى شخصا لايستطيع التخلص من آخر فيقول (جالبوت ورا المهيلة ) في عصر يوم الكسلة وهي التسمية البصرية ليوم نوروز....تمر المهيلة ، فيعلو التصفيق مرحبا بمهرج البصرة العظيم (تومان ) وهو يعزف الناي بأنفه ويرّقص جسده بحركات كوميدية..الكسلة تواصل كرنفالها اللذيذ ، والبيوت شبه فارغة لكنها مطمئنة ، الكورنيش لايسع آهالي البصرة فيتحوّل الشارع رصيفا للفرح ، الشارع يكتظ بالعباءات النسوية وبالجميلات السافرات وملابسهن الانيقة ..كلهن سعيدات غير خائفات من تهديدات ذكورية واخزة ..جمالهن مهيب يفرض علينا احترامه بل تقديسه ، معظم الشبان كانوا يومها يعاقرون ابنة العنب ، لامن اجل التحرر من الاخلاق ولا للانفلات الاجتماعي بل لأقتناص نشوة لذيذة لاتخلو من رهف الاحساس في التعامل مع المجتمع ..بعد مغيب الشمس بساعة أو أكثر يبدأ الانحسار البصري من الكورنيش ، في المسافة المعشوشبة الممتدة من نهاية الرصيف الى حافة الشط ، تبدأ بعض العوائل بتناول سندويجاتها وتواصل السمر الجميل ، ينصرف الشباب الى بارات شارع الوطن وهناك من يتفقون في بيت احدهم او في مكتب لصديق ..يرتشفون ابنة العنب والقصائد والحوار السياسي والروائي ، يلتقط أبو زوين آلة العود ويعزف أول همسة لفريد الاطرش ... ثم يدخل الفتى الزنجي جبار متأبطا زنبوره (طبل رفيع بخصر رشيق)، يقف في باب المكتب ويخرط بأصابعه على الزنبور، ذلك العزف الناعم الجميل..ليلتها يتحول المكان الى فرقة خشّابة مصغرة ، تستعيد اغنيات حسين بتور ومحمد بتور وأربيع ....بعد منتصف الليل ..ينصرف كل منهم الى بيته ...منتشيا سعيدا متزن الخطوات ، بمفتاحه الخاص يفتح باب البيت ، ويقصد الغرفة التي ينام فيها مع اشقائه، يغيّر ملابسه ..وتصبحون على خير ..



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاعر ٌ..مهنته ُ العشق
- هل الموت ممحاة؟
- خمسون امرأة ضد (ألماس ونساء) للروائية لينا هويان الحسن
- ترشيق / تشويق السرد ...
- في شمعتها الخامسة والعشرين : إنتفاضة 1991
- وجوه النحات مرتضى حداد
- عزيز سباهي..
- نور عبد المجيد ..وخطوتها الروائية الاولى الحرمان الكبير
- أتجول مأخوذاً ببهاء الكون ..(بوابات بصرياثا الخمس ) للشاعر ك ...
- مكتبات الكترونية وحبة العدس
- جثث بلا اسماء
- بنات نعش : مغزل قرنفل لينا هويان الحسن
- الكتابة باللغة الرابعة/ المسألة الكوردية ..في (حبل سري) للرو ...
- شجرة....في الهواء الطلق قراءة اتصالية في كتابين للروائي اسما ...
- أسطرة...في الرواية العربية
- منعطف في الرواية العربية
- شمعة برائحة الكرز.. الروائية جنى فواز الحسن ..في (الطابق 99)
- نسمة كافكا
- شخصية النص / كتابة الاخ..(طيور التاجي) للروائي اسماعيل فهد ا ...
- أوعية النص ..(في حضرة العنقاء والخل الوفي ) للروائي اسماعيل ...


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - نوروز في البصرة