أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مقداد مسعود - شاعر ٌ..مهنته ُ العشق














المزيد.....

شاعر ٌ..مهنته ُ العشق


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 5108 - 2016 / 3 / 19 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




.

إنشغل بالأنوثة، فحامت الفراشات حوله..وهمت به مثلما هم بها ولم يستغفر ولم يستغفرن ..ترف العيش أنبجس ترفاً في القصيدة ..ليس له تشنجات حلم المتنبي،ولم يلجم محبسيه في لزوم مالايلزم..هو مصباح القصيدة وهن فراشاتها وحده ُلايسمع سوى نداء قلبه الأهوج ..هذا المخزومي القرشيّ ..المولود ليلة وفاة عمر بن الخطاب ،فلم يأخذ منه ُ سوى الاسم،فتح عينيه ثريا ثراءً لامثيل له، فهو ابن والي اليمن عبدالله بن أبي ربيعة، أستمر والده واليا منذ عينّه الرسول(ص) حتى نهاية خلافة عثمان ، وعاش الشاعر محتفيا بتأنيث العالم وأضرام عشقه ،دون رادع القبيلة أو الخلافة الأموية حتى مات غريقا وهو في طريقه البحري الى منفاه في (دهلك ) بأمرٍ من الراشدي الخامس الخليفة الأموي عمربن عبد العزيز..
(*)
أجتمعت فيه خصال منها : الثراء الوراثي وجمال الوجه وشبقه للأنوثة..الذي كان مصطلاه المجازي ،ذلك المجاز الذي أوصله الى بشاعة الحقيقي وهو في السفينة وقد أحترقت فلاندري هل مات محترقا أم غريقا؟ إنه الشاعر عمر بن عبدالله بن أبي ربيعة (23- 93 هج/644- 713م) ..
(*)
كانت مواسم الحج والعمرة قوته الشعرية في التغزل
(جَرَى ناصح ٌ بالود بيني وبينها
فقربني يوم الحساب ِ الى قتلي
فطارت بِحَدّ مِن فؤادي، وقارنت
قريبتها حَبَل َ الصفاءِ الى حبلي/ ص225)
)نزلتْ بمكة َمن قبائل نوفل ٍ
ونزلت ُ خلف َ البئر أبعدَ مَنزل ِ
حَذَراً عليها من مقالة ِ كاشح ٍ
ذرب ِ اللسان ِ، يقول مالم نفعل ِ/261)
(ذَهَبت َ وَلم تلمِم بديباجة ِ الحَرَم
وقد كنت َ مِنها في عناءٍ وفي سقم
جُننتُ بها لمّا سمِعت َ بذكرها
وقد كنتَ مجنوناً بجاراتها القُد ُم ُ/ 273)
وأنا أقرأ قصائده أشعرها طرية وجديدة كأنها كُتبت للتو، وتحديدا القصائد المكتوبة من مجزوء الرجز، أو المقطعات أو البيت الواحد

كقوله (فلم تَرَ عيني مِثل َ سِرب ِ رأيتُه ُ
خَرَجن َ عَلينا مِن زُقاق ِ ابن واقف)

أرى هذا البيت الشعري المكتفي بذاته شعريا، يدفع مخيلتي كقارىء الى استكمال هذه الصورة الشعرية الفواحة بالانوثة وأزيائها وأصواتها وتمايل غصونها وماتصدح بي الحلي من الحان وما يتأرج من المسك والرند والخلوق ..ومثل ذلك قوله في البيتين التاليين :
(قلت ُ إذ أقبلّت وزهرٌ تهادى
كنعاج الملا تعسّفن رملا
قد تنقّبن َ بالحرير وأبد ين
عيونا حور المدامعِ نجلا/261)
*نعاج الملا: المها
(*)
إبن ربيعة منشغل ٌ بتأنيث العالم، رأى في مواسم الحج والعمرة لحظة قنص الأنثى في لحظة عربية أسلامية،منشغلة ببلاغة الدم المسفوك ظلماً.. وحين يقتل مصعب بن الزبير،(عمرة) زوجة المختار بين أبي عبيد الثقفي ،يعترض بن أبي ربيعة ضمن سياقه الانثوي وليس انحيازا سياسيا :
(إن مِن أعظمِ الكبائر ِ عندي
قَتل َ بيضاء َ حُرّة ٍ عطبول ِ
قُتِلتْ باطِلاً على غير ِ ذنب ٍ
إن لله ِ دَرَّها مِن قتيل ِ
كُتِب َ القتل ُ والقتِال علينا
وعلى الغانيات جَرُ الذيول / ص260)
*عطبول : فتاة جميلة ممتلئة .
(*)
نلاحظ ان القتال لديه ذكوري الهوية، وان المرأة مكرسة لوظيفة الفراش فقط ،والحرة فقط قتلها من الكبائر ، أما ماعداها فلا إعتراض على قتلها !! وهوفي قوله هذا طبعة مهذبة من قول (البسّامي) شاعر يفتقد التهذيب
(ت 302 هجري) :
(ما للنساء وللكتابة والعمالة والخطابة
هذا لنا ولهن منا ان يبتن َعلى جنابة/ ص122) /يوسف بكار / عصر ابي فراس الحمداني / مؤسسة البابطين / 200
(*)
قد يعترض أحدٌ علينا ويتهمنا بتحميل الشاعر وزرا من أوزار عصرنا ، في هذه الحالة نقول له كتب التاريخ تشهد على دور المرأة العربية والأسلامية في كل انواع المحن..
أقتطفت هذه الأبيات ،التي تشهد للشاعر بحضوره في تلقينا، بسبب بساطة هذه الأبيات ولايصدها اي عائق أثناء التراسل النصي :
(ألا إنيّ عشيّة َ دار زيد على عجل ٍ أردت ُ بأن أقولا :
أنيلي قبل وشك ِ البين إنّي أرى مكثي بأرضِكم ُ قليلا
فهزّت رأسها عجباً وقالت عذرتُك َ لو ترى منهم غُفولا
ولكن ليس يُعرف ُ لي خرج ٌ ولاتسطيع في سرد دُخولا
هَلُمّ ، فأعطني وأسترض ِ مني مواثيقاً ، على أن لاتحولا
وأن نرعى الأمانة َ، ما نأينا ونُعمِل َ في تحاورنا الرسولا
فقلت ُ لها : وددت ُ وليت َ أني وجدت ُ الى لقائكم سبيلا/ 236)
*أستفدنا من ديوان الشاعر وكذلك من مصادر تناول سيرته ..



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الموت ممحاة؟
- خمسون امرأة ضد (ألماس ونساء) للروائية لينا هويان الحسن
- ترشيق / تشويق السرد ...
- في شمعتها الخامسة والعشرين : إنتفاضة 1991
- وجوه النحات مرتضى حداد
- عزيز سباهي..
- نور عبد المجيد ..وخطوتها الروائية الاولى الحرمان الكبير
- أتجول مأخوذاً ببهاء الكون ..(بوابات بصرياثا الخمس ) للشاعر ك ...
- مكتبات الكترونية وحبة العدس
- جثث بلا اسماء
- بنات نعش : مغزل قرنفل لينا هويان الحسن
- الكتابة باللغة الرابعة/ المسألة الكوردية ..في (حبل سري) للرو ...
- شجرة....في الهواء الطلق قراءة اتصالية في كتابين للروائي اسما ...
- أسطرة...في الرواية العربية
- منعطف في الرواية العربية
- شمعة برائحة الكرز.. الروائية جنى فواز الحسن ..في (الطابق 99)
- نسمة كافكا
- شخصية النص / كتابة الاخ..(طيور التاجي) للروائي اسماعيل فهد ا ...
- أوعية النص ..(في حضرة العنقاء والخل الوفي ) للروائي اسماعيل ...
- هؤلاء معي


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مقداد مسعود - شاعر ٌ..مهنته ُ العشق