مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 5076 - 2016 / 2 / 16 - 13:54
المحور:
الادب والفن
مسح ضوئي
جثث بلا أسماء
مقداد مسعود
العراق ...في رواية (جثث بلا أسماء) للصديق القاص والروائي اسماعيل سكران/ ط2015 : يتكون من بابين من الباب الاول يدخل المسحوقون في سنوات الحصار وهذا الباب واضح المعالم ، وبسعة قهر العراقيين والعراقيات .. على مافي هذا الباب من قسوة لم تستطع مخالبه اسقاط كل الناس ، لذا(لابد من وجود وسائل ساندة للحصار/41)..هكذا يرى النقيب سامح وهو يستعين بصديقه القديم (علي السلمان) ، لكن الوسائل : متوارية وتوسق العراق في الوقت نفسه و ستنطلق هذه الوسائل / المصائر من الباب الثاني : باب ضيق كعين الإبرة ..ضيق كالحيرة والحسرة والانين باب شبه سري لايعرفه سوى النقيب سامح والممرضة هيلين ومدير مستشفى الرشاد / الشماعية في بغداد ورجل أمن بصيغة ممرض، ولهذا الباب الليلي يشحن مسلخ الحكومة أشباحا في طريقها الى الآخرة وسيكون كفنها فوق اسمالها : قطعة نايلون مثبتّة بشفاف لاصق ، تلقى في الفضاء المفتوح داخل المستشفى ، تستقر الاشباح في القاووش الاحمر (لاأحد من العاملين في مستشفى الشماعية يعرف سّر القاووش الاحمر، وهي ليست تسمية رسمية، بل هو مجرد اسم أطلقه عليه النقيب سامح27) الاشباح : عراقيون تماهوا في الوطن حد الافتداء ..معتقلون سياسيون، أحيلوا من دوائر الامن (بصفتهم مجانين جلهم شيوعيون أو إسلاميون/26 )..في الساعات الاخيرة من الليل تتوزع الوسائل الساندة للحصار على شوارع بغداد ويتم التوزيع في السيارة بيك آب يقودها علي السلمان وبجواره النقيب سامح ، في الصباح سيلاحظ الناس جثة شاب في منطقة الجوادر مرمية تحت قدمي صورة للقائد ..جثة أخرى قرب عمارة تسكنها عوائل مسيحية.. وتتوالى عملية توزيع الجثث كل ليلة ..تنتهي الرواية بسقوط البطل الذي لايقهر و(جميع القادة وزعماء الحزب قد فروا الى جهات مجهولة 176) والشماعية شملتها دموية الفوضى الخلاقة (رقد بعض المرضى الذاهلين، العاجزين والمسنين المذعورين وهم ينظرون بهلع الى المخلوقات وهي تجتاح سكينتهم وتشردهم ) ..لكن أين النقيب سامح الذي للأسف صار مجنونا حقيقيا، فأشفقت عليه زوجته الممرضة هيلين وقررت رعايته معهم ..هل (تحول جثة بلا اسم ملقاة في شارع من شوارع بغداد/ ص182) تنتهي الرواية ولاينتهي توزيع الجثث في العراق فهذا التوزيع غير مشمول بالعطل الرسمية أو الاجازات المرضية ..
*عمود صحفي اسبوعي / طريق الشعب / 16/ 2/ 2016
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟