أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة رشيدة موني في صراع لاختراق المألوف














المزيد.....

الشاعرة رشيدة موني في صراع لاختراق المألوف


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 18:33
المحور: الادب والفن
    


تبقى النصوص الحديثة تحمل خاصيتها الانسانية ، وهي تعبر عن خلجات كاتباتنا في الشبكة العنكبوتية ، بالارتكاز على حالة التحرر من التابوات الاجتماعية ، فالكاتبة عبر شبكات النت تأخذ كامل حريتها في التعبير ، وتستطيع التخفي بالكثير من الاقنعة ، ومن ثم تبدأ بطرح افكارها ورؤاها عبر امتلاك جميل للغة خارج سياقاتها التقليدية المتعارف عليها في حالات التجنيس الادبي او المعاني القاموسية للغة .. والسبب الاخر الاكثر اهمية والحاح ان الكاتبة العربية خاصة لم تمتلك حريتها بالكتابة عن التعبير الحر لخلجات نفسها طوال الكثير من مراحل التاريخ ، لذا كانت نافذة النت الفسحة التي اعطت جرعات من الجرأة والشجاعة لدى الكثيرات في التعبير التلقائي عما يدور في خلدها فاتجه االعديد منهن في استعمال خرائط جسدها الانثوي كأقنعة تتخفى خلفها في التصريح والبوح العاطفي خاصة ، وهي تجسم عطش الجسد بلوحات لغوية اختلط فيها المرئي واللامرئي ، الحسي واللاحسي ، وهذا التوتر بين الثنائيات انولدت داخله الرغبات الموغلة في الحسيات والبحث الجمالي عن العلاقات الجسدية التي تولد بدورها علاقات انسانية تمثل شريان حياتي لاستمرار الكون والاعتراف بالادوار المهمة للرجل وللمرأة على حد سواء ، من هذا وانا يغزوني سكون الليل وبهجة هدوئه ، كنت مستغرقا في كلمات الكاتبة رشيدة موني وهي تتجسم في خواطر واشعار وحكايات بلوحات لغوية شفافة تعبر بتلقائية عن واقعية النفس وهي تتطلع لامتلاك حرية الجسد في اشباع رغباته مع الحبيب واعلانها كلوحات جمالية تلتزم روح المقدسات لا قشورها ، أي انها تلقائية تمشي على استحياء ولاتتبذل في التعري الكامل ، مما اكسب لوحاتها الشعرية الجمالية لذة القراءة ولذة الرومانسية المتاحة في الذهنية الخجولة .. تقول :

(ألقيت بخصرى بين يديه فعانقنى بحذر و تعطشت روحى شوقاً لأحضان القمر
وارتسم قرص الشمس فى عيونى بخجل ليحكي قبل الغروب حلماً بقبلةٍ تحت المطر.....
وأخذت الأحلام تداعبني. لو أننا كنا سوية ننتظر هطول المطر؟؟ لو أنه يضم بشدةٍ خصرى
بعد أن يطبع على خطوط يدي قبلةً دافئةالأنفاس أو أنه يعانقني ويحكي لي"" كم هو رائع ذلك الإحساس
وندخل حرم الهيام لتحرم الكلمات وتنتثر بخشوع ٍالقبلات
حينها يهطل المطر حاملاً معه ملايين المفاجئات ويبلل ثيابنا وأجسادنا كما قد بلل الحب من قبل أرواحنا)

وهنا تجلت جماليات اللقاء ، وهنا بانت خطوط لوحة رومانسية خفيفة الظل ، عكست روح الخجل البريء ، واعطت للغة دفق جمالي تلقائي ، لايخلو من فكر ورؤى في تلمس الطريق صعودا لحالة التجلي والذوبان في الاخر الحبيب ، وذلك بالدخول الى حرم تتوقف فيه الكلمات عن التعبير لتتولى المهمة (القبلات) التي تعمل كفراشات حديقة غناء يتنقلن بين رحيق الرغبة ، ولا تألو الكاتبة رشيدة موني جهدا في انسنة القبلة للتحدث عن الاحساس الجميل الذي يكتنف عالم القبلة ، ثم تتحول الكاتبة اثناء هذا العالم الحسي الى العالم الاخر ، تقول : (حينها يهطل المطر حاملاً معه ملايين المفاجئات ويبلل ثيابنا وأجسادنا كما قد بلل الحب من قبل أرواحنا)
فالحب نقاء يسكن الاعماق وحينما يفيض بجماله يلامس الروح فيتجلى بفيض اخر يظهر جمال الحياة وعلاقاتها التي تسود بالحب والصدق .. لهذا تتمنى الشاعرة وتستدعي المطر وهو عنون الخصب ان يستمر في الهطول ، لتستمر علاقتها بالحبيب مدى العمر وتأسيس مملكة العشق بقولها :

(واهمس بهدوء لقطرات المطر
اهطلي مدى العمر
لأرتوي أنا من حنانه
ويتوقف بي الزمن هناك
تحت سماوات بنفسجية
وأوراق شجراً اغتسلت ببلورات مائية
وشمساً تشهد قبل رحيلها خلف الغيوم
لقصة عشقٍ أزليه)

وهكذا تستمر قصة عشق الشاعرة رشيدة موني ببناء صرح الحب وطمس كل معالم القبح والكراهيات والانانيات المقيتة ، عازفة بكل اصرار على مناطق الاثارة والجمال .. ثم تقول :

(أتيت إليك
من بين سكون المياه
في رقصة البدر و مواكب النور
خلف الضباب
...في كل مكان ينزف من الشوق
و يتمزق من الحنين
بين عقد الليالي
أتيت إليك
عبر الأثير
لتحضننيـ
و
تعانقنيـ
كما تعانق السماء الأرض
كما تحضن الجبال الوطن
كما يروي البحر ظمأ العاشقين)

اذن هي تسعى لاحضان الحب السماوي الراقي كما تحضن الجبال الوطن وكما يروي البحر ظمأ العاشقين وكل هذا لايكفي الشاعرة رشيدة موني بل تتحول الى طفلة لتظهر شغفها بالحب البريء الخالص لوجه الحقيقة حيث تقول :

(كطفلة حمقاء هوجاء اركض اليك
استبيح الغوص بين يديك
والرقص على سطور شفتيك
كطفلة ابكي بحماقة ان غبت عن عينيك
واضحك فرحة ان قابلت عينيك
ولا استأذن ولا اعتذر ان قمت ببعثرة احلامك
واختبئ منك بين يديك
بطفولتي لتخاف علي
واغار ان اهديت قبلتك لغيري
او رسمت شفاهك ابتسامه تسرقها احدى عينيك
واعذرني فأني كطفلة حلمها ان تبقي بين يديك
لن اقبل سوى الجلوس على قدميك)

فهل تتوقف حروف الشاعرة عن نزيف الكلمات وهي تأتلف من حروف الصدق لتعاند المصير وتعانق الحب الجميل وتصارع المألوف ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افياء الاسدي : الشعر والحضور
- الشعر التلقائي والابتعاد عن الرقيب الاجتماعي في رؤية الشاعرة ...
- (حلمة الهذيان) في (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس
- شمس تبريزي ورباعيات مولانا صراع مرير مع القبح الأرضي
- صراعات فكرية ، تحملها قصيدة (ماهية السر)
- رواية (احببت حمارا) ، والسخرية الاحتجاجية
- الفنانة ندى عسكر ، سر الخلود يغويها بالبحث
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد ...
- الفنانة رؤيا رؤوف : امرأة ملطخة بالوان الالم
- الكاتب كاظم الحصيني : لازال صراعه مستمرا /رواية (الدوران في ...
- فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العز ...
- فاضل الغزي : يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية ال ...
- الشاعرة هناء شوقي : الفجيعة والعهد جسر من كلام
- الشاعرة هدى بن صالح ( تونس)، عاشت صراع الشخصية بقواها الثلاث
- الشاعر نمر سعدي : فوضوي جميل ، يعيش بين أمكنة المرئي واللامر ...
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان !
- الشاعرة نعيمة زايد : مشروع شعري ممتد عبر فسح الحياة
- نص (تاريخ الماء والنساء)، بين التجربة والتمرد ..
- الشاعرة نبال خليل بين التصريح والتلميح
- الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة رشيدة موني في صراع لاختراق المألوف