أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - افياء الاسدي : الشعر والحضور














المزيد.....

افياء الاسدي : الشعر والحضور


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5124 - 2016 / 4 / 5 - 18:31
المحور: الادب والفن
    


قالت : افياء امين الاسدي


قولوا لهُ
أن الربيعَ قد رحلْ حين رحلْ
قولوا لهُ
أن الفراشاتِ استظّلتْ
بالدموعِ
وبالمناديلِ العتيقةِ
بالسكونْ
أن التويجاتِ الجميلةَ انبرَت دونَ ندى
حين الهطولْ
أن النوارسَ لم تعُد بيضاءَ
أن العصافيرَ الرقيقة تيهّت اسرابها
أن الترانيمَ الملّونةَ انتفَتْ
من حيثُ كانتْ لن تكونْ
قولوا لهُ
ان احتضارَ القلبِ في صمت ٍ
يكونُ كما الأزلْ
يكونُ كما استحياءِ مرساة ٍ
عتيقةَ َ
لا تغوصُ في خجلْ
قولوا لهُ
أن الكواكبَ لم تزلْ
تقتاتُ من لونِ زُحلْ
أن التويجاتِ العنيدةَ
لم تُندَّ من مَحلْ
أن انتظارَ الحبَّ أمسى
كحكاياتٍ قديمةْ
دونَ أن يأتي البطلْ
ذلكَ الحبُّ المغطّى بالعسلْ
ذلكَ الوجدُ الملّظى بالطَللْ
ذلكَ الصبرُ المُحلّى بالأملْ
قولوا لهُ
أن اتّباعَ خرائطَ الكفّ غدا
دونَ أزَلْ
إن احتباسَ الشمس في مجرة ٍ
لن يجعلَ الأحجارَ ترنو للبللْ
قولي لهُ يا كلمتي
أنَ المساءَ قد أفلْ حين أفلْ
أن النجومَ هاجَرت موطنها
أن الغيومَ احتفَتْ بالصاعقاتِ بالجللْ
قولوا لهُ يا مُقلي
أن الدموعَ انبرَتْ دونَ خجلْ
في حينِ قلبي يصرخُ ، بل يهتفُ :
يا راحلينَ على عَجلْ
بلّغوهُ إن رأيتُمْ حُسنَهُ
أن الحبيبَ ينتظر دونَ فللْ ، دون مللْ ..دونَ كللْ


وقلت انا كقاريء :

حينما كنت اتابع الشاعرة النشطة افياء امين الاسدي اشعر بحيوية الشباب تتدفق في روحي ، كانت ذات اندفاع جميل مثمر يصب في رسم معالم مكانة اجتماعية ثقافية لها قبل المكانة الشعرية ، ثم بدأت تطرح نفسها قليلا ، قليلا .. لتقول للمتلقي انا موجودة حضورا وشعرا ، ولما كانت قصيدتها (قولوا له!) قد رُسمت امامي على لوحة الفيس بوك ، استنهضني الفضول لاداعب كلماتها بهدوء لاجد قبل كل شيء (ولما كانت اللغة فعلاً يتوازى مع حركية الحياة الإنسانية، فيمارس الإنسان فعله في اللغة، فإن اللغة بوجودها الحي، هي "فعل يحيل إلى الواقع، ويعرف بكونه يمارس على أرضه"، لذا، يمكن أن تصبح اللغة مشاعاً إنسانياً كبيراً وواسعاً في آنٍ، لاحتمالات التغيير التي تحدث في طريقة القول والتركيب، والانبعاث والتجدد، والانطلاق من حيويتها، لتجاوز أي فعل مكرر، أو مسعى مبتذل، أو نمط سائد معزول عن القيم المتغيرة والمتجددة في الحياة. ولعل هذا ما يجعل كثيراً من الأفعال تبدو وكأنها "فعل مشوه، لا تسمح ممارسته أن يكون ذا فعالية تذكر، قياساً بالأفعال المتكاملة التي تتعلق بالإنسان والتي هي
ذات مساس مباشر بهيئته التي يوصف بها تحركه"(2).
وهكذا بدأت المحاولات الجادة لتجاوز النمطية السائدة لا في كتابة الشعر، وحسب، ولكن في استخدامات اللغة نفسها، باعتبارها أداة ووسيلة لكل العناصر المكونة للنص الأدبي. ولربما نتلمس تلك الجدية في محاولات وممارسات الشعراء المهجريين والتي بدت في كتابة الشعر بصفة عامة، ومنه الشعر المنثور.) ، المهم وضعت هذا في الحسبان ، ثم بدأت اقرأ القصيدة ، وكانت ابتداءا من (قولوا له) الى (أن انتظارَ الحبَّ أمسى / كحكاياتٍ قديمةْ) ، هي متوالية افتراضية وهمية ، لاثبات صورة الحب والاحتياج للاخر كونه رمز ذلك الحب المغطّى بالعسلْ و ذلكَ الوجدُ الملّظى بالطَللْ و ذلكَ الصبرُ المُحلّى بالأملْ ، وهي مقارنة بين الحب الحقيقي وهو العسل وبين الحب المزيف المغطى بالعسل ، لكن الشاعرة الاسدي استدركت الحال ، بعلة امتلاكها الاداة الفارزة ، وحولت الصورة المزيفة الى صورة مقلوبة ، بحيث جعلت الحب صبر محلى بالامل اذن من هنا تبدأ صناعة الحياة ، من مبدأ الصبر ومبدأ انتظار الامل لتستمر وتيرة الحياة بالتصاعد في كشف المستور .. وجعل العبارات الشعرية تعبيرات مخلوطة بخلجات النفس وصدقها وحبها للجمال باعتبار الجمال صدق تهفو له النفوس النقية وتعاف كل ماهو زيف وكذب ، فكانت احتجاجات الشاعرة افياء الاسدي ، وعظية في العنونة (قولوا له!) ، تحمل شاعرية شفيفة في المتن .. وعذرا هذه قراءة سريعة ، لشاعرة فتية ، برعم جديد في شجرة الشعر العراقي الكبيرة جدا ، تحتاج لتعب كثير في القراءة والكتابة لتعلن عن نفسها اكثر واكثر ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر التلقائي والابتعاد عن الرقيب الاجتماعي في رؤية الشاعرة ...
- (حلمة الهذيان) في (تميمة قلب) للشاعر تحسين عباس
- شمس تبريزي ورباعيات مولانا صراع مرير مع القبح الأرضي
- صراعات فكرية ، تحملها قصيدة (ماهية السر)
- رواية (احببت حمارا) ، والسخرية الاحتجاجية
- الفنانة ندى عسكر ، سر الخلود يغويها بالبحث
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني ، لوحات الفنان اسعد ...
- الفنانة رؤيا رؤوف : امرأة ملطخة بالوان الالم
- الكاتب كاظم الحصيني : لازال صراعه مستمرا /رواية (الدوران في ...
- فاضل الغزي:يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية العز ...
- فاضل الغزي : يفاوض الضمير الانساني في الحب ، رواية (غواية ال ...
- الشاعرة هناء شوقي : الفجيعة والعهد جسر من كلام
- الشاعرة هدى بن صالح ( تونس)، عاشت صراع الشخصية بقواها الثلاث
- الشاعر نمر سعدي : فوضوي جميل ، يعيش بين أمكنة المرئي واللامر ...
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان !
- الشاعرة نعيمة زايد : مشروع شعري ممتد عبر فسح الحياة
- نص (تاريخ الماء والنساء)، بين التجربة والتمرد ..
- الشاعرة نبال خليل بين التصريح والتلميح
- الشاعرة فاطمة المنصوري : طفلة من ضوء ونور تنشد الانعتاق
- كسر لحظات التوقع في لوحة التوحد والتطابق ، ديوان (الحياة في ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - افياء الاسدي : الشعر والحضور