أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة














المزيد.....

القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5116 - 2016 / 3 / 28 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


القسوة في مسرحية
"اضغاث أحلام"
سعيد سعادة
تم عرض مسرحية "اضغاث أحلام" على مسرح حمدي منكو في مدينة نابلس يوم الخميس، ورغم تواضع حجم المسرح، إلا أن عدد الحضور كان كبيرا جدا، بحيث كان من هم بالخارج يتجاوز من استطاعوا الدخول إلى قاع العرض، وهذه ظاهرة إيجابية، وتشير إلى وجود جمهور مسرحي في نابلس.
المسرحية من تأليف وأخرج "سعيد سعادة" الذي استطاع أن يعبر عما يعانيه المواطن الفلسطيني والعربي في ظل النظام الاجتماعي والسياسي المتخلف، تحدثنا المسرحية عن قسوة الحياة التي مر بها أحد الشاب، مما جعله يفقد اتزانه النفسي، وأخذ المرض يهيمن عليه، حتى أن أحلامه تحولت إلى كوابيس، فأول مشهد بدأت فيه المسرحية، كابوس يهاجم الشاب، الذي أظهر للجمهور حجم الخوف والرعب الذي يعيشه، وأعتقد بدأ المسرحية بهذا المشهد كان يشكل صدمة للمشاهد، بحيث جعله يشعر بالامتعاض من هذا المشهد، وقد تكررت المشاهد القاسية في كافة المراحل التي تذكرها الشاب، حتى أنها كانت شبه مطلقة.
فعبد هذا الكابوس تبدأ الشخصية الرئيسة في الحديث والتعبير عما تعانيه من اضطراب وقهر، فالصوت العالي والموجوع، كان يعبر عن القهر والغضب والخوف في آنا واحد، فنجد مشهد الأب الذي يقوم بضرب الشاب بطريقة مهينة، ونجد مدير المصح النفسي الذي يقوم بتهديد الشاب ثم يعرضه للصعق بالكهرباء، وهنا نشاهد طريقة التعذيب وما يواكبها من ألم إنساني لا يمكن للمشاهد أن يتحمله، فهو من اشد المشاهد قسوة.
شخصية الأب تأخذ الطابع السلبي، فالأب يتزوج بعد وفاة زوجته، التي كان يضربها، ونجد علاقته السيئة مع أمه، التي تركها بدون عناية إلى أن ماتت مظلومة، ونجده يقوم بطرد أخته من البيت لتصديها له ولنهجه القاسي أتجه الأم والشاب، ونجد مدير المصح النفسي يهدد الممرضة المشرفة على علاج الشاب، ثم نجد الممرض هو يقوم بصعق الشاب بالتيار الكهربائي، فكل الشخصيات الذكورية في المسرحية ـ إذا ما استثنينا شخصية الشاب ـ كلها كانت سلبية وقاسية، وتمثل المجتمع الذكوري العربي، الذي يعاني من التخلف والسادية معا.
في المقابل نجد المرأة كانت الضحية، فالأم تموت قهرا، والأخت تطرد من البيت، والجدة تموت دون أن تجد العناية من الأبن (الأب) والحبيبة تهرب عندما يتم مواجهتها بحقيقة المرأة، والممرضة تتعرض للتهديد من قبل مدير المصح النفسي، كل هذا يجعل المسرحية تنحاز لصالح هموم وقضايا المرأة، وفي المقابل تهاجم الذكور وتعريهم أمام المشاهد.
الأفكار التي تطرها المسرحية عديدة وغالبيتها تتجه نحو النقد الاجتماعي فتتناول فكرة النقص عند المرأة التي تجد في (المكياج والمساحيق) مكملا لها، وكأنها بدونهما تكون ناقصة، ونجد تعرية المجتمع الذكوري الذي يضطهد المرأة ويمارس ساديته عليها دون حسيب أو رقيب، فمثل هذا المجتمع الذي يقود، لا يمكن له يقدمنا قيد أنملة إلى الأمام، بل سيبقينا غائصين فيما نحن فيه.
وأحيانا نجد النقد السياسي الذي ظهر لنا من خلال طرح شخصية الشاب لمشاعره اتجاه جنود الاحتلال الذين يقتلون الفلسطيني بدم بارد، وهناك دعوة للتحرر الفكري والجسدي عندما قال الشاب في نهاية المسرحية:
"لا أريد أن أنام" فهو يمثل بكلمته هذه رمزية لعدم البقاء تحت هيمنة المجتمع الذكوري الأبوي، وايضا دعوة للتحرر الوطني من الاحتلال الذي يقتلنا يوميا.
على صعيد التأثيرات الصوتية والضوئية، كانت الموسيقى مواكبة للمسرحية من بدايتها حتى نهايتها وهذا يشكل مغالاة في استخدامها، ونجدها ـ احيانا ـ ثقيلة على أذن المشاهد مما جعله يتعرض نفسيا للقسوة القوة الصوتية وهذا كان بمثابة ازعاج له.
ونجد الإضاءة كانت في مجملها محدودة، حيث كان الظلام طاغي على غالبية المشاهد، وهذا يتوازى مع فكرة المسرحية السوداء، من المآخذ على أداء الممثلين مشهد اللقاء/تخيل الأم، فكان اللقاء عاديا لا يعبر عن حب الشاب لأمه، ولا عن حجم الضغط الذي يتعرض له، وعندما سألها المخرج "سعيد سعادة" عن هذا الأمر قال:
"ظروف المجتمع لا تسمح للممثلين أن يقوموا بمشهد حميم عاطفيا، حتى لو كان بين الأم وابنها"، في النهاية نقول بأننا أمام مسرحية تطرح فكرة، أكثر مما تطرح أحداث.
أسم المسرحية لا يتناسب ومضمونها، فالاسم يحمل بعد دينيا "أضغاث أحلام" التي جاءت في سورة يوسف، لكن المسرحية لم تكن أحلام بل كوابيس مرعبة، والحلم عكس/نقيض الكابوس



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الأسود في-حديث النهر- شوقي عبد الأمير
- من مظاهر الفساد
- الواقع والرمز والفانتازيا في رواية -الأبلة ومنسية وياسمين- ا ...
- اللغة بين الشكل والمضمون في كتاب -كأنها نصف الحقيقة- فراس حج ...
- كتاب -في ذكرى محمود درويش- فراس حج محمد
- البطل والمرأة في رواية -الشراع والعاصفة- حنا مينة
- الانذهال بالغرب
- الكآبة في ديوان -فهرس الأخطاء- عبود الجابري
- العرض الجيد في سلسلة -أعلام الشعر العربي الحديث- ريتا عوض
- حصار الشاعر في ديوان -حالة حصار- محمود درويش
- الرواية البائسة -آه يا حضن أمي- سامي محريز
- الإيحاءات الجنسية في ديوان -منكِ أسقي منديل الغيم- ليلى مقدس ...
- شركات الفساد
- السواد المميت في رواية -البوكس- قاسم توفيق
- اليأس والجنون في -غرفة بملايين الجدران- محمد الماغوط
- المرأة في مجموعة - دم بارد- جميلة عمايرة
- الحي الشعبي التركي في رواية -الهزيل بائع السجائر المهربة- رف ...
- الفلسطيني وأشكال النضال
- النص المقدس في رواية -أولاد حارتنا- نجيب محفوظ
- إلغاء الذات في مجموعة -كيف صار الأخضر حجرا- فوزية رشيد


المزيد.....




- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...
- من بينهم توم كروز.. الأكاديمية تكرم 4 فنانين -أسطوريين- بجوا ...
- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القسوة في مسرحية -أضغاث أحلام- سعيد سعادة