أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اليأس والجنون في -غرفة بملايين الجدران- محمد الماغوط















المزيد.....

اليأس والجنون في -غرفة بملايين الجدران- محمد الماغوط


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5080 - 2016 / 2 / 20 - 15:07
المحور: الادب والفن
    


اليأس والجنون في
"غرفة بملايين الجدران"
محمد الماغوط
هناك حالة تجمع ما كتبه "أودانيس والماغوط"، فكلاهما يشفي غل القارئ، الأول باستخدامه المقاطع الصغيرة والجمل المشتتة، والثاني بعباراته المتناقضة واليأس الكامن فيها، وأعتقد بأنه عندما قام "أودانيس" بتقديم الماغوط في بيروت كان يعي ويشعر بأن هناك روابط وعناصر مشتركة بينهما، فهما ينتهجان عين المضمون، ويوحدهما العبث واليأس الذي يصل إلى حد الجنون ولقرف.
فحالة اليأس والإحباط تبدأ من أول كلمة في الكتاب والتي سماها: "أوراق الخريف" إلى آخر عنوان: "النسور العالية تفترق بغضب" كلها تجمع على حالة اليأس والإحباط الذي يعيشه الكاتب، فهو في حالة من الصراع مع الواقع بكل ما فيه، النساء والأطفال، الوطن والطبيعة، الناس والنظام، ذاته والقلم والقصيدة، هو غير راضي بتاتا، ولا يلبي طموحه أي شيء، اليوم هادئ وغدا غاضب، الآن حالة عادية وفي المساء تسوء، فنحن أمام شخصية مضطربة، تحمل هموم العالم في داخلها، تتصارع مع كل شيء، ولكنها ترفض أن تستقر، وكأن حالة الصراع والنزاع مع كل الموجودات والمحيط هو صراع سرمدي، كما هو الصراع بين الإنسان والشيطان، بين الخير والشر.
في ظل هذا الواقع لا بد من مخرج يساعد الكاتب على الاستمرار فيما هو فيه، فكانت المرأة هي هذا المخرج، ورغم أنها تتحمل الكثير من الأعباء والضغوطات، إلا أن الكاتب جعلها تتحمل المزيد من المعاناة، من خلال جعلها وعاء التفريغ لهمومه، فكتب "الرعب والجنس" على لسان المرأة وفيها تخبرنا عما تعانيه من ألم وخاصة ذلك الذي يسببه "محمد الماغوط" لها، وهذا يعد إنصافا لها، وتذكيرا بفضلها عليه.
هناك ترابط بين عنون الكتب ومضمونه، فالغرفة بملايين الجداران توضح احالة الحصار والضغط التي يعيشها الكاتب، وسنحاول توضيح بعد ما جاء في كتاب "غرفة بملايين الجدران" لكي نعلم حجم الضغط الواقع على الشاعر/الكاتب الحر الذي لا يعرف إلا أن يكون (بوز المدفع) فيواجه كل شيء، ويحارب الكل، لكنه يرفض الهروب، ويصر على خوض كل الحروب دون أن يرفع الراية.
اليأس
هناك العديد من الفقرات توضح حالة اليأس التي يعيشها الكاتب، فيقول: "لا أريد أن أسمع شيئا
لا المطر ولا الموسيقى
ولا صوت الضحية ولا صوت الجلاد
لن أسمع إلا طقطقة القصائد في جيوبي" ص12، بهذا اليأس يبدأ الكاتب مداخلته، فهو لا يطيق أي شيء، ويرفض كل شيء، السلبي والايجابي، الجيد والسيء كل الحالات لا يطيقها، ويرفضها، وكأنه يعيش لذاته فقط، لكن هذه الذات أيضا سنجد بأنه يحاربها ولا يردها، فهو يتمرد/يحارب/يقاتل حتى ذاته.
" ويضيف شارحا لنا حالته فيقول: "ما أكتبه في الصباح
أشمئز منه في المساء
من أصافحه في التاسعة
أشتهي قتله في العاشرة" ص13 و14، إذن حالة الصراع لم تقتصر على الطبيعة والموسيقى بل طالت البشر والناس، فهو السبب الرئيسي لما يعانيه.
هذه الحالة ستنعكس على سلوك/عمل الكاتب، فيقول:
"ـ هل وجدت عملا؟
ـ لا
ـ هل كتبت شيئا؟
ـ لا
ـ هل أحببت أحدا؟
ـ لا" ص39، بهذا الشكل يبين لنا انعكاس الواقع على سلوكه/تصرفاته، فهو يبدو عاجزا على الفعل، لكن هذا شكليا، لكنه حتى عندما يكون بهذه السلبية والعدمية يريدنا أن نعلم حجم الضغط والاضطراب الذي يمر فيه، ومن ثم يدعونا ـ بطريقة غير مباشرة ـ إلى الفعل الإيجابي والتحرر مما هو/نحن فيه.
يتوغل أكثر في حالة اليأس التي يجترها في الكتاب فيرى المستقبل بهذا الشكل: "سيطلع بؤس كبير من قلب الحضارة
سيطلع أزهار قرعاء
وسنابل تتضور جوعا وعهرا
من قلب السهول التي أحببناها" ص43، إذن حالة اليأس لم تقتصر على الحاضر بل طالت المستقبل، فالمستقبل أسود كما هو حال الواقع، وبهذا لا يكون هنا أي مبرر لوجود الأمل/الخلاص، فكل شيء أسود وبائس.
وما يزيد من ألم/وجع الكاتب الوحدة التي يواجه بها كل هذه الضغوط، فهو وحيد لا معين له في حروبه، وبهذا يزداد حجم الضغط الواقع على كاهله، "وأمواج البدو والعسكريين الزرق
يمرون كالعاصفة
بين الأنهار والملاءات السوداء
حيث الغربان تبكي
والفضاء مظلم كفوهة المدفع
وكنت وحدي" ص48، الصعوبة لا تكمن في الواقع وحسب بل يضاف أيضا الوحدة، وكأنه يعيش في عالم منعزل، وحيدا بلا رفيق أو صديق، وعليه أن يتحمل كل هذا.
رغم أن بيروت قدمت للكاتب الكثير، فكانت المتنفس له، فهي الهواء الذي ينعشه في عالم قاتم، مغبر بالأتربة والهواء الملوث، إلا أنها أيضا لم تكن كما يرد، فأخذ حصتها من الحرب التي شنها على العالم:
"لقد سئمتك يا بيروت
يا سرطانا من الحرير
لا المرأة ولا الحرير
لا الشرف ولا المال
يزيل اليأس من قلبي
دعيني أحتضر فوق الجبال" ص124، لا شك بأن هذه الحالة تبين حجم اليأس والاحباط الواقع في نفس الكاتب، فهي يحارب/يأس حتى ممن ساعده، ساهم في وجود شيء من التوازن في حياته.
لم يكتفي الكاتب بمهاجمة المدينة التي أحبها وأحبته، بل يهاجم قراءه ومحبيه فيقول عنهم:
"وأنتم يا أعدائي وأحبائي
يا من تقرؤنني فوق السروج والصهوات
يا من تقتاتون على حزني كالكلاب الضارية
سأقذف هذا القلم إلى المريخ
سأدفنه كالطائر
بين الثلوج البيضاء
وأمضي على فرس من الحبر
ولن أعود.." ص125، بهذا الشكل نجد الكاتب يتصارع/يحارب كل المحيطين به، الجماد والأحياء، الخير والشر، الجمال والقبيح، فهو لا يهادن أحد، ولا يقيم السلم من أحد، وكأنه خلق للصراع، للحرب، وبهذا يدعونا لنكون مثله محاربين، محاربين في كل شيء، لعل وعسى نحقق النصر.
التناقضات
فيما تقدم وجدنا حالة من الصراع السرمدي الكلي والشمولي، وهذه الحرب تحمل في طبيعتها التناقض، فكيف يقاتل الإنسان كل هذه الأشياء معا؟
إذن الكاتب يطرح حالة من التناقض، أو يمر بحالة من التناقض، لكن هذا التناقض شكلي، بمعنى الشكل يحمل التناقض، لكن المضمون، يؤكد على حالة اليأس والاحباط، ومن ثم يدعونا إلى التغير، والبحث عن الحلول.
هناك العديد من الفقرات تحمل هذا التناقض فيقول: " سأكون شهما وضالا
ولي عنفوان الآلهة
سأجعل الهموم تتراكم على شفتي" ص11، بهذا الشكل يدخلها الكاتب إلى عالمه المتصارع والمتناقض، فيردنا أن نصل إلى ما وصل إليه، أن نشاركه حالته، أن نستوعب ما هو فيه، فيدخلنا من هذا الباب، باب الحيرة والتساؤل.
الجنون
الجنون لا يشير دائما إلى حالة سلبية، فأحيانا يكون الجنون إيجابي، يخدم الفكرة والموضوع، وحتى الأشخاص، فالجنون حالة إنسانية، متعلقة بالإنسان وعلينا أن نقف عندها بتمعن وتأمل، الأفكار المجنونة التي يطرحها الكاتب تدعونا إلى التفكير، وعدم أخذها كما هي، فهي تحمل معنى وأفكار خلفها، وعلينا أن نكتشفها إن كنا عقلاء.
"أيها الرجل المجهول
اقذف قبعتي في الوحل
أضرب حبيبتي بالسياط" ص53، كلمات مجنونة، لكهنا تحملنا على التفكير ما هو المقصود منها، لماذا يكلمنا الكاتب بها؟
"أنا سيد الأحلام
وزعيم الأرائك الفارغة
أحلم بأصدقاء من الوحل
بأمطار من النار
بجبل هائل فوق ظهري
تجلس على سفوحه كل نساء الشرق الجميلات
ذوات الآباط الحليقة
والغدائر الممزوجة بالعطر والتوابل" ص95، كلمات تبدو غير متزنة، فيها الخروج عن المنطق والمألوف، لكنها بخروجها تؤكد حالة الصراع والحرب التي يخوضها الكاتب مع الأشياء والأشخاص.
الجوع
بعد هذا الطرح الأسود والغارق في اليأس حتى الجنون، يقدم لنا الكاتب الجوع، الحاجة/الرغبة/الأمل/ما يرده من الحياة/ ما يريده منا، نحن القراء، فيوضح لنا حاجاته قائلا:
"تنقصني العيون لصافية
والشعر المسترسل إلى الوراء
القدرة على سبك الكلمات
... حيث لا وطن للمرافق
ولا مقر للدموع" ص9، المرأة الجميلة الحرة، والمعرفة بالإبداع والتألق الأدبي من خلال الكتابة، والوطن الذي لا يكون/لا يشكل ضغطا علينا.
وما يفرح الكاتب ويسعده هذه الأشياء:
" ..حصيلة الأطفال
وحلوى الشيوخ والمقعدين
ومع ذلك..
كان الفرح ينهمر كالمطر في الغابات
أرضنا هشة كالعك
خضراء كالزيت
تفور بالخير والبسالة والأعراس" ص50، أحلام بسيطة، ومن حق كل إنسان أن يعيشها، لكنها عزيزة في أوطاننا، فهي كالحلم، كالجنة التي جاءت في الكتب المقدسة.
ويضف إلى حاجاته:
"آه كم أود
أن آكل النساء بالملاعق
أن أقضم أكتافهن كالفهود" ص94، إذن المرأة أحد الحاجات المفقودة عند الكاتبة، أو أن وجودها ناقص لا يكفيه، لا يلبي طموحه ورغباته، فيريدها كاملة مخصصة له وحده.
الصمود
الكاتب لا يكتفي بالحديث المجرد عن الصراع والحروب التي يخوضها وحيدا، بل يعطينا إشارة/ومضة بشكل سريع وعابر، لكنها تبقى راسخة فينا إلى أبد الدهر، ومن ثم لكي نكون مثله، رجال حرب وصراع، نحارب ذاتنا ورغباتنا وغريزتنا ومصالحنا لكي تكون بمستوى الكاتب، فهو المعلم والمحرض على خوض الحروب الصراعات.
"هل ترحل؟
ـ لماذا؟
هل لأعود في أواخر العمر
على عكازين وسخين
وأتمرغ على أول رصيف
يلوح من الوطن
أم لأعود لا بسا قبعة من القش
متأبطا ذراع امرأة
ضاجعها رجال بعدد النجوم
لا
سأظل متكئا على ريشتي حتى الشيخوخة
متكئا على مرفقي
حتى يسيل اللحم على الخشب" ص40و41، بهذا الكلمات يتأكد لنا بأننا أمام شخص خلق الحروب وخوضها وتحقيق النصر فيها، وليس المجرد الحرب، بل النصر أمهم من الحرب، والنصر يأخذ أهمية أكبر من أهمية خوض الروب والصراع.
لا يكتفي الكاتب بما تقدم، بل يوضح لنا أهمية خوض الحروب، فهي من تجعلنا نحس بوجودنا ودورنا في هذا الحياة، " ما الفرق بين زهرة على المائدة
وزهرة على القبر؟
بين الخبز والتنك؟
بين النهد والمطرقة؟
بين أن يموت الإنسان على رأس حمله
أو يموت وهو يتبرز متثائبا في إحدى الخرائب؟" ص107، بهذا الكلمات قالها جلجامش عندما أراد أن يذهب لمحاربة "هواوا" حارس غابة الأرز، وهنا يريدنا الكاتب أن نخوض معه الحروب.
نذكر بأن الكتاب من منشورات وزارة الثقافة، سورية، دار البعث.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في مجموعة - دم بارد- جميلة عمايرة
- الحي الشعبي التركي في رواية -الهزيل بائع السجائر المهربة- رف ...
- الفلسطيني وأشكال النضال
- النص المقدس في رواية -أولاد حارتنا- نجيب محفوظ
- إلغاء الذات في مجموعة -كيف صار الأخضر حجرا- فوزية رشيد
- حالنا في رواية -مجانين بيت لحم- أسامة العيسة
- الشخصية الشعبية في مجموعة --إنثيالات الحنين والأسى- أسامة ال ...
- الدولة الكردية
- بناء الشخصية في رواية -رسل السلام- هاني أبو انعيم
- التشكيل وعصر النت في -تداعيات مسخ مسالم جدا- عامر علي الشقير ...
- السومريون في كتاب - حضارات ما قبل التاريخ- خزعل الماجدي
- الحنين في مجموعة -آه يا كاني ماسي- جاسم المطير
- المجتمع المصري في رواية -ليل ونهار- سلوى بكر
- المغامرة في رواية -خاتم اليشب- فارس غلرايبة
- مفهوم الرجوع في الإسلام
- داحس والغبراء الجمل وصفين
- تركيبة الفساد
- التأنيث في ديوان -أيها الشاعر في- محمد حلمي الريشة
- المرأة والكتابة في -يوميات كاتب يدعى x- فراس حج محمد
- العيون في ديوان - الصمت والرؤيا- سلطان القسوس


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - اليأس والجنون في -غرفة بملايين الجدران- محمد الماغوط