أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - إلغاء الذات في مجموعة -كيف صار الأخضر حجرا- فوزية رشيد














المزيد.....

إلغاء الذات في مجموعة -كيف صار الأخضر حجرا- فوزية رشيد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 19:18
المحور: الادب والفن
    


إلغاء الذات في مجموعة
"كيف صار الأخضر حجراً"
فوزية رشيد
هيمنة الذكور على الإناث لم تقتصر على المسائل السياسية وحسب، بل تعدتها إلى ما هو أبعد من ذلك، بحيث تتقمص المرأة دور الرجل وتلغي ذاتها، وتتحدث بالنيابة عنه، فلا يكفيه سيطرنه على كافة نواحي الحياة، بل تجوزها إلى السيطرة على طريقة تفكير المرأة، والتأثير على طريقة تفكيرها، فجعلها تتحدث بلغة الرجل وليس بلغة الأنثى، أو جعلها في أحسن الحالات أن تتحدث عن الرجل، فلا يكفيه ما أخذ، فنجدها تتحدث عنه، وتطرح همومه وأفراحه، أما هي المرأة المقموعة، فلا مكان لها.
إذا استثنينا قصة "التمثال" تكون بقية القصص في المجموعة وعددها تسع قصص تتحدث عن الرجل، وهذا ما يؤخذ على المجموعة، إلغاء الأنا لحساب الآخر، لكن هناك ميزة في هذه المجموعة وهي التصوير الفني وللغة الأدبية التي استخدمتها الكاتبة، حتى أن القارئ يتوقف عند بعضها، حيث تأخذه إلى عالم الجمال والخيال معا، فتقول في قصة "كيف صار الأخضر حجرا": " يا لتلك اللمسة الأخير بيني وبين الحبيبة، ... لم يكن الزمن غير فوران نافورة طائشة اندفعت بقوة ثم تراخت عند طيات صغيرة من الدفعات المائية" ص39، فهنا التصوير الفني حاضرا، فهو يشير إلى قصرة فترة الفرح التي يشعر بها الراوي، لكنها مؤثرة وفاعلة فيه، وهذا ما جعله يتغذى منها رغم قصرها، فتمده بشيء من الأمل.
وفي قصة التمثال نجد هذه الصورة، " بأنامل مرتعشة تلامس ظهره في محاولة عنيدة للدخول في مسامه المعلقة كبوابات قلعة عتيقة، حاجتها للدفء تتجاوز حاجة الطريدة إلى مخبأ" ص60، مشهد من أروع المشاهد التي تصف مشاعر الأنثى وحاجتها للجسد الآخر، فهي لا تكتفي بالجسد المادي وحسب بل تريده أيضا أن يعبئ حاجتها الروحية، أعتقد بأن الكاتبة كانت متألقة في هذه القصة تحديدا لأنها تحدثت عن مشاعرها هي وليس عن مشاعر الآخر، من هنا أوصلت فكرتها بطريقة أدبية مذهلة.
وتقول في هذه القصة أيضا: " احاط ذراعها بدفء فوار ظل يسري في أوصالها مدة طويلة، الرغبة المجنونة تصرخ، الحد الرابع يشتعل، لم تكن شهوة كانت حاجة عتيقة إلى الأمان" ص58، فهنا تصور لنا اللقاء بين النظيرين، الرجل والمرأة وكأنه قوة نارية ملتهبة لا تستطيع بحار العالم إطفائها، بمثل هذه المشاعر الصادقة تكون حاجتنا إلى الطرف الآخر، فنحن نكون في جحيم عندما يبتعد عنا نظيرنا.
وتقول: "... يتربص بخلاياها ويؤجج ارتعاشات الجسد المليء بالحب والشهوة والكشف" ص61، وهذه الفقرة تؤكد لنا الكاتبة بأننا نتألق عندما نتحدث عن مشاعرنا، ونستطيع أن تجاوز المألوف ونقدم ذاتنا بطريقتنا الخاصة والمميزة عن الآخرين.

هناك حالة من صراع المتناقضات في المجموعة، فتقول في قصة "البحر" عن الفرح: "إن ذاك الاحساس بالهدوء والفرح الذي يعتل في نفسه حين يتلقى نظرة حب أو ألفة رائعة تصيبه بالحزن سريعا لأنه ومنذ أن خرج من البقعة الداكنة تلك أصبح يفكر أن مثل تلك اللحظة ترحل سريعا وإلى الأبد" ص16، وكأن الفرح ممزوج بالحزن، فهما لم ينفصلان بعد، رغم البعد المساحة بينهما، وهذه المشاعر المختلطة تشير إلى حجم المأساة التي يعيشها الإنسان في المنطقة العربية، فهو لا يعرف الفرح أو السعادة دون أن يخلطها بالحزن والألم، وفكرة (دموع الفرح) في منطقتنا تأخذ الاتجاه الآخر، الحزن، فنحن لا نعرف الفرح/السعادة، بل جبلنا بالألم ولتعاسة والحزن، بحيث أصبحت نفسيتنا لا تتقبل الفرح أو السعادة، وإذا ما تقبلناه يكون لفترة قصيرة، وهذا ما أشارت إليه "فوزية رشيد "لأنه ومنذ أن خرج من البقعة الداكنة تلك أصبح يفكر أن مثل تلك اللحظة ترحل سريعا وإلى الأبد" بهذا الكلام يتم حسم مسألة التركيبة النفسية لمجتمعنا، فهو غارق في الحزن ويعيش عليه وفيه.

ونجد هذا الخلط في عبارة "ـ أنا احدثك عن الحب، وأنت تفكر في الموت" ص19، وكأن هذا الخلط في المشاعر مركب من شيء واحد، فنجد الحب والموت يتعايشان معا، وكأنهما في ألفة رغم التعارض بينهما، بهذا الشكل تقدم لنا الكاتبة طريقة تفكيرنا وحالتنا النفسية التي تعيشها، فنحن مأزومين حتى النخاع، وعلينا أن تعالج أنفسنا من هذا المرض، عدم شعورنا بالسعادة المجردة.
المجموعة من منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، سورية الطبعة الأولى 1988



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالنا في رواية -مجانين بيت لحم- أسامة العيسة
- الشخصية الشعبية في مجموعة --إنثيالات الحنين والأسى- أسامة ال ...
- الدولة الكردية
- بناء الشخصية في رواية -رسل السلام- هاني أبو انعيم
- التشكيل وعصر النت في -تداعيات مسخ مسالم جدا- عامر علي الشقير ...
- السومريون في كتاب - حضارات ما قبل التاريخ- خزعل الماجدي
- الحنين في مجموعة -آه يا كاني ماسي- جاسم المطير
- المجتمع المصري في رواية -ليل ونهار- سلوى بكر
- المغامرة في رواية -خاتم اليشب- فارس غلرايبة
- مفهوم الرجوع في الإسلام
- داحس والغبراء الجمل وصفين
- تركيبة الفساد
- التأنيث في ديوان -أيها الشاعر في- محمد حلمي الريشة
- المرأة والكتابة في -يوميات كاتب يدعى x- فراس حج محمد
- العيون في ديوان - الصمت والرؤيا- سلطان القسوس
- الحب والجنس في رواية -خريف الانتظار- حسن نعمان فطافطة
- -الموت للعرب-
- حضور الطبيعة في ديوان - أيها الوطن الشاعري- صاحب الشاهر
- -حكمة الكلدانيين- حسن فاضل جواد
- القومية الكلدانية


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - إلغاء الذات في مجموعة -كيف صار الأخضر حجرا- فوزية رشيد