أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الثامن : تفنيد الأوهام والجهل المنمق















المزيد.....

خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الثامن : تفنيد الأوهام والجهل المنمق


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 378 - 2003 / 1 / 26 - 01:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



خرافة العنف الدموي العراقي  في ضوء العلوم الحديثة .

الجزء الثامن :  تفنيد الأوهام والجهل المنمق .
                                                                         

سنقدم أدناه ثبتا بما سجله الكاتب من أحداث عنفية في الفصل الأول من كتابه وسنحاول نقل تلك الأحداث وتعليقات الكاتب حولها كما وردت حرفياً، مع شيء من الاختصار والتوضيح اللازمين وغير المؤثرين على المغازي العامة التي أراداها الكاتب:

ـ كانت تلك الدول/ المدن (في جنوب وادي الرافدين) تتصارع فيما بينها على النفوذ (وتلك كانت) أولى النشاطات المبكرة في تاريخ البشرية للعنف المنظم. ص29 وما بعدها.
ـ  الملك (سرجون الأكدي) أزاح الملك السومري (أور زبابا) بعملية تتسم بالغدر والعقوق. ص30.
ـ  تعرضت مدينة (أور) إلى الاحتلال على يد (العيلاميين) الذين دمروها تدميرا شديدا (..) إن أعمال العنف والتدمير وسفك الدماء (هذه) يمكن تدوينها بين الشواهد المبكرة في ممارسات العنف الدموي في أرض الرافدين.(ص33). وبالمناسبة فالكاتب نفسه ينشر خريطة قبل صفحة واحدة تبين لنا أن بلاد (العيلاميين) تقع شرق بلاد الرافدين أي في إيران الحالية إي إنهم ـ العيلاميين ـ كانوا مجرد غزاة طارئين.

ـ  في مدينة (أور) كان الرجال والنساء من الحاشية الملكية يقتلون أو يجبرون على الانتحار عمداً إذا مات الملك ليقوموا بخدمته في الحياة الآخرة.(ص33). يعلق الكاتب هنا بالقول وبمفردات شبيهة بتلك التي يستعملها (شرلوك هولمز): (نكون قد وضعنا أيدينا على أولى بصمات العنف الدموي في حياة بلاد ما بين النهرين) ثم يضيف وبذات النوع من المفردات (وفي كل الأحوال فإن إنهاء حياتهم كان يتطلب إخضاعهم لعملية عنف قهرية كالتخدير أو الخنق أو غيرهما)( ) إنه يقول هذا الاستنتاج، مع أنه، وقبل سطر واحد، يذكر احتمالاً، من بين احتمالين، يقول بأن هؤلاء ربما يكونون قد (تطوعوا للموت عند وفاة الملك). ص43.

ـ  تعرضت مدينة (لكش) إلى غزو مدمر شنه ضدها الملك السومري (لوكال زاكيزي) ملك (أوما) فلم يترك بها معبداً إلا هدمه ولا أثراً من آثار الحضارة إلا أزاله وكما فعل بالمعابد والآثار فعل بالأهلين فقد تركهم بين قتيل وجريح غصت بجثثهم الطرقات. ص43) ثم يقبس الكاتب قصيدة رثاء للمدينة ورد فيها بيت يقول: (ما أشد ما يعني الأطفال من بؤس) ليعلق فوراً: (في هذه القصيدة يتحسر الشاعر السومري على أطفال لكش العراقيين المساكين الذي يعانون البؤس الشديد في عام 2365) فيا لبؤس التاريخ وعلومه! هكذا إذن فقد أصبح الأطفال (السومريين)، وهم الشعب الذي انقرض حضارياً وبشرياً قبل أن تولد الكيانية السياسية أو الجغرافية العراقية، نقول أصبحوا بهمة باحثنا عراقيين رغم أنوفهم وأنف التاريخ. وسوف نفرد في نهاية هذا المفصل من البحث مفصلاً خاصاً بموضوع الكيانيات (الجغرافية والسياسية والحضارية).

ـ  يتابع الكاتب مصير الملك (لوكال زاكيزي) الذي أسره (سرجون الأكدي) ووضعه في قفص أمام معبد (إنليل) ثم يضع الاحتمال المدهش التالي (إذا كان هذا الملك قد قتل في آخر أيامه فإنه يكون أقدم حاكم عراقي في سلسلة الحكام الذين انتهوا بالقتل في العراق منذ 2340 قبل الميلاد وحتى عبد السلام عارف عام 1966 بعد الميلاد) وما ثمة مثال على الخلط والجهل بموضوع الكيانية أوضح من هذا، دع عنك إن عبد السلام عارف قتل في حادث سقوط طائرة ولكن هذا الأمر لن يساعده على الإفلات من لعنة العنف الدموي العراقي لأن أقوالاً أو شائعات ترددت حينها تقول بأن الحادث قد يكون مدبراً.
ـ  الملك سرجون الأكدي (...) من أب غير معروف حملت به أمه سراً أي سفاحاً ووضعته في صندوق القصب ورمته في نهر الفرات الذي حمله إلى إكي الساقي (..) أصبح ساقياً للملك أور زبابا (..) ثم انقلب على سيده وثار ضده عندما خسر هذا الملك إحدى معاركه الحربية. ص37. ثم يذكرنا الكاتب بمطلقه حول روح الغدر والخيانة لدى العراقيين فيقول بعد ما تقدم مباشرة (وهنا لا بأس من الإشارة إلى سلوك الغدر والعقوق الذي انتهجه سرجون) إنها الوصمة ذاتها التي يريد الكاتب إلصاقها بجبين العراقي والتي سيكررها في العديد من الصفحات كالصفحة 332 حيث يكرر الكاتب قائمة (الغدر والعقوق والعصيان والتخاذل والتبدل السريع في المزاج وخيانة العهود والتصفيات الجسدية وسمل العيون) ومتى؟ بعد ثلاثين قرنا على زمان الغادر العراقي (سرجون الأكدي) وبالتحديد على أيام الحاكم الانكشاري التركي "العراقي" (بكر الصوباشي)! وهكذا البحث التاريخي وإلا فلا! فاتنا أن نشير إلى أن قصة طفولة (سرجون الأكدي) هي ذاتها التي سينتحلها كاتب التوراة اليهودي للنبي موسى فيما بعد وستكون واحدة من مداميك القص الديني السامي فيما بعد غير أن لهذا الموضوع سوحه الخاصة البعيدة عن همنا واهتماماتنا الراهنة.

ـ  الغوتيون وهم قوم يسكنون مناطق جبال زاجروس هاجموا مدينة بابل ودمروا مدينة آكاد.

ـ  استغل القائد أورنامو منصبه كحاكم عسكري وقام بالتمرد على سيده اتوخنجال وانتزع الحكم منه. ثم يكرر (باقر ياسسين) لازمته المملة (ولسنا هنا بحاجة أيضاً للتذكير بما يتضمنه هذا العمل من روح الغدر والانقلاب والعنف. ص40). فلنلاحظ أسلوب الكاتب المفعم بالرياء: يقول لسنا بحاجة لفعل كذا ثم يفعل ما هو أكثر منه. فأية شطارة علمية هذه!

ـ  إن الكاتب في سعيه المحموم لترسيخ أوهامه كبديهيات يقدم أحياناً على توظيف الباحثين الآخرين لأداء مهامه وانشغالاته الخاصة فعلى الصفحة 46 يقتنص الكاتب ملاحظة وردت في كتاب الأستاذ ثروة عكاشة (سومر وبابل وآشور) ليوظفها توظيفاً عجيباً لخدمة منهجية (اللامنهجية) التي يعتمدها فقد كتب عكاشة (إن الآشوريين كانوا أسبق شعوب المنطقة في الحصول على معدن الحديد فعاشوا عصر الحديد بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى وكان هذا مما قـَسّى قلوبهم وجعلهم جفاة غلاظ الأكباد فاتجهت كل إرادتهم لتحقيق الانتصارات بكل وسيلة) إن ثروت عكاشة وكباحث يحترم كلماته ومنهجيته يضع يده هنا على مغزى عميق وعلى علاقة سببية لها دلالاتها بين اكتشاف الحديد والأسلحة الحديدية التي صنعها واستعملها الآشوريون وبين طابع القسوة التي تفرد بها تاريخهم الحربي، هذا الطابع أو المظهر لما سميناه كيف العنف والذي يختلف عن عموم التراث الحربي السامي هو الذي جعل باحثاً مرموقاً في التاريخ هو يوسف سامي اليوسف يشكك في أن الآشوريين ساميون أصلاً، ولكن لا عكاشة ولا اليوسف كانت لهما الخفة أو الطيش التنظيري الذي يجعلهما يعتبران الآشوريين، وهم الشعب الذي انقرض حضارياً، ونكاد نقول بشرياً لولا وجود قلة سكانية قليلة تزعم الانتساب إليهم، عراقيين لا بل هم شعب العراق وعلى سن ورمح، كما يفعل باقر ياسين. إن هذا الأخير يعلق على ملاحظة ثروت عكاشة بفرح وكأنه عثر على كنـز ثمين بالقول (وإذا أردنا أن لا نهرب من الحقيقة فإن الوصف الآنف الذكر الذي اشتمل عليه النص السابق إنما هو في أحد جوانبه وأشكاله وصف لميزات الشعب العراقي لأن الآشوريين كانوا هم الشعب العراقي في الألف الثاني قبل الميلاد وما بعده.. ص47) ولن نقول نحن شيئاً بل نقترح على القارئ أن يتأمل المعاني المهينة واللاعلمية والهاجية التي تنطوي عليها عبارة (وما بعده) التي قد تتاخم في الامتداد الزمني المفتوح يوم القيامة !

 
وللحديث صلة في الجزء القادم  وسيكون التاسع .

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير قيادة النظام و مصير العراق بأكمله : إجبار صدام حسين عل ...
- تحية للآنسة إيمان !
- تعليق أخير على بهلوانيات الحزب الشيوعي العمالي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .- الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة ! الجزء الس ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الخ ...
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة / الجزء ا ...
- العراق لن يكون - سعودية - ثانية في المشرق العربي !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة الجزء الث ...
- إتلاف الإتلاف : نحو إعدام عقوبة الإعدام في عراق الغد
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة .الجزء ال ...
- خرافة العنف الدموي في العراق في ضوء العلوم الحديثة - الجزء ...
- الابتزاز والقمع لا يشرفان المواقع العراقية على الإنترنيت !
- مؤتمر لندن ليس المرجعية الصحيحة للمعارضة العراقية !
- المثقف والحرب :كيف نظر الكاتب والفنان الأمريكي -بول بولز- ال ...
- ملاحظات سريعة أخرى حول النسب القومية والطائفية
- إيضاحات الى السيد راضي سمسم
- دفاعا عن العراق والحقيقة وليس عن المجلس الأعلى
- إيضاحات إضافية مهمة :حول النسب القومية والطائفية في العراق
- خفايا ودلالات مؤتمر المعارضة في لندن :أكبر الخاسرين شعب العر ...


المزيد.....




- -قمع الدولة ساهم في تحوّل مظاهرة صغيرة إلى حركة احتجاجية انت ...
- هل تحمي الملاجئ الإسرائيلية من إصابات الصواريخ المباشرة؟
- كوريا الجنوبية تدرس إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة في ...
- أقارب الرهائن المحتجين يلتقون بلينكن خارج الفندق الذي يقيم ف ...
- حاسب لوحي مميز من اليابان لمحبي التصميم والرسم الإلكتروني
- تحرك عاجل من السياحة المصرية بعد رصد مواطنين متجهين للسعودية ...
- -حزب الله- ينعى أحد مقاتليه
- افتتاح معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي من أسلحة -الناتو- ( ...
- شهادات إسرائيليين من سكان المناطق الحدودية مع لبنان: بيوتنا ...
- إيران تكشف عدد مواقعها النووية المشكوك فيها من المنظمة الدول ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الثامن : تفنيد الأوهام والجهل المنمق