أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سماح هدايا - سواعده الحرّة تبني مجد غده














المزيد.....

سواعده الحرّة تبني مجد غده


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 12:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


سواعده الحرّة تبني مجد غده
على مدى خمس سنوات من الثورة ضد نظام الأسد وما صاحبها من حرب مضادة شنّها نظام الأسد وحلفاؤه على الثورة وقوى المقاومة، توسّعت الأدلجة والولاءات بكل اتجاهاتها وأنهكت الثورة السورية، خصوصا مع غياب منظومة متماسكة واقعيّة للمعايير الوطنية ومعايير حقوق الإنسان السوري، وبروز مشاريع سياسية عسكريّة لانتماءات ضيقة عرقية ومذهبية وسياسية، بموازاة استجابة دوليّة ضعيفة لمطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية وقصور في تقديم الدعم السياسي الحقيقي لقوى الثورة، مع اتجاه أطراف دوليّة معيّنة لدعم نظام بشار سياسيا أو عسكريا.
مثلما أساء سياسيّا واجتماعيّا، القناع الإسلامي المتشدد الذي غطّى وجه الثورة، وجاء بمثابة ردة فعل طائفيّة سياسية، أكثر من فعل عقائدي ناضج أو إنتاج فكري حضاري، أساءت، كذلك، الشعارات العلمانيّة والليبرالية التي رفعتها تيارات وأحزاب ومنظمات محسوبة على المعارضة، حين أسهمت في الخلخلة وإثارة الفتن، خصوصا أن العلمانية والليبرالية جاءتا كقشرة خارجية لمحاربة الإسلام السياسي، وليس لإنتاج مفاهيم وطنيّة عميقة. كما أسهم في الإساءة التباس الموقف الدولي والإقليمي بين الحق والباطل والتدخل العسكري بحجة مكافحة الإرهاب.
داخليا؛ مختلف الأطراف من تيارات ومنظمات ومؤسسات وجمعيات وأحزاب وتكتلات ومعارضات مرتبطة، غالبا، بدعم خارجي، ساعدها في تأسيس مصالح خاصة، وإدارة أعمال وهويات فرعيّة مستغّلة تأزم الأوضاع نتيجة الثورة والحرب، لتحقيق طموحات سياسية مستقلّة وتحصيل منافع ومكتسبات ونفود يتقاطع مع مصالح سياسية خارجيّة. وهو، بالطبع، ما زاد في شراسة المعركة ووسّع قاعدة الخلافات، وأضعف الاندماج الوطني، وبنى مزيدا من المتناقضات باسم التعددية والمدنية والسلميّة وحقوق الأقليات والخلافة والإمارة. فنشأت على الأرض أدلجة تقسيميّة ودويلات حرب، تتناقض مع مصالح الشعب السوري المصيرية ومع قيام شرعيّة سياسية مستقرّة جامعة لها مرجعية وسلطة.
خارجيا؛ فإن النظر إلى ثورة سوريا من منطلق خصومة وعداوة كتهديد عربي نهضوي وإسلامي جهادي للغرب؛ حتى قبل تكوّن تنظيمات إسلامية عسكريّة، وقبل ظهور أزمة اللاجئين، أدى الى محاربتها ودعم الثورة المضادة وتمييع نظام بشار، واستغلال تنظيم داعش لتحويل شرعيّة إزاحة النظام إلى مشروعيّة محاربة الإرهاب ودعم دويلات أقليّة.
الأمم مثل الأفراد تسير بدوافع، وتفكّر كذوات وتسعى للنفوذ والسيادة سائرة بما يشبه الغرائز للبقاء والهيمنة. لكنْ، لا يمكن أن تستمر أمة أو فئة بالسلطة والبغي للأبد. فهي مرتبطة بتاريخ يتحرك وفق قوانين . لذلك تنهار الأمم وتسقط الدول. المبادىء العامة للانهيار واحدة. والسلوك البشري واحد عبر التاريخ وهو الشغف بالسيطرة والاستحواذ على المال والثروات، وشن الحروب طلبا للنفوذ والهيمنة. فكل الامبراطوريّات استولت على الأموال والثروات وقامت باحتلال الأراضي لتعزيز قواها؛ لكن في تماديها عناصر انهيارها وأفولها. روسيا فعلت هذا في القرم، والآن تفعله في سوريا؛ لكنها ستفشل في تحقيق مخططات الهيمنة على سوريا بوجود مقاومة سورية شعبيّة ناضجة. أمريكا فعلت ذلك في أفغانستان والعراق ولم تحقق نجاحا مستداما. السلوك الأممي وتصرف البشر اليوم شبيه بما كان قبل 5 آلاف سنة.. هذه القوى ليست ابدية. والتاريخ يثبت هذا. الآن هي الفرصة الذهبية لاستثمار طاقات النهوض العربي.
السؤال الكبير الآن: أين سنتجه في ثورتنا ضمن هذا المنظور وتداعياته بوجود هذه الخارطة المحلية والاقليمية والدولية، مع حراك مفاوضات من أجل حل سياسي سوري، وبنمو توافقات دولية جديدة من جهة، وخلافات مستحدثة من جانب آخر؛ خصوصا أن الدراسات الاستراتيجية تشير إلى تدهور اقتصادي، يهدّد أوروبا، قد يزيد في الصراعات والمتناقضات بين المنظومات الغربية والشرقية، ويؤثّر في مصير في بلادنا.
بعد خمس سنوات يصبح النقد والمكاشفة والمراجعة أمراً في غاية الأهمية، واستحقاقا تاريخيّا. خصوصا أنّ مسألة الثورة السورية مرتبطة بمسائل إقليمية ودولية، وأنّ تداخل الأجندات الفكرية والعقائدية وإشكاليات النفوذ والسلطة يؤجّج الصراع ويقوّض مشروع الثورة، لاسيما بوجود أطياف غير قليلة دخلت في الثورة والمعارضة وفيها من يتفق مع النظام ومنظومته وحلفائه؛ لكنّ إنهاء المأساة يتطلب إيقاف شحن الصراعات والنزاعات الهدامة، وإيقاف التشظي وكبح خطاب التخوين والتشكيك والتشهير؛ لما يتيحه من فساد الراي وفوضى العمل وسوء الظن، ولما يجلبه من خلافات تقلل فرصة الوصول لحل نافع جامع قائم على ثوابت مشروع التحرر والاستقلال وإسقاط النظام ومنظومة الاستبداد.
الذين يروجّون فكرة انهزام الثورة، ينطلقون من فشل شخصي، أو رؤية ضيقة للثورة؛ فالثورة لا تنتصر او تنهزم بيومين او ثلاثة هي حالة مستمرة متسعة. وإن لم يحصل اندماج حقيقي بالذات الجمعية ونسج عقد اجتماعي يتدبر أمور الاختلاف والائنلاف ويكسر برنامج التجزئة وفوضى الولاءات السلبيّة، ويحتكم إلى الرؤية الوطنيّة، سيطول طريق الآلام والدماء. العقيدة التي يحتاجها الشعب وطنيا هي التفاهم وإيمانه بذاته كسوري وبحضارته المتنوعة الجامعة، وثقته بقدرته على صناعة مصيره وبلورة موقف وطني جامع بعيد عن الانتماءات الضيقة. ولعلّ جزءاً من الحل يكمن في التكيّف السياسي الإيجابي ضمن موازين القوى عبر التفاوض استنادا إلى المقاومة الوطنيّة وإجماع شعبي داعم.
د. سماح هدايا



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم المرأة العالمي
- الربيع فصل دم باهظ الأثمان
- الحروب وصور جديدة
- حرب استنزاف من أجل الحياة
- تفسيرات غير محيرة
- كيف سيخرج الشعب من عنق الزجاجة؟
- السّؤال المتبقي
- النكبة بالكرامة الإنسانية قبل نكبة العروبة والإسلام والأقليا ...
- فعل ثقافي وفكري ومجتمعي في عقد سياسي
- عامنا الجديد ...صراع حياة ...
- التطرّف مكنون السلطات الاستبدادية
- هل يحتاج الأمر فصاحة وذكاء حتى نعرف أبسط الحقوق؟
- سياقات مجزوءة من زمن متجمّد
- ثنائية التضاد والتوافق-الأمة والأقليات-
- هل يمكن أن تبقى قضايا قضايا المرأة خاصة ومعزولة عن السياق ال ...
- أسئلة في الهوية والثقافة
- صناعة الحب في زمن الحرب
- مدخل في سياق المواطنة
- جراحهن أوسمة
- عقليّة صائدي الهنود الحمر


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سماح هدايا - سواعده الحرّة تبني مجد غده