أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سماح هدايا - هل يمكن أن تبقى قضايا قضايا المرأة خاصة ومعزولة عن السياق العام?














المزيد.....

هل يمكن أن تبقى قضايا قضايا المرأة خاصة ومعزولة عن السياق العام?


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 01:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل يمكن أن تبقى قضايا قضايا المرأة خاصة ومعزولة عن السياق العام
الثورة تعيد للقول قيمته. ويتتشجّع الخطاب على قول ما لم يكن يتجرّأ على قوله. لكنّ الذين يدّعون أنهم يعرفون كل شيء، وتجاربهم جاهزة ليلبسوها للآخرين؛ فمازالوا جزءا من الحرس الطغياني القديم.
الحرب هي الفرصة الذهبيّة للتغيير وبين دمويتها وعنفها تتهدّم رموز وأدوار، ويجري تثوير أدوار ، وتجديد مفاهيم ورسم مخيلة جديدة للصّور ، واستحداث رموز أدبيّة ومفاهيم ثقافية واجتماعيّة. قضايا المرأة هي اجتماعية وإنسانية تخصّ المجتمع، كلّه، وتفيده في بلورة تجاربه. وليس من شرط مسبّق؛ لكي تكون المرأة جزءا من الثورة. ليس بالضرورة أن تكون من الذين خرجوا في التظاهرات أو دخلوا السجون أو كانوا من الطليعة السياسية والفكرية والحزبية؛ لكي تحظى بدور في الثورة. الوعي السياسي والفكري يتطوّر نتيجة التجربة الحقيقية في الثورة وكمحصّلة خوض متغيراتها، بشرط اعتناق مبدأي الحرية والكرامة؛ فعندما تنمو المرأة في خطوط الحرب اليومية واستحقاقات المعركة، تصقل اليوميات مبادئها ومفاهيمها.
الفوضى هي الصورة النمطيّة الملازمة لأيّ ثورة؛ لكنْ، رغم وجود تشتت هائل في أداءات المرأة السياسية والحقوقيّة والإنتاجيّة، يمكن صياغة رؤية سياسية للمرأة تصبّ في أهداف وطنية وإنسانيّة، وتخصّ حقوقها ومطالبها العادلة، بشرط تجاوز الخطاب الضيق والمطالب التي تخطتها تطلعات الثورة . وعلى المجتمع إعادة النظر في عمليّة تنميط المرأة برمزية مطلقة إيجابيّةأو سلبية؛ لأن ذلك شبيه بتجذير أفكار شمولية رجعية. النساء اللواتي طلعن في الثورة وعشن المرحلة، وخضن الحرب وويلاتها؛ هنّ مثل الآخرين من أفراد المجتمع الذين تحوّل بعضهن لجبان ونذل، وخرج بعضهم شجاعا ونبيلا بفعل الصراع والثورة والحرب.
تتحول الصراعات إلى آليات لصنع ثقافة جديدة. ستصبّ ، آخرا، في مصلحة المجتمع. والمرأة التي تخوض مختلف أنواع الصراع الجنساني والمعرفي والطبقي، تعيش عمليّة تحطيم ما اعتادت عليه من آليات تفكير وعمل وعيش: التحطيم الاقتصادي والنفسي و الاجتماعي والفكري. فماذا تعمل؟ وما الحل؟
الوعي والثقافة والإصرار على تقديم العون التنموي والانساني لها للآخرين، هو ثورتها المضادة للرد على الحط من شأنها نفسيا واجتماعيا بالعنف والتمييز والظلم. التمسك بشجاعة الصمود والعطاء يمكن أن يقلل من سلبيّة صورتها كضحيّة، ويحتوي الصدمات والقلق والخوف. فماذا يمكن ان تفعل المرأة عندما تحيطها كل هذه الشبكات الغليظة ولا سند معها؛ بعد تحطّم البنى التقليدية الحامية وعجز الرجل والمجتمع عن حمايتها؟ هل تنهار؟ هل تتخلى عن دورها الحيوي؟، هل تترك الأسرة تتفكك وتتداعى، خصوصا، في ظروف النزوح والهجرة وغياب الأب والرجل المعيل وضطرارها للعمل والكدح لتأمين عيشها وعيش أسرتها؟ إيمانها بدورها وتحملها لمسؤوليته جوهر قوتها. الدعم التربوي النفسي ورعاية الأسرة وتنشئتها لتوجيه المسار التربوي والتعليمي أمر في غاية الأهمية؛ خصوصا بما يواكب الثورة ومناخات التجديد. ويبدأ من اتخاذ القرارات. وهو متاح للمرأة الآن، ويمكن تطويره.
اتخاذ القرارات يتطّلب وعيا وشجاعة ومثابرة ومتابعة، وهو رد المرأة على ظروفها القاهرة: اتخاذ القرارات وترسيخ الممارسات الملائمة للتغلب على الظروف السيئة في المجالات: البيئية والصحية والتعليميّة لتجنب انتشار الأمراض والأوبئة والجهل والعنف وتأكيد سلوكيات النظافة الشخصية الداخلية والخارجية والمسؤولية الفردية. هو ما يجب على المرأة عمله، لتجاوز مخيلة وواقع ما تعرضت إليه ومجتمعها من عنف وخسائر. وألا تقبل التسامح مع الواقع الرديء، وأن تحول التجارب الجديدة المريرة إلى تجارب منيرة؛ فتكتسب المهارات والمعارف والسلوكيات وتمعن النظر في منظومة حقوقها وتضع ذلك كله في وعي ومسؤولية وضمن منهجية علميّة وعقل ناقد.



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة في الهوية والثقافة
- صناعة الحب في زمن الحرب
- مدخل في سياق المواطنة
- جراحهن أوسمة
- عقليّة صائدي الهنود الحمر
- التغييرات الثورية تقتحم واقع المرأة وتبدله
- الإيمان القبيح عندما يصبح علامة تجاريّة لترويج بضاعة السلطة
- التغيير استحقاق وهو قادم
- خلط الأوراق حتى الإيهام
- حتمية خلاص ... موت أو حياة...
- بلاغة الصدق وبيان الواقع
- المرجعيّة.. شرعيّة حق
- أينما توجّهتْ الحرية يرتعب الطغاة ويتلونون
- إشكالية اللغة العربيّة واللهجات المحكيّة
- يتناغم كل شيء من أجل الحياة...
- عنصريّة مشرعنة للتقتيل..وفتنة
- لقنص أملٍ وسطة القصص السوداء
- المكان حضن الهوية السياسية
- كيف نصنع الحضور في ظل الغياب؟
- لا مجال لاستجلاب الهزائم إلى المعركة


المزيد.....




- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء
- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سماح هدايا - هل يمكن أن تبقى قضايا قضايا المرأة خاصة ومعزولة عن السياق العام?