أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سماح هدايا - التغيير استحقاق وهو قادم














المزيد.....

التغيير استحقاق وهو قادم


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 18:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


.... فوضى تستمر في إعادة إنتاج الطغيان والفساد وسرقة القرار ... تحاصر الثورة وشعبها بالإخفاقات والخروقات الكبيرة، للاستحواذ على الثورة والقرار الوطني بعقلية الشرطة الثورية وبالكيانات السياسية التي أصبحت غارقة بالفساد وسوء الإدارة وضحالة المرجعيات، مدعومة بشركات ومؤسسات إعلامية كبيرة... وتتسع فيها خارطة الميليشيات الظلامية سياسيا وعسكريا وفكريا .. وتهيمن سياسات دولية تشارك السفاح في قتله لتظل ممسكة بالسلطة السياسية الاقتصادية واحتكار الثروات...
يقف شعب في قلب المأساة، ينظر إلى الخراب والتهاوي، بعيون الصدمة الغائرة في المجهول، ويحاول الفرار من المأساة، حاملاً على عجل ماتبقى لديه من أشلاء عائلة، ومن بقايا ذاكرة وكبرياء، ليرحل إلى الشتات والنزوح واللجوء والجوع والخوف بعيدا عما اعتاد سماعه أو قراءته في هامش مدونات الإنسانيّة، وفي خارطة وطن يتداعى بألم حيث يكتشف المواطنون السوريون أنّ لهم وطنا؛ ليأتي اكتشافهم في مفترق مفارقة تثير هستيريا الجنون والسلب؛ بين موتهم من أجل الوطن الذي تحييه في نفوسهم إرادة الحرية، وإصرار الطغاة على حرقه وحرقهم، كأن لا حق للشعب في هذا الوطن، ولا حق لأهله في أن يحبوه ويملكوه ويدافعوا عنه وعن مستقبلهم...
ويقف آخرون في الجهة المقابلة: مواطنون سوريون... يرسمون بسريالية مريبة مواربة ألوانا غريبة من المؤتمرات واللجان والحركات، ويصنعون بأدوات من فوضى وعبث وتضليل، عملية الحلول السياسية والديمقراطية الموهومة وخرافة التغيير السلمي الآمن، بينما الوطن غارق في حمامات الدم والجوع والموت والمأساة، يسغيث بأهله وغير أهله، لكي ينقذوه من مصير الهلاك وواقع الدمار والقتل بإسقاط الطغاة والإطاحة بالنظام.
مجموعات من هنا وهناك ... من المعارضة في الداخل وفي الخارج، يتقاتلون على الأرباح والمصالح، ثم يخرجون على الملأ وهم يرفعون شعارات الدولة العقيدية، أو دولة المواطنة الصالحة، وشعارات الإنقاذ الوطني والوحدة الوطنية وقيادة الثورة وتمثيلها؛ كأن سوريا الشعب والثورة والتاريخ والوطن غير موجودين على الخارطة ولا قيمة لهم... وتدور المحسوبيات وتتقاسم الشلل ريع الهبات. وتمارس أطياف من المعارضة السورية كل المحظورات الوطنية والأخلاقية وفق المحاصصات والاصطفافات، بينما طوفان الدم السوري يتسع وتتسع معه حركة صناعة قوارب النجاة.
إنّ ما فقدناه طويلا...لا نستطيع أن نعطيه للثورة فجأة؛ فعندما يفقد المواطن عبر نصف قرن تقريبا، أهم حق وواجب في وطنه، وهو المواطنة، فكيف يمكن له أن يمارس فجأة مواطنيته؟ وعندما يتجرد المواطن في وطنه من اعتباري الحرية الكرامة؛ فإنّ الثورات العظيمة عليها أن تمارس بقوة طحن حالة الذل والخسّة التي هيمنت على روح الشعب، مهما كلف الثمن. ومن هنا؛ فليس كل من دارت الثورة في وطنه، ومن تكلم بالثورة ورفع شعاراتها، قد دقّت الثورة مساميرها عميقا في فكره وقلبه. فالثورة في النهاية هي مقولة أقليّة ثائرة، تتقولب في مصنعها الجموع...
ولذلك من الطبيعي أن تراهم خارج عقيدة المعركة التحررية التي تعلي من شأن كرامتهم يشعرون بالنقص والضياع واللاهوية. ومازال مفهوم الحرية غائبا عن الوعي، ولا يمارسه إلا أطياف من الثوار...أما السياسيون؛ فكثيرهم عالقون ببقايا مرحلة العبودية والذل والاستبداد ورتابة الأفكار الراسخة. ومن الطبيعي أن تتحوّل في إيقاع الهذيان السياسي وصدمة الانقلاب كثير الأعمال السياسية إلى عبث وضجة وعجيج وصناعة نجوم ونجومية، وإلى تنظير ونقيق وتقاتل داخلي، ويتحوّل حراك أطياف المجتمع إلى قطعان فوضوية تحت عناوين ثقافيّة وسياسية؛ تهدر الهدف الوطني الرئيس وتلتف عليه في أشكال مشبوهة؛ لأنها مجموعات يلمعها العالم المهيمن على مصائر الشعب وواقع البشريّة، ويعدها لتكون في الحكومات البديلة المستسلمة والراعية لمشاريعه وعقائده....
إن تشرذم الأعمال داخل عشوائية لجان وحكومات وتجمعات وتكتلات وحكومات، وجهود ضائعة مقسومة، في مواجهة القذائف والصواريخ على المدن والأرياف والأحياء التي تستهدف بيوت الناس والمزارع والحقول والأرض والحيوان والآثار والجوامع والكنائس، وتصب في الوعاء نفسه الذي يشرب منه الصائحون باسم الوطن والمصلحة الوطنية والسلم الإقليمي، والمحتالون على الشعب بمقولة وخديعة ترحيل نظام بشار، عبر الحل السياسي والتغيير السلمي فوق جماجم الضحايا، بينما تتابع عصابات الأسد تنفيذ المجازر، وعلى هوامش أعمالها الوحشية تنعقد مؤتمرات وجان وتجمعات وحوارات، شعاراتها الوطن، والهدف الحقيقي تمزيق الثورة التحررية وإعادة احتلال العقل والإرادة واستعباد الروح وانتهاز الفرصة لإعادة احتلال الإرادة الوطنية والسيطرة على شؤونها عسكريا وسياسيا وفكريا ووجدانيا.
... هذه الثورات مشروع استقلال، تقطع مرجعياتها التابعة للخارج أو للمستبد...وسيتابع الثوار معركتهم، رغم الضحايا والمآسي وطول الوقت، حتى النصر لإسقاط النظام رأسا وقاعدة.. لعل النصر يأتي في غفلة عن الكثيرين.



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلط الأوراق حتى الإيهام
- حتمية خلاص ... موت أو حياة...
- بلاغة الصدق وبيان الواقع
- المرجعيّة.. شرعيّة حق
- أينما توجّهتْ الحرية يرتعب الطغاة ويتلونون
- إشكالية اللغة العربيّة واللهجات المحكيّة
- يتناغم كل شيء من أجل الحياة...
- عنصريّة مشرعنة للتقتيل..وفتنة
- لقنص أملٍ وسطة القصص السوداء
- المكان حضن الهوية السياسية
- كيف نصنع الحضور في ظل الغياب؟
- لا مجال لاستجلاب الهزائم إلى المعركة
- حرب استقلال أم حرب طائفيّة؟
- حين يصيبنا الجّرح في الجذور
- إعادة البناء...لا ترميم المتداعي
- عندما يصير العطر ذاكرة قارصة وحلما دافئا
- ليس بسخاء الرثاء والتعاطف...بل بالعدل
- التحليق خارج منظور الأقفاص
- يحترقون...بدماء الضحايا
- شاركهم رغيفك


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سماح هدايا - التغيير استحقاق وهو قادم