أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سماح هدايا - عنصريّة مشرعنة للتقتيل..وفتنة















المزيد.....

عنصريّة مشرعنة للتقتيل..وفتنة


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 00:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عنصريّة مشرعنة للتقتيل..وفتنة
عقائد البشر، تبقى مصانة مادامت لا تتعدى على الآخرين، لكنها تصبح بحاجة إلى مراجعة حادة وحساب شديد ، عندما تحول تابعيها ومناصريها إلى طغاة وسفاحين.
ومن هذه النقطة، لايمكن أن تفهم مايحدت في سوريا خارج الصورة المباشرة لمنطق حكم الأقليّة والشلليات والعصابات؛ فما يجري، الآن، في سوريا هو حصاد طبيعي سياسي وثقافي واجتماعي وعسكري لمنطق الأقلية التعسفي والإقصائي ولسلطته الباطشة؛ وليس فقط الأقليّة العلويّة بل أقليات جميع المكونات والعقائد عندما تجتمع في فوضى اثنيّة تشبيحيّة؛ فعبر التاريخ عندما تحكم أقلية بلدا، تقيم حكمها على العنف والاستبداد والاستئثار والبطش والفتنة، وغالبا تتواجد قوى خارجية متواطئة معها تدعم حكمها، لكي يصمد؛ لأنّ حكم الأقلية ينافي طبيعة الواقع، وتوافق المجتمع، ويتجذر بعيدًا عن الديمقراطيّة وحقوق الإنسان وعن رأي الشعب ومنطق العدل.
عندما تحكم دويلة الأقلية، فليس أمامها إلا أن تستبد وتطغى وتشجع الفساد والانتهازيين الجشعين والمستغلين من جميع الطوائف والطبقات، لكي تبقى في الحكم، ولكي تحافظ على مكتسباتها الخاصة وعلى وجودها وسط الأغلبية التي تغلبت عليها. ومن باب التأكيد،.
نعيش حصاد تخاذلنا التاريخي الطويل للغزو الأوروبي والغربي، سياسيا وعسكريا وثقافيّا، وهو الذي لعب كثيرا على ورقة دويلة الأقليّة، وعلى الصفقات مع الدول التي ترعى دويلات الأقلية في بلدنا. ولعل ماحصل في العراق بدعم الاحتلال الأمريكي وتحت نفوذه أهم مثال قريب، زمنيّاً، إلى أذهاننا؛ إذ يبقى المكون الطائفي من أهم المكونات التي استخدمها ويستخدمها الغزو الغربي في بلادنا من أجل التفتيت وإشاعة الفوضى والاقتتال؛ فيشحد الأحقاد التاريخية ويثير الفتن برغبة الفتك والانتقام، ويستمد من تنوّع بلادنا، ومن اختلافاتها وخلافاتها مادته للطعن والتقسيم والتجزئة والهيمنة.
عندما جاء الفرنسيون إلى لمشرق في عهد الانتداب ومن قبله، أقاموا الاتفاقيات والدويلات والتقسيمات والمتصرفيات، ودعموا الكيان السياسي للموارنة في لبنان وللعلويين في سوريا...وفي كلا الحالتين استثمروا ما في القلوب والنفوس من من نزعات عنصرية وانفصالية وثأريّة ومظلومات، لمصالحهم السياسية، تترجمت في لبنان في حرب أهلية وحشيّة مخيفة، لعبت الظروف السياسية الداخلية والخارجية على تقويتها، ثم تجلّت بقوة في العراق وهي الآن تتموضع في سوريا في حرب إبادة ممنهجة يرتكبها النظام الطائفي الحاكم، بأيدي شبيحة طائفته ومرتزقة الطوائف الأخرى، تدعمها ظروف سياسية محلية ودولية
بعد أن سقط مشروع الدويلة العلوية التي أنشأتها فرنسا قبل أن تخرج من سوريا، ترسّب في أرض سوريا ينخر فيها المشروع السياسي للدويلة العلوية. وللأسف جرى استعمال حزب البعث من قبل هذا المشروع مطيّة سياسية لتحقيق المبتغى، وتم إفراغه من محتواه الوحدوي الوطني، وجرت تصفية المعادين للتطلعات الأسدية السياسيّة ولمشروع حافظ الأسد السياسي الاستبدادي التفردي، من قبل رجال في الطائفة ورجال من خارجها من الطوائف الأخرى، من الفاعلين في الحزب ومن الواجهات الشكليّة غير الفاعلة، لتقوم بعد ذلك الدولة السياسية الطائفية الأسدية. دولة الأقليّة وعقليّة الأقليّة وحكم الأقليّة.
ولدعم دولة الأقليّة الفوقيّة، نشأ تحالف قوي بين إيران العدو السياسي القومي والمذهبي للأكثرية العربيّة والسنيّة وبعض الأحزاب الشيعية السياسيّة الداعمة لها، وبين النظام الأسدي، وأصدر الزعيم الشيعي موسى الصدر" رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان، فتوى بأنّ "النصيريين العلويين طائفةٌ من المسلمين الشيعة، وذلك لدعم حافظ الأسد سياسيا في سوريا، ودعم طائفته التي كانت في نظر الأغلبيّة السنيّة طائفة يحيط بها الغموض والشكوك، ثم عملت إيران بنشر تشييع الطائفة العلوية في سوريا، ونشر فكرة الثأر للمظلومية الشيعية والعلوية في مواجهة التسلط السني الطويل الجائر.
وبذلك، وعندما يتهدد وجود دولة الأقليّة، على يد الأغلبيّة، يصبح مفهوما وغير مستغرب كل هذا الإفراط في الوحشية التي تمارسها الأجهزة الأمنية وعصابات الشبيحة والجيش، والمجرمين المرتزقة لدولة الأقليّة بحق أفراد الشعب العزّل أو المطالبين بالحرية والعدالة والكرامة أو المسلحين العاملين على إسقاط النظام. كذلك يصبح من غير المستنكر أمام كثير الضحايا في الأغلبية السنيّة التي يمارس العنف يحقها في أن تتكوّن كتائب جهادية باسم نصرة السنة، حتى وإن كانت متعصّبة، كرد عسكري لإزاحة هذا التوحّش، ولو بالعنف.
لا يمكن أن يقوم نظام أمني بفعل هذه الجرائم والمجازرالمخيفة؛ الممنهجة والعشوائيّة بحق شركائه في الوطن والعروبة والجغرافيا والجيرة ، إلا إذا كان المنطلق عنصريا طائفيّا، يستغل كل مورثات الحقد، ويستمد منها فلسفة العنف والتطهير. ولذلك علينا، لكي نحسن إدارة المعركة، وهي الآن معركة غير متكافئة، أن نعترف بطبيعة هذا الواقع الحقيقي الطائفي للمجازر والفظائع في سوريا، ولابد أن يتعمّق التساؤل المبهم بمنجهيّة الموضوعيّة لنفهم إجابة سؤال: لماذا يجري هذا؟
القتل في سوريا وفي العراق في لبنان امتداد لفكر دويلة الأقلية التي تدعمها إيران الشعوبيّة بشدة دفاعا عن مشروعها التوسعي الاستعماري، وتدعمها فرنسا الكاثوليكية راعية فكر الأقليات تحت أكذوبة العلمانيّة. وتدعمها أمريكا الأنجلو ساكسون، لتدافع عن ربيبتها الاستعماريّة إسرائيل نموذج دولة الأقليّة في الجسم العربي، وتدعمها روسيا الباحثة منذ عهد القياصرة عن دور لها في بلادنا وفي المتوسط ، والحريصة على عدم وجود دولة إسلامية شبيهة بما كانته الدولة العثمانيّة.
الإبادة والقتل والذبح، من تجليات الهوية السياسية والثقافية لدولة الأقليّة.. لذلك فمحاربة دولة الأقلية، لا يكون بالترقيع والتسويات والتحاصصات ومؤتمرات الأقليّات التي تفكك عقد المواطنة، بل يلزمه إسقاط كل المنظومة البنيوية لفكرة دولة الأقليّة، وتفكيككها عسكريا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا. ورغم تشابك الصراعات في سوريا وتدويلها عصاباتيا، فإن الثورة السورية مستمرة في إسقاط النظام. ولابدّ أن يتحقق بعد كل الاقتتال بناء دولة الحرية والعدالة والكرامة التي يتساوى جميع أفرادها أمام دولة القانون في دولة مدنيّة، بعد تحقيق المحاسبة وعدالة القصاص وفق القانون ثم عبر العدالة الانتقالية وإعادة تأهيل المواطن لمواطنيته
د. سماح هدايا



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقنص أملٍ وسطة القصص السوداء
- المكان حضن الهوية السياسية
- كيف نصنع الحضور في ظل الغياب؟
- لا مجال لاستجلاب الهزائم إلى المعركة
- حرب استقلال أم حرب طائفيّة؟
- حين يصيبنا الجّرح في الجذور
- إعادة البناء...لا ترميم المتداعي
- عندما يصير العطر ذاكرة قارصة وحلما دافئا
- ليس بسخاء الرثاء والتعاطف...بل بالعدل
- التحليق خارج منظور الأقفاص
- يحترقون...بدماء الضحايا
- شاركهم رغيفك
- اللعبة الطائفية
- نساء بين سقف وسماء
- قناعات وعقائد واحتياجات..ومشاريع في ظل التهاوي والهيمنة
- لماذا...خوف الأقليات من الثورات؟
- ماذا وراء الغضبة الشعبيّة القطيعيّة؟
- الظلام الطائفي في لبنان
- بناء التغيير
- ثقوا بالثورة واتركوا روحها تقودكم


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سماح هدايا - عنصريّة مشرعنة للتقتيل..وفتنة