أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سماح هدايا - صناعة الحب في زمن الحرب














المزيد.....

صناعة الحب في زمن الحرب


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 02:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


معظم التقدم الاجتماعي يبدأ بأشخاص ثوريين من مربّين وفنانين ومفكرين أحرار، يرفضون العبودية وينشدون الحرية والعدالة. والمفترض أن تكون المرأة في قلب أي حركة للتقدّم لأنّها راعية الحياة.
العقل البشري عجينة بين يدي المرأة لتحسن صياغته، ويصبح أكثر انفتاحا وعمقا وتسامحا وحرية وإبداعا، لكنْ، ليست كل امرأة بقادرة على وهب الحياة...هناك نسوة هدامات جاهلات غارقات في حقد وغيرة وأنانية ومطالب شهرة ضحلة وسلطة مهيمنة، يعرقلن التطور والنهضة.
الثورات تأتي بالتجديد ويلزمها نساء متنوّرات حرّات قادرات على العطاء الإنساني والاجتماعي والوطني بسخاء وصبر. وحتى تكون المرأة صانعة الحياة ومربية الأجيال وراعية التجديد؛ عليها تجاوز الجانب المظلم، مما نشأ فيها وترسّخ بفعل تربية المجتمع المستبد. ..صحيح أنّ ما ينطبق على المرأة من صفات الخير والشر، ينطبق على الرجل... لكنّ خصوصية المرأة تضعها في جانب شديد الحساسية والمسؤولية تجاه أدوارها ومهماتها وشخصيتها. فلا يمكن للكائن الذي يفترض به الحب والعناية والرعاية والدفء أن يكون باردا حاقدا عنيفا لئيما يغذّي البغض والكراهية والشرور والفساد.
التسلط بالسلطة وللسلطة من أشد الأمراض فتكا بعطاء المرأة. وخوض المعارك اليومية بغير نضج وأخلاق، لمجرد الثرثرة وكسب مكانة ونفوذ وشهرة وموقع للتعويض عن التهميش، هو خطر يهدد بتفتيت طاقات المرأة ومكانتها. لا يمكن تحقيق نصر شحصيّ أو عام بتبخيس الحقوق الأسريّة. التصدي للعمل الوطني والسياسي والمجتمعي، لا يلغي احتياجات المجتتمع وأفرادة لمكانة المرأة العاطفية كمربية وأم وأخت وابنة وربّة أسرة. أما اضطرابات القيم الذاتية وحالة القلق لدى المرأة ؛ فتؤجج صراعات الإنسان مع الآخر ومع الواقع، وتفكك السلم الذاتي والأهلي والمجتمعي.
لا يمكن للمرأة بالشأن العام وحده أن تعوّض النقص الشخصي لديها وأن تكتمل. ولا يمكن للإنسان الذي ربته المرأة من دون حب أو دفء أن يعيش متوازنا متكاملا، سيظل يحاول الحصول على الحب وإشباع الاشتياق الأمومي..لتعويض ما فقده من رعاية ومحبة. الحرمان العاطفي وفقدان الحنان قد يصيب فئات من البشر باعتلالات نفسية وأزمات وعقد نقص وكراهيات مدمّرة.
تجارب الطفولة والانطباعات الاولى لها دورها في رسم صورة المراة في ذهن الإنسان والرجل والمجتمع. الحصول على حب الأم وتقديرها أمر في غاية الأهمية للإنسان؛ لأنه يعني الحياة السليمة وهو ضمانة التوازن الداخلي للإنسان والتوازن الخارجي في المجتمع وبين افراده. وإلا ستتهدّد الحياة الإنسانية والاجتماعية بمخاطر عظمى.
القيم المتخلفة والاستبدادية التي تربيها المراة في أولادها وطلابها وأهلها، هي التي تسهّل عمليّة تحقير شأنها كأنثى وإنسانة. تكريس الثقافة الذكورية المهبمنة وقبول الاستبداد، يحصل بيدي المرأة قبل الرّجل. فالأم والجدّة والخالة والعمة والجارة وتفاعلات الافراد معهن له دوره الكبير في خلق صورة إيجابية ناصعة للمرأة وبناء علاقة صحية مع النموذج الفطري. حتى تكون المرأة قائدة مجتمعها معنويا وواقعيا وفعليا، يجب أن تكون أكبر من التوقعات التقليدية، وأن تحمل معاني المثال الأعلى والتجديد.
حرب المرأة من اجل الحرية والعدالة والنهضة هو حرب من اجل الحياة...أما الحرب الجنسية مع الذكر؛ فهي وهم؛ لأن الأساس حرب الإنسان مع الظلمة ومعركة التّحرّر...لبناء منظومة حريات وعدل ونهضة..
جدارة القيادة لا تحظى بها المرأة بمجرد الصراخ والعبث وغواية الجسد... بل بتكسير الطغيان والغرور والأنانية والطفيليّة في نفوسهن ونفوس غيرهن...تجاوز الخلل والنقص والدونية يبدأ بتعزيز الصورة الإيجابية للمرأة في عقول الرجال والنساء. ونجاح مشروع الثورة موصول بضمير المرأة وفعلها وإرادتها الحرة...



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل في سياق المواطنة
- جراحهن أوسمة
- عقليّة صائدي الهنود الحمر
- التغييرات الثورية تقتحم واقع المرأة وتبدله
- الإيمان القبيح عندما يصبح علامة تجاريّة لترويج بضاعة السلطة
- التغيير استحقاق وهو قادم
- خلط الأوراق حتى الإيهام
- حتمية خلاص ... موت أو حياة...
- بلاغة الصدق وبيان الواقع
- المرجعيّة.. شرعيّة حق
- أينما توجّهتْ الحرية يرتعب الطغاة ويتلونون
- إشكالية اللغة العربيّة واللهجات المحكيّة
- يتناغم كل شيء من أجل الحياة...
- عنصريّة مشرعنة للتقتيل..وفتنة
- لقنص أملٍ وسطة القصص السوداء
- المكان حضن الهوية السياسية
- كيف نصنع الحضور في ظل الغياب؟
- لا مجال لاستجلاب الهزائم إلى المعركة
- حرب استقلال أم حرب طائفيّة؟
- حين يصيبنا الجّرح في الجذور


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سماح هدايا - صناعة الحب في زمن الحرب