أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سماح هدايا - سياقات مجزوءة من زمن متجمّد














المزيد.....

سياقات مجزوءة من زمن متجمّد


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 4640 - 2014 / 11 / 22 - 15:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مفاهيم راسخة لم تعد ملائمة للحياة والنهضة:
المرأة عورة......المرأة فتنة الخطيئة...المرأة متاع... وشيطان يغوي...
هل الجسد هو عدو المرأة أو عدوها جهلها وذلها وضعفها واستهتارها؟ هل يمكن محاربة الشيطان بمجرد الاختباء في الملابس والشعائر؟ أو محاربته بالفضيلة والحكمة والعقل؟
الزمن كأنه تجمّد هناك في عصور بلت...لكننا في عصر حديث..فكيف يمكن أن ننسخ في حاضرنا يوميات القرون البعيدة... ؟. وبالمقابل فإن من يريد نسف التاريخ كله لأنه قديم،وتحقيره؛ فهو يعتدي على الوجدان ويحاول نزع الذاكرة الموروثة.
تفكيك المنظومة الفكرية السائدة، وتهدميها أو تقديسها، قد أجلب الفوضى وتنطحت أفكار مسبقة راسخة ضحلة لقتال القيم، أو لترسيخها من دون بصيرة ونظر. صراعات كثيرة يخوض فيها السوريون ضد بعضهم وضد تاريخهم وذاتهم. ومثلما كان الخطاب قبل الثورة يهدر جهده في جدل وصراع حول قضايا جزئية من الموروث الديني ، بقراءات متطرفة يسارية أو يمينيّة، لسياقات مجتزأة، وخصوصا فيما يتعلق بحرية المرأة، وبالتحديد الحريّة الجسديّة وموضوع اللباس والحجاب ومفاهيم الحشمة والسترة، استمر، أيضا، بعد الثورة ، منفلتا من كل الضوابط ومن أبجديات احترام الذات والآخر. متجاهلا جوهر الأمر وهو ظلامية الجهل والاستبداد.
كأنّ المفاهيم الدينية وأمن الأوطان مهدّدة بشيطان اسمه امرأة يرتدي جسدها ليغري ويفتن ويفسد. إصرار شديد على تمجيد الأعراف البالية التي تؤطّر المرأة في صورة إثارة قابلة للاستغلال والإفساد والشيطنة... وذلك ليس محور خطاب ديني فقط، بل صلب المخيلة الثقافية التي تتشكل فيها المرأة كشيء مسلوب الإرادة بين قبضتي الكبت والانفلات. ونتيجة للتربية، قبلت المرأة هذه الصورة، فوقفت عند حدود أنوثتها الجسدية وأغفلت إرادتها الحرة وتنمية مستويات أخرى يمكن أن تقويها وتطلق طاقاتها وتحررها من كونها مجرد شيء ثمين للتمتّع، يجب ستر إغرائه ومفاتنه؛ أو عرضه وإطلاق طاقاته بشكل جامح للسيطرة والاستهلاك. وعليه فتأسس جدل اللباس والحجاب ودار الصراع والتخاطب التحقيري بين طرفين: أنصار فرض الحجاب و أنصار رفض الحجاب؛ كأنّ وجدان المرأة ودينها و قيمتها وحداثتها انزوى في موضوع الحجاب، لا في منظومة القيم والأخلاق، وحق والحرية وفرض المسؤولية.
التحرر ليس منافيا للفضيلة، وليس رديفا للرذيلة. والوقار ليس الكبت وتعنيف الذات والآخر...حرية المرأة، لا تعني المجون ولا توظيف الجنس لغايات رخيصة. المفروض في القيم الدينيّة أنها للحرية قيم أخلاقية لصالح الإنسان، ولتعزيز معاني الصدق والوفاء والإباء والفداء والسخاء والشجاعة والعزّة والكرامة... وليس لتأطير الإنسان في ثوب واحد وقالب جامد. ليس هذا تفسيرا دينيا أو موقفا لكنّه نقد جريء للحجاب كقضية إشكاليّة نتخاصم عليها ونتقاتل.. ونهاجم المحجبات أو السافرات لمجرد اللباس؛ بدل محاربة الاستبداد والظلم وتحرير عقولنا وقلوبنا طلبا للمعرفة والحق والعدل والإخاء.
كثير العلمانية ترفض الحجاب وتناهضه، وكثير الصحوات الإسلامية، تركز على الحجاب والشعائر.. التطرف في الحالتين مفروض، ويناقض الحرية ويسلب الإرادة. الأحكام بحاجة إلى إعادة نظر. كل الأعراف والتقاليد في أي أيديولوجيا وليدة عصرها، جاءت لتنظيم المجتمع، لكنها بحاجة للتطوير مع مرور الزمن. فرق كبير بين حق المرأة في اختيار الحجاب أو السفور، وبين فرضهما بقوة السلطة الدينية والسياسية والاجتماعيّة وتسييس الموضوع.
ليس في الحجاب مشكلة...فهو زيّ وشعار شكلي؛ لن يؤخّرنا ولن يقدمنا. المهم ما يجعلنا ننهض من الرماد شجعانا منتصرين.. نزع الحجاب او ارتداؤه موقف شخصي. ليس بالتأكيد مدلولا أخلاقيا وإنسانيا عقائديا، مالم يكن القلب والعقل والإرادة وراء هذا، وإن لم يكن مصحوبا بحرية الاختيار واحترام كرامة الآخر وخياره.



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثنائية التضاد والتوافق-الأمة والأقليات-
- هل يمكن أن تبقى قضايا قضايا المرأة خاصة ومعزولة عن السياق ال ...
- أسئلة في الهوية والثقافة
- صناعة الحب في زمن الحرب
- مدخل في سياق المواطنة
- جراحهن أوسمة
- عقليّة صائدي الهنود الحمر
- التغييرات الثورية تقتحم واقع المرأة وتبدله
- الإيمان القبيح عندما يصبح علامة تجاريّة لترويج بضاعة السلطة
- التغيير استحقاق وهو قادم
- خلط الأوراق حتى الإيهام
- حتمية خلاص ... موت أو حياة...
- بلاغة الصدق وبيان الواقع
- المرجعيّة.. شرعيّة حق
- أينما توجّهتْ الحرية يرتعب الطغاة ويتلونون
- إشكالية اللغة العربيّة واللهجات المحكيّة
- يتناغم كل شيء من أجل الحياة...
- عنصريّة مشرعنة للتقتيل..وفتنة
- لقنص أملٍ وسطة القصص السوداء
- المكان حضن الهوية السياسية


المزيد.....




- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة
- الناشطتان الإيرانيتان نرجس محمدي وشيرين عبادي تطالبان بوقف ف ...
- بليز ميتروويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البر ...
- جلسة نقاش عن حلقة بنلف في دواير من بودكاست راقات
- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سماح هدايا - سياقات مجزوءة من زمن متجمّد