أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماح هدايا - الحروب وصور جديدة















المزيد.....

الحروب وصور جديدة


سماح هدايا

الحوار المتمدن-العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 11:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النظام العالمي يتغيّر، وما تم إنجازه في القرن الماضي والعقود الأخيرة، مهدّد بالزوال بحكم التغيير التاريخي ونزاعات الهيمنة والسيادة. الحرب في سوريا مجرد مرحلة ولم تعد محصورة بسوريا وماحولها، بل اصبحت صراعا دوليا. هي معركة روسيا والغرب ضد سوريا ومعركة بين روسيا والغرب.
الحرب الناجحة إلى جانب العسكرة هي مال وعقل وسياسة. الواقع يفرض على قوى المعارضة والثورة تطوير تفكيرها وتغيير الذهنية التي تعالج فيها الأمور لمواجهة الحرب الشرسة ضد الشعب السوري، ووضع استراتيجية طويلة تبني فيها التفاهمات والشراكات والحلفاء، وتستخدم التكتيكات المناسبة لاستيعاب ما ينجم عن تطورات الحرب الدولية على الارهاب في سوريا ، وما تخلفه من نزاعات؛ خصوصا، أن تقسيم سوريا وتفتيتها سيكون من نتائجه نزاعات عالمية وانقسامات سياسية وجغرافية...
لكسب الحرب لا يكفي أن يكون المحارب نبيلا صاحب حق وشرعيّة؛ فالفوز يدعمه إدارة سياسية وإرادة دولية. وما يجري تدواله من قبل المعارضة والثورة لتسويغ بطلان الحرب على الإرهاب في سوريا ومناشدة النظام الدولي ومنظوماته الرسمية لإيقاف الحرب الظالمة التي يشنها النظام الأسدي وروسيا إيران على الشعب السوري لا يجدي نفعا بهذه الأدبيات، فمهما استعملنا من أدلة وإثباتات لدحض الوجهة الناقصة والقاصرة لهذه الحرب الدوليّة تبقى النتيجة رهن اصحاب النفوذ في المجتمع الدولي.
الإرهاب جريمة، لكن، مانفع أن نقول أن الإرهاب جريمة ونكافحه، مادام هناك من يشرعن بقاءه ويقويه ويدعم حاضنه الأساسي؟. نظام بشار الأسد مع إيران وروسيا مارسوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهكوا قوانين دولية؛ فهل من قوة دولية ردعتهم؟ تنظيم داعش إرهابي، وقد حارب السوريين بوحشية. لكن ماعاد يكفي معه تحميل المسؤولية لمن أوجده ومكّنه ووسع له في الأرض؛ فالأجدى خلق آليات عمل لتقويض أهداف وجوده الدموي المتمثلة في تسويغ محاربة الثوار وقوى الثورة والمعارضة وإيجاد قواعد عمل تخريبية تدعم مصالح أنظمة إقليمية وعالمية؛ لإجهاض مبادرات المشروع التحرري العربي النهضوي، خصوصا حين يجري قتله في هويته العقائديّة، بتنميط دين وتعميم الإرهاب والوحشية عليه ضمن مخطط لإبقاء السيطرة الاستعمارية وتسويغ كسر رؤوس من يشقون الطاعة على الطغاة بحجة محاربة الإرهاب. وحين يتزامن نفوذ داعش مع عدوان متسع لجماعات كردية معيّنة ذات صبغة عنصرية عصبوية، أسهمت الأنظمة نفسها، في تقويتها وتحريكها، لتمزيق سوريا بمحاربة الإرهاب والدفاع عن حقوق الأقليات؛ فلا يكفي التوصيف بالتآمر والوحشية والظلم وانتهاك حقوق الإنسان ، بل البدء بالعمل المدروس على مواجهة سياسية فكرية منهجيّة متماسكة جريئة، تتصدّى لهذا العقل السياسي العدواني القائم على الهيمنة والتدمير.
المنظومة الإقليمية والدولية مازالت حتى الآن في ردها العلني على كل ما يقوم به النظام وحلفاؤه من جرائم واختراق للقانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية إما حذرة وباردة، اومخدّرة أو مشلولة، أو متفقة معه.. فتخبط أمريكا وغموضها، يزيد من الفوضى ، ولا قوة تردع روسيا التي تمارس بطيرانها سياسة الأرض المحروقة في سوريا، توازيا مع دعم إيراني عسكري عبر ميليشيات طائفيّة، ومع تقدم المجموعات الكردية الإرهابية وتنظيم داعش . تركيا وروسيا تحاولان عبر العلاقات الدولية والحوار واستخدام القوانين الدولية العمل، لكن ذلك لا ينفع مع وجود منظومة منع، ومع مواقف رفض للتدخل في سوريا. تركيا والسعودية متضررتان جدا من هذه الحر ب التي تهدد وحدة تركيا وأمنها وتهدد بقاء السعودية متماسكة، وكقوة إقليمية مؤثرة، لذلك جاء التحالف التركي السعودي لدعم المعارضة وضد بقاء نظام الأسد الذي جرّ الويلات على المنطقة. لكن التحالف، مازال، قاصرا ميدانيا على تغيير مجريات المعركة بسبب القيود الدولية والمخاطر الإقليمية في التورط بحرب كبرى تدميرية.
الوضع متأزم جدا، وكان يمكن حل هذا النزاع ، مبكرا لو بدأت الحرب على الإرهاب في سوريا بإسقاط نظام بشار ومنظومة حكمه الاستبدادي وميليشياته الطائفية المختلفة، ومن ضمنها داعش وقوى الفاشية كردية. بدل محاربة الشعب السوري ، وتوصيف نضاله بالإرهاب نتيجة داعش. الشعب السوري يقدم الضحايا بالملايين، وهو ليس مجموعات إرهابية ، وإن كان ظهر منه تطرف وتشدد فردة فعل على ما جرى ويجري بحقه من مجازر فظيعة.
لفوز الحرب لن يجدي أن نقنع العالم بشرعية قضيتك، فالقوة والهيبة أشد تأثيرا في مسار الحروب من صواب الحق وحجة المنطق وشرعية المبدأ. لذلك لا بد من مراجعة مكامن القوة على الأرض وإعادة تشكيلها لتكون مجدية. أما بناء الهيبة؛ فيكون بعمق العقلية السياسية ونضجها وحيويتها مع ثباتها على أسس وطنية وثقافية. الغرب يلجم اي تدخل عسكري ضد منظومة الاسد، خوفا من تصاعد قوة الثورة التي قد تغيّر في معادلات المنطقة، وخشية من حرب شاملة؛ فيتوارى وراء الحلول السياسية؛ مقابل روسيا التي تعرقل كل حل سياسي لا يفرض شروطها ، وتعمل على تأزيم الصراع مع الغرب والضغط بشدّة على تركيا. الواضح أن الحرب على سوريا تتوسّع وقد تزيد في ساحة النزاعات، وقد تتطور نتيجة تهور غير محسوب إلى حرب عالمية تتصادم فيها الامم والدول على نحو أوسع وأشمل؛ لكنّ الصورة غير مكتملة فلا يمكن أن الحكم على الأمر بسهولة. فصعب تخيل العالم بدقة في المستقبل رغم كل ما يقال عن تقسيم واتساع حرب. فنحن قادرون، فقط، أن نرى العالم وفق ومعطيات واقعنا المحدود والمعلومات التي بحوزتنا. وكل شيء في النهاية متحيز لمنظور ما أكثر من ان يكون حياديا. وضمن حالة الفوضى القائمة والغش في نقل المعلومات حتى من قبل وسائل إعلامية كبرى كانت تعتيبر ذات مصداقية، يصعب معرفة اليقين والتنبؤ الدقيق..
ومع ذلك فقوى الثورة السورية والمعارضة، رغم كل هذا الألم والظلم والخسائر، ملزمة بالسعي وراء تحقيق أهداف الشعب السوري وطموحاته منعا للانهيار والسقوط. الإرادة الفاعلة، ستغير حتما في الواقع ؛ فما يحدث هو كارثة إنسانية بحق الشعب، والمنظومة الدولية تسهم بنصيب كبير فيها. وهذا الفراغ لمرجعية سيادية على الارض، مع الحجم الكبير من القتل والتدمير، سيؤدي إلى هيمنة تنظيمات ذات صبغة دينية وقومية متشددة قد تسهم في تعميق العنف والصراع والفوضى، وتكون مادة دسمة لصناعة الإرهاب..
المعارضون والثوار السوريون أخطأوا منذ البداية عندما عملوا بوحي أنّ لدى أمريكا والغرب خط عمل واضح لدعم الثورة السورية وإسقاط نظام بشار وقرأوا التصريحات الغربية والأمريكية المتناقضة خارج سياق التاريخ والواقع والمنظورات السياسية. أمريكا لديها استراتجيتها، وكذلك الغرب الذي يسير في ركبها و وروسيا أيضا، لا يعنيهم دعم بشار أو اسقاطه إلا بقدر ما يخدم ذلك النظام استراتجياتهم ومصالحهم وخطوط سياساتهم. الكل يحارب الان في سوربا بالوكالة ولأهداف خاصة، وهجمة حضارية شديدة، لذلك لا يمكن للعمل السياسي السوري النجاح من دون رؤية تاريخية واستشفاف أصيل وبناء مقاومة شاملة واقامة خطة متوازنة غير تقليدية تاخذ بعين الاعتبار رؤى القوى الاقليمية والمواقف االدولية وخلفياتها، وتشرك النخب المختلفة في صناعة القرار والعمل ضمن تشاركية في خط سياسي داخلي وخارجي واضح المعالم متفق عليه، لقطع الطريق على روسيا والنظام والعالم الذي يستغل كل قوى الإرهاب لضرب الثورة وتفتيت المنطقة، ولا يمكن بالمقايل إنجاز هذا الخط من دون توحيد الفصائل في جيش وطني يرفع راية وطنية.
د. سماح هدايا



#سماح_هدايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب استنزاف من أجل الحياة
- تفسيرات غير محيرة
- كيف سيخرج الشعب من عنق الزجاجة؟
- السّؤال المتبقي
- النكبة بالكرامة الإنسانية قبل نكبة العروبة والإسلام والأقليا ...
- فعل ثقافي وفكري ومجتمعي في عقد سياسي
- عامنا الجديد ...صراع حياة ...
- التطرّف مكنون السلطات الاستبدادية
- هل يحتاج الأمر فصاحة وذكاء حتى نعرف أبسط الحقوق؟
- سياقات مجزوءة من زمن متجمّد
- ثنائية التضاد والتوافق-الأمة والأقليات-
- هل يمكن أن تبقى قضايا قضايا المرأة خاصة ومعزولة عن السياق ال ...
- أسئلة في الهوية والثقافة
- صناعة الحب في زمن الحرب
- مدخل في سياق المواطنة
- جراحهن أوسمة
- عقليّة صائدي الهنود الحمر
- التغييرات الثورية تقتحم واقع المرأة وتبدله
- الإيمان القبيح عندما يصبح علامة تجاريّة لترويج بضاعة السلطة
- التغيير استحقاق وهو قادم


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماح هدايا - الحروب وصور جديدة