أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - مواويل على مقام العشق والغياب














المزيد.....

مواويل على مقام العشق والغياب


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 02:47
المحور: الادب والفن
    




مواويل على مقام العشق والغياب
1-
أسكن في هامش الهامش، بيتي من حجر الغياب، وسقفي من حائط النسيان.
هناك ،أبني قصائدي مثلما تبني العصافير أعشاشها بعيدا عن الصداع،جسدي منفى لمعناي،أداعب الحروف بين أصابعي،فأشم رائحة التراب،وعطر الأرض،ألاعبها فأسمع زغاريد الماء،ونواقيس السحاب.
أكتب للغرباء مثلي على هذه الأرض الوفية لأحزانها،أملأ وريدي بنحيبها،مثلما أملأ سلال الورد بنشيدي الزاحف على حواف القلب،يفاوضني صمته،ويفرغني من ضجيج الطرق وهسيس المسافات.أكتب لأختبر قدرتي على احتمال الصمت،أسمح للفراشات أن تعبرني صوب حقولها الساكنة غدير الروح،ألوح لها بيدين واثقتين،بريئتين من دم الكلمات،وأهش على النار بداخلي كي تتأجج عشقا،فأنا سليل الهباء،أتبع أقدامي خلف آثارها،لأجرب حظي مع التذكر،ولأمرن حاسة الحلم،وأنفخ في الماء لأصادق الريح.
أكتب لأحفر عميقا في جسدي،
أتجرع مُرَّ القصيد ،
بيدين مملوءتين بصبيب الأرق الذي يحفره المجاز لي،
تحت خيمة المعنى.
2-
أنا الذي صرخت،لا تقتلني مكتوم الأنفاس،دعني أستنشق موتي،دعني أراك بعينين شاخصتين،بدموع تغسل مناديلها بدمي،لا تتوغل عميقا في قتلي،دعني أشم حليب الموت،أتذوقه قسطا قسطا،أخلطه بين فتات لعابي،أسكنه بين تجاعيد العمر المنفلت من بين فتحات السنوات،فلي الفراشات التي رافقتها صوب حدائق الكلمات،لي هديل الجرح،وخلوة المعنى.
لا مكان لي في هذا المكان سوى هامش هذا المكان،أملأني بزرقة الحلم، وأمكر بالضباب،أفشي سر العشق لقصيدة تكتبها الروح،ويشربها جسدي،وأجرب حظي مع الغيم،لم تعد لي أحقاد اتجاه الريح،فمازلت أدفع فاتورة اليتم من جسدي،أنزف كلما ضحكت،كل الأوطان تنكرت لدمي إلا وطن الآه،كبرت مشدودا الى حقول الشوك،وترنحت بين أسفار جبران ،وحكايا ابن خلدون عن رحلة الأجداد،تجولت في حقول البارود،وسمعت صراخ الغيب،مليئة بالأعطاب ذاكرتي،وعيناي محاصرتان بين غيم ورماد
3-
أنا لا أفتل مجدا من قطن الريح.
أفتح عيناي على سماء مزركشة بندوب الورد،وأبدأ نهاري من آخر درج في مقام الذكريات،أسمع زغاريدا من هناك،من أقاصي الموج الذي رممته يد"الحلم لي"،فأمشي إلى جسدي عاريا مني،لعلي ألمح وجهي منقوعا في ظل ماء،أبحث عني في حرقة الحزن الذي تركته الطفولات لي،في مرايا مدن تتمتم بهواجسها،وتغزل ضفائرها بزيت الخسران،بعد أن توسدت هديل قصائدي،أحملني على كف غيم،لعله يطاوعني ،فأبني وطنا من نسغ الماء.
لي في الوجع شهيق حلم،
يفاوضني على التيه،
ووجه امرأة أكتبها بياضا على خصر القصيدة،
أعلقها تميمة عشق على دالية الشوق،
4-
لا قصيد يشبهني في تقويسة الحاجبين،في الحزن في العينين،كلما هربت إلى الصمت سمعت أناشيد موتاي،آتية من مقابر منسية داخلي،وأصوات أطفال تراوغ يتمها في أزقة مليئة بالفراغ،أعبرني الى دهاليز الوقت،أقفز من فوق متاريس الأنين،ومن على شرفات بللت زجاجها بالدموع،أعبرني حاملا ظلي،أحتمي به من عقوق الزمان.هاأنذا كلما كبرت اشتعل الحنين إليَّ،في ذاكرة طمرتها الخسارات،ها أنذا أبيع مدني الحمقى لوهمي،وأبقي ليَ الصحراء،ألهو فيها مع الريح ،مثل فراش جريح،تسحبني الريح من نعاسي الى حضنها،فأركب غيمها،كأني أطير بأجنحة نمت فوق أصابعي،كأني أعيد اكتشاف ملامحي عالقا بين السحاب ،كلما مررت بنهر رأيت الماء يهتف لي تعال،تعال،ورأت غزالة الحلم تستحم عارية من أحزانها.
أكبر في حلم يقيني عياء القلب،في قصيدة يكتبها التأمل في الرمل،والإنصات إلى الصمت،في زغرودة تمنحني نقاءها،وتخصب في دمي سنابل الحنين إلى وجه يسرقه البياض من الذكريات،أكبر في عيون توسدت طراوتها،ونفضت مناديل الحزن على قصائدي،فجئت عابرا كالظل،أكبر في مواويل فركت ضفائرها بالشوق،وأرى صورتي مصقولة بماء الريح.
5-
لا شيء يشبهني سوى حزن الليل على الليل،لا شيء
يطربني سوى عصافير القصيدة التي تسكن حدائقي السرية،لاشيء
يسليني سوى حفيف شجر في صباح الصمت،لا شيء
لا شيء يسكرني سوى بلح عينيك العسليتين،لاشيء
يسكنني سوى صمتك الناعس ،لاشيئ
أعرف شجر الورد من رائحة نهديك،
أعرف حزنك من إلتماعة عينيك على شاشة قلبي،
أعرف طقس العشق فيك من صمت الحروف على شفتيك،
أعرف الآه فيك كموسيقا منحوتة على تقاسيم الغياب،
فأنا هش كجسد الفراش،
أشبه النسيم حين يمر على العاشقين،
أشبه مضغة الرائحة المعطرة بالحلم،
أشبه المطر البريئ
حين يطرق سقوف القلب،
وينام على ساعديك،
أتيه في تفاصيل عينيك الماردتين،أغتسل في نقائهما،وأعرج على ضحكة تنحتها شفتاك،فأنسى يدي معلقة على جدار الريح،مفصولا عن الكلمات،وحده الصمت بيننا يرخي ظلاله في فجوات روحين يعبث بهما الشوق،أمشي إليك عبر همس المسافات،وهديل البوح الماطر صمتا،لا سبيل إليك سوى القصيدة التي تكتب هذيانها بعيدا عن كلام الحواس،وصداع الأنين الصاعد من وحشة الليل،أتعرى أمامك من حزني،لألبس حزنك،وأمضي ثانية إلى عينيك.
6-
ما أجملنا في الحلم،
عاشقين يختليان في مقهى قصيدة تكتبها الحواس،
ينضجان فاكهة العشق على شجر الذكريات،
ويشعلان وقود الحنين إلى طفولة الحب.
ما أجمل الأصابع التي تتهامس أمام عيون الظلال،
تكتب عشقها بنسغ الشوق،
ما أجمل الهواء الذي يعبر بين الشفاه،
يسقي عشبها،
ينبث كلماتا على ورق الهمس،
ما أجمل الصمت الذي يترجل سيقان الغياب،
ويملأ نا بياضا طريا كعشب النشيد
ما أجملك فراشة زرقاء في سماء القصيد.
عبدالله مهتدي ،اسفي 2016



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشتاقني مملوءا بضوء الحلم
- تمزقات
- أفكر بدماغ فراشة
- ستنعيك الفراشات في تراتيلها
- أحيانا أقطف النعاس من عيون الليل
- الشجرة
- على صفحة ماء
- الى :س
- بلاغة الجسد وعنف التحول في رواية-الطلياني-لشكري المبخوت
- قليل من الورد في الجرح يكفي
- هايكو
- محاولة في التعريف بكتاب-القوات المسلحة الإيديولوجية--التحالف ...
- نمنمات شعرية
- فسحة الغائب
- الابداع الفني لا يناقش بمنطق المقدس/المدنس
- أغاني الحداد والشهادة
- مثل بصار خذلته مرآته
- قالت لي الفراشة...
- حول مشهدنا الثقافي
- قلت للفراشة


المزيد.....




- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...
- كل ما تحتاج معرفته عن جوائز نوبل للعام 2025
- -سلام لغزة-.. الفنانون العرب يودّعون الحرب برسائل أمل وتضامن ...
- فيلسوف العبثية والفوضى يفوز بجائزة نوبل للآداب
- سلسلة أفلام المقاطعة.. حكاية المقاومة السلمية من الجزيرة 360 ...
- إيقاف نجم الفنون القتالية ماكغريغور 18 شهرا
- نار حرب غزة تصل صناعة السينما الفلسطينية والإسرائيلية
- المجري لازلو كراسنهوركاي يفوز بنوبل للآداب 2025
- آباء يأملون استبدال شاشات الأطفال بالكتب بمعرض الرياض للكتاب ...
- حضرت الفصائل وغُيِّب الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - مواويل على مقام العشق والغياب