عبدالله مهتدي
الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 11 - 01:50
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
الشجرة
(وحده القارئ ومكر الصدف يتحملان مسؤولية كل تأويل مغرض)
كانت الشجرة المنزوية في ركن الشارع المقفر وحيدة تقاوم الصقيع والريح، تارة حالمة بصباح سيغسل المدينة من أحزانها،و أخرى ،مترنحة شوقا، منقادة بفضول حارق لكشف سر قطعة الضوء اللامع من حين لآخر،فوق إسفلت الشارع المقابل.
زحفت بحذر شديد، اقتربت، اقتربت أكثر فأكثر، لم يكن ذاك الشيء اللامع ضوءا كما خمّنت، كان بقعة دم، كلما انعكس على خدها المورد ضوء القمر البعيد، ازدادت بريقا.
لم تستطع الشجرة وهي تتأمل بقعة الدم، أن تواري دمعة حارة سقطت على الأرض، بعد أن تزحلقت على أغصانها، ثم ما لبثت أن تذكرت تلك الوحوش الضارية التي كانت تنزل بهراواتها السوداء، على أجساد تصرخ، وأنفاس تتقطع.
مدّت جذوعها حول بقعة الدم، عانقتها، وشوشت في أذنها بكلام لم تسمعه سوى الريح، وذاك القمر الذي بدا حزينا وهو يقاوم غيما جاحدا..ثم صارت أوراقها حمراء، غرست جذورها عميقا، قررت أن تمكث هناك، وألا تسترجع خضرتها حتى يأتي الربيع.
#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟