أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - الابداع الفني لا يناقش بمنطق المقدس/المدنس















المزيد.....

الابداع الفني لا يناقش بمنطق المقدس/المدنس


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 4828 - 2015 / 6 / 5 - 21:15
المحور: الادب والفن
    





الإبداع الفني لا يناقش بمنطق المقدس/المدنس
حول شريط"الزين اللي فيك" لنبيل عيوش
1-
ماهذه الشكيزوفرينيا الرهيبة؟
لم أجد سوى هذه السؤال لأعبر عن استغرابي من الموقف الذي ساد مناقشة فيلم /أو لقطات من فيلم نبيل عيوش "الزين اللي فيك"،هذه المشاهد التي أشعلت حربا طاحنة على مواقع التواصل الاجتماعي،وفي الساحة،وبشرت باصطفاف مجتمعي آخر ،ظاهره مشاهد ولقطات،وباطنه صراع حول قيم وتصور مجتمعي ،وكأننا قد عدنا بالمجتمع إلى سنوات الصراع حول"الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية"والتطاحن حول مدونة الأسرة،وتقسيم الإرث بالتساوي ،وقضية الإجهاض،وفي كل هذا يبدو أن المرأة/الجسد هي" موقدة نار الفتن" بين أطياف المجتمع وهي في نفس الآن حطب هذه النار.فالمرأة تلعب قطب الرحى في هذا الصراع ،والانتصار في القضايا الكبرى التي ترتبط بها هو المحدد للمآل الذي يمكن أن يتخذه التطور المجتمعي،سواء في اتجاه النكوص،أو في أفق التقدم.
2-
إن من أهم أدوار الفن هو الكشف والتعرية والسؤال،بأدوات فنية لا تحيد عن شروطها وأساساتها،فحتى الواقعية في السينما لا تحيد عن هذه البديهيات،بل إن الآلة الفوتوغرافية،لاتنقل الواقع كواقع،بل الواقع ثابتا في زمن الصورة.إننا حين نكون جالسين لمشاهدة فيلم ما ،فالفيلم الحقيقي هو الذي يدور في أذهاننا،حسب حمولاتنا الثقافية،وموروثاتنا الفكرية،تماما مثلما عندما نكون أمام اللوحة التشكيلية،فهذه الأخيرة بزخمها الفني،بخطوطها وألوانها وأسطحها..هي ما يتحرك في دواخلنا،وما يجول في تفكيرنا،فحمولتنا الفكرية والثقافية هي ما يحدد ما نراه،أو مانريد أن نراه،فالجسد الأنثوي في اللوحة التشكيلية يمكن أن نرى فيه ما نرى حسب تمتلاثنا الثقافية لهذا الجسد،نفس الشيء مع الفارق في طبيعة اللغة الفنية ينطبق على الشريط السينمائي،أو الرواية.....
3-
إن الجسد الأنثوي كان دائما مثار جدل داخل المجتمعات العربية الإسلامية ،الموصومة بثقافة المقدس/المدنس،الستر/الكشف،الخضوع/التمرد،الانقياد/العصيان،بل ان الجسد الأنثوي كان موضوع حرب البلاغات والصراعات والخلافات،بل حتي المحاكمات،كلما كان تيمة لأشكال التعبير الفنية الحديثة،خاصة تلك التي تستعمل الصورة المرئية أوالمكتوبة ،كأداة للتعبير الفني.
فيلم "الزين اللي فيك"لنبيل عيوش،لم يخرج عن اطارهذه المقدمات،فالمشاهد الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي،وتصريحات صاحب الشريط،ورد الفعل الشيزفريني المناهض،كل ذلك يوحي بحبك جيد لخيوط أزمة مفتعلة،علما بأن المجتمعات التي تشبه مجتمعنا،تعيش على ما يعرف بصنع الأزمات المفتعلة،لتوجيه مسار الأحداث،للتغطية على فشالات ما،لتمرير سياسات عمومية فاشلة.وفي ما يخص فيلم نبيل عيوش ،فالحملة المناهضة للفيلم تزامنت مع:
أ – انطلاق مهرجان "موازين".والرغبة في تسجيل ضربة استباقية لتقليص نسبة"العري"الأنثوي.
ب- انطلاق انتخابات اللجان الإدارية المتساوية الأعضاء،وانتخابات ممثلي المأجورين.
ج- الاستعدادات لانتخابات الجماعات الترابية.
هذه الظروف التي تستدعي من الجهات المحافظة،جمع لحمة تحالفاتها،وتجييش أتباعها،خاصة بعد ما مر بها من خلال معركة الإجهاض،وقضية"زواج الوزير بالوزيرة"،تم التعديل الحكومي،فغالبا ما يلجأ هذا الاتجاه المحافظ إلى رص صفوف الأتباع باستعمال حرب القيم،والدين والأخلاق،التي يجيد كيل الضربات على أرضها لخصومه.
لقد أعطي فيلم نبيل عيوش فرصة تاريخية للتيار المحافظ لجمع الصفوف،وخوض المعارك القادمة تحت راية مواجهة دعاة "التفسخ الأخلاقي"،"والانحلال القيمي"،"والمجون"،وبهذا تعود نعيمة الى عاداتها القديمة،في خوض المعارك بصدد أشياء ظاهرها نقاش حول لقطات ومشاهد فيلمية،وباطنها صراع محتدم حول الثالوث الرهيب ل-بوعلي ياسين-"الجنس والدين والسياسة".أي الحرب الخفية لملئ المواقع،وكسب المساحات.وحدها المرأة مغيبة في كل هذا الانحدار والسقوط كفكر وطاقة خلاقة وعطاء مبدع،وحاضرة كجسد،وحدها المرأة/الجسد يرتهن عليها كي تكون حصان طروادة.وحدها المرأة /الجسد يراد لها أن تشيأ في سوق نخاسة الثقافة الذكورية.
4-
الإبداع الفني هو ابن الدهشة والصدمة والسؤال،ولكي يكون كذلك لابد له من شرط الحرية.أما ثقافة المنع فإنها لاتحل مشكلا ،لأنها هي المشكل حين تمارس سلطتها على الفن،ولأنها لغة عقيمة في زمن الشبكة العنكبوتية ،ووسائل الاتصال والتواصل الحديثة،علما بأن الابداع الفني سواء كان شريطا سينمائيا أو رواية أو مسرحية......ليس مسؤولا عن القراءة التي ينتجها المتلقون له،فالمرأة في السينما ليست مجرد أرداف جميلة،وسيقان عارية،وأجساد طافحة بالشبق،والقراءة المبتسرة والعقيمة هي التي تقف عند "ويل للمصلين"،دون أن تمتلك الأدوات اللازمة لطرح الأسئلة ، والعدة الفنية لمقاربة اشتغال النص/الصورة على الراهن بتعقيداته وتشعباته وتمفصلاته مع التاريخ والسياسة والاجتماع .......إن العمل الفني لا يناقش بالمعايير الأخلاقية ،لأن هذه المقاييس تحصر التأويلات المتعددة في مساحة ضيقة ،خانقة ،رمادية،طرفاها المقدس/المدنس،وبهذا تعدم إمكانيات القراءة المتعددة على حساب القراءة الأحادية،القراءة المفصولة عن شرطها الفني،وعن بلاغتها الجمالية.
لاأحد من هؤلاء الذين رفعوا أصواتهم تنديدا بشريط"الزين اللي فيك"،تكلم عن الزاوية المنخفضة للتصوير،أوالزاوية المنخفضة،أو المائلة،بمعنى درجات اللقطة،لاأحد تكلم عن حركة الكاميرا،من البانوراميك الى الترافلينك،لاأحد تكلم عن طريقة الربط بين اللقطات،أو الوصل عبر الديكور،أو الملابس،أو الحركة،أو الصوت.....،لاأحد تكلم عن التوليف،الإيقاع،الإنارة،التأطير،......هل اللقطات التي جاءت في الشريط فرضتها الضرورة الفنية،أم هي مجانية تروم خلق جاذبية ما على حساب المرأة/الجسد،القضية/الدعارة؟أيمكن الحديث عن فرضية وجود أياد خفية حركت حملة مناهضة الشريط من خلف الستار،مستعملة شعارات "الأخلاق" ،و"الانحراف"،و"الشذوذ" ،و"خدش سمعة البلد"......للتعمية على المستفيدين من واقع "السياحة الجنسية"،وشبكات "الدعارة الراقية"،و"المتاجرة في الجسد"؟من هو أولى بالمنع والمحاكمة،شريط سينمائي يفضح واقعا يعلو ولا يعلى عليه،حسب رؤية فنية قابلة للنقاش،أم أصحاب الأصفار على الرؤوس،وروائح البترودولار،والأموال المغموسة في الدم؟
انها أقسى وأقصى درجات العقم.فقذارة واقعنا لا يمكن أن يغطيها غربال الشكيزوفرينيا الرهيبة،لقد كان على البعض أن يصمت صمتا صادقا،أو كما قال مظفر النواب،فيما معناه أن لحظة الصمت أعظم ،إن صدقت.........





#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغاني الحداد والشهادة
- مثل بصار خذلته مرآته
- قالت لي الفراشة...
- حول مشهدنا الثقافي
- قلت للفراشة
- تقاسيم الى وردة البوح
- لعبة الأسماء الماكرة
- درس الحواس
- حكاية بغل
- ضحك الكلام
- تمضي الى وجع رممته الريح
- أتذكر ..يا أبي!
- لعلك الآن تسكنك وحشة الأمكنة
- حين..ستهجر الفراشات الزقاق
- سوريات
- لست حاطب ماء
- عن البوح الذي يملك أجنحة طائرة ويمنحنا الحق في الحلم
- قصتان
- سأختار طريقا أسهل
- شجر الحديقة


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - الابداع الفني لا يناقش بمنطق المقدس/المدنس