أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - درس الحواس














المزيد.....

درس الحواس


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 23:27
المحور: الادب والفن
    





قصة قصيرة
درس الحواس


"أن تعبر الفردوس في الأحلام وتجني وردة، فهذا أمر جميل، لكن الأجمل منه،أن تصحو والوردة في يديك "
لويس بورخيس





سأل المعلم التلاميذ أثناء درس "حاسة الذوق"، عن عدد حواس الجسم.
انهمك التلاميذ في عد حواسهم إلا تلميذا كان كثير العزلة، صموتا،رفع أصبعه عاليا،مسح المعلم بعينين لامعتين الفصل، ثم أشار إليه بالجواب، قال التلميذ :
-عدد حواس الجسم ستة.حاسة الشم، حاسة اللمس،حاسة النظر،حاسة الذوق، حاسة السمع، حاسة الحلم.
مات التلاميذ ضحكا، غرق التلميذ في صمته، كان كمن يحفرفي جسده عميقا، كي يخفي وجنتيه اللتين علاهما الخجل، وأذنيه اللتين احمرتا...
ران الصمت داخل الفصل، أعجب المعلم بجواب التلميذ، حياه واقفا، صفق كثيرا، نادى عليه، أوقفه جنبه يشيد بفصاحته، اغرورقت عيناه دمعا...انفتحت أسارير وجهه، استعاد توازنه المفقود.

قرر أن يكتب إلى من يهمه الأمر رسالة في الموضوع :
"السيدة الوزارة المحترمة،
بعد التحية و التقدير،
لقد استرعى انتباهي،وأنا أتدارس مع فلذات أكبادنا "درس الحواس"،في مقرر هذه السنة،أن الكثير من المعلومات ، لا تفي بالغرض ، مما سيعرض الأجيال الحالية واللاحقة إلى أعطاب تاريخية فادحة، فأي معنى لحاسة الذوق،في غياب التربية على الذوق؟ولماذا حجزنا حاسة اللمس في تفجير شهوات ما تحت البطن وما تفيد حاسة النظر إذا لم نقم بتنمية بعد النظر؟،ولماذا لم نحفز حاسة السمع على الإصغاء لما يقول المطر للشجر،لما يوشوش به الماء لظله،أو لما تهمس به العصفورة لجديلة شمس شاردة؟
ولعمري،فإنها لكارثةعظمى، تجاهل حاسة سادسة اسمها الحلم، ونكران أثرها في شروق شمس الخيال ، وفي رسم الأفق.
فمن المسؤول عن إصابة حاسة الحلم بالعطالة والعطب؟من قتل هذه الحاسة فحكم على عالمنا العربي بالتيه والفقر والخوف والجوع؟من جعل الخراب يعشش في دواخل أطفالنا،فامتطاهم اليباس،وارتداهم اليأس،وشبت العتمة في رؤوسهم؟
من غير حاسة الحلم يمنح للريح شكل طائر،
وللأرض حجم برتقالة،
وللشجر جسد قصيدة تنتصر على الخراب؟
من يعيد تشكيل الزمن حروفا من ماء؟
من يفتح العين والقلب على اللون والضوء؟
من يركض بنا خلف طفولاتنا التي طمرها الوجع ،وأجلاها الصمت؟
من يعبث بنا فوق سرير الأسئلة لنعيد اكتشاف ذواتنا؟
من يحرس ورد هواجسنا المستحيلة؟
من يبني في دواخلنا متاريس العشق،
وأناشيد الشوق إلى وطن يقتطعه الصمت منا؟
من يهزم الخراب الذي تلوح تباشيره في الأفق؟
من؟ ومن؟ ومن...........؟
لهذه الأسباب،ولأخرى دونتها في أبحاثي الكثيرة حول
حاسة الحلم، ولم تجد طريقها الى النشر بفعل الرقابة
الصارمة،أرجو من السيدة الوزارة المحترمة،
أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية ،في إعادة كتابة
" درس الحواس".
ولكم واسع النظر،

والسلام."



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية بغل
- ضحك الكلام
- تمضي الى وجع رممته الريح
- أتذكر ..يا أبي!
- لعلك الآن تسكنك وحشة الأمكنة
- حين..ستهجر الفراشات الزقاق
- سوريات
- لست حاطب ماء
- عن البوح الذي يملك أجنحة طائرة ويمنحنا الحق في الحلم
- قصتان
- سأختار طريقا أسهل
- شجر الحديقة
- حديقة المعنى
- شوق
- أعطاب -أمريكا-في مرآة بوكوفسكي
- مرثية الى صفرو
- لايليق بالقصيدة أن تكون مسكنا للقتلة
- سيرة غياب
- زغاريد لتيه
- حركة 20 فبراير بين المتخيل الروائي والمقترب النقدي


المزيد.....




- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - درس الحواس