أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - سيرة غياب














المزيد.....

سيرة غياب


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 23:04
المحور: الادب والفن
    


سيرة غياب
الى الحاضر أبدا أحمد بن جلون
1-
يا قلب لا تلم دمعي إن جرى بين الشفر والخد
كان أحمد دنيا بكاملها من المهد لآخر اللحد

2-
في التلال القريبة من مدريد
كان أحمد يمسح جبين وردة
من دموع الحدائق
ويحكي ل"محمود" الذي سكن حواف القلب
حكايا عجرية
ثم يهدهد بالبلاد سرير الحلم

في التلال القريبة من مدريد
كان أحمد يعد ثلاثا وسبعين حلقة
في مشهد يرتع بالغياب
على ركح دار المقري

في التلال القريبة من مدريد
كان أحمد يلقي على البنادق التحية
ملوحا للفراشات التي سكنت ظلال الرصاص
حبيبتي الأرض
يقول أحمد في دار المقري
فتخبئه الأرض في كمها
تحميه من رصاصة تبحث عن قتيل
كان القاتل نفسه القاتل
مدية في ورق الليل
رصاص لامع يختصر المسافة
بين وردتين
خنجر يحرث الريح
يزرع الحنظل
على كفوف الماء

في التلال القريبة من دار المقري
كان أحمد يسائل بلادا نبتت على ضفاف القلب
ألم تعرجي على الحوانيت التي باعت
مناديلي الملآى بالرثاء
ألم تنصتي لإيقاع اليتم في حناجر الصمت
يا بلاد"ي" التي بددت أناشيدي على الريح
طمرت في لحم أحزاني سنابلها
نثرت ماء الدموع على جفون الجرح
ستعرفين أيتها البلاد
أني مشيت كأني أطير
وأني حلمت كأني أرى
وأني كأني أغني
أدمنت حرفة الحزن
ستعرفين حين ستزهر على كفي الوعود
كما يتكور بين أصابعي الوقت
أقطف القمر عند الظهيرة
وأدعك جدائل الشمس بدمع الرفاق
أفتل ضحكة في عين الفراغ
أتحاكى مع الماء
أعيد للعشق رعشاته
وأفشي سر دار المقري
للعصافير التي سكنت نحيب المناديل
ستعرفين..............................
كم من كراريس ملأتها بالنجوم
مد في بني مظهر كنت طفلا
أداعب أجنحة النهار
أمرغ لحية الوقت
في تراب المجد
لأعبر رفيقا للمعامل
على كتفي قمح السؤال
على كفي الأرض المغسولة بالحزن
حيث سيكبر خبز الحلم
بعيدا عن تلال مدريد
ودار المقري.

3-
"إننا لا نستطيع أن نكون دائما أبطالا تحت التعذيب"
هكذا صاغ أحمد شهادته عن رحلة البطش.
كان أكبر من الأحلام التي سكنته أسفارها، في رحلة البحث عن وطن مثخن بالجراح.وطن يمارس مكره على عشاقه كلما أمعنوا في العشق.
لطالما كان أحمد يعدو خلف "حماقاته" غير آبه بالريح.
لطالما كان يلامس وجنة العالم بيد داهشة،مثل طفل يكتشف الأسرار الصغيرة للضوء ويلهو بالظلال.
لطالما كان مثقلا بطيش الأفراح التي دفعته لكي يهيم في الأرض،من عين بني مظهر الى فلسطين،ومن مدريد إلى دار المقري،ماشيا مثلما يمشي الفرسان المنتشين بمجدهم.
لطالما امتشق عشب السؤال،وعطر العرق الخارج من جبين الطرق،وتجاعيد الحزن.
هو عبد المومن،أو حمدون القراص،أو أحمد،أو ما شئتم من الأسماء التي سكنته تباشيرها.
هو سفر خاص حيث يسهر الشهداء الذين سقطوا في" ساحة الشرف"،المهدي وعمر وبنونة وكرينة وسعيدة ورحال.....
كان الموت أضيق فوق راحتيه
كانت الحياة أوسع في حدقتيه.
..........................................................................................................كان أحمد يردد أن للذاكرة أيضا خياناتها.لكن للصدفة أيضا خياناتها،لها مكرها الخادع،لقد توفي أحمد عن سن الثالثة والسبعين،وهو نفس عدد حلقات السلسلة التي كان مربوطا بها عاما بأكمله،حيث وجد الوقت الكافي لعدها مرات،حسب شهادته ب"الصحيفة العددالتاسع والعشرون .2001 بتاريخ












#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زغاريد لتيه
- حركة 20 فبراير بين المتخيل الروائي والمقترب النقدي
- قصص قصيرة جدا
- الحلم


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - سيرة غياب