أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - راندا شوقى الحمامصى - المرأة مكانتها ومساواتها بالرجل















المزيد.....

المرأة مكانتها ومساواتها بالرجل


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 5097 - 2016 / 3 / 8 - 13:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا تفترق ملكات المرأة الرّوحانيّة وقدراتها الفكريّة والعقليّة، وهما جوهر الإنسان، عمّا أوتي الرّجل منهما. فالمرأة والرّجل سواء في كثير من الصّفات الإنسانيّة، وقد كان خَلْقُ البشر على صورة ومثال الخالق، لا فرق في ذلك بين امرأة ورجل. وليس التّماثل الكامل بين الجنسين في وظائفهما العضويّة شرطًا لتكافئهما، طالما أنّ علّة المساواة هي اشتراكهما في الخصائص الجوهريّة، لا الصّفات العرضيّة. إنّ تقديم الرّجل على المرأة في السّابق كان لأسباب اجتماعيّة وظروق بيئيّة لم يعد لهما وجود في الحياة الحاضرة. ولا دليل على أنّ الله يفرّق بين الرّجل والمرأة من حيث الإخلاص في عبوديّته والامتثال لأوامره؛ فإذا كانا متساويين في ثواب وعقاب الآخرة، فَلِمَ لا يتساويان في الحقوق والواجبات إزاء أمور الدّنيا؟
المساواة بين الجنسين هي قانون عام من قوانين الوجود، حيث لا يوجد امتياز جوهريّ لجنس على آخر، لا على مستوى الحيوان، ولا على مستوى النّبات. والظّنّ قديمًا بعدم كفاءة المرأة ليس إلاّ شبهة مرجعها الجهل وتفوّق الرّجل في قواه العضليّة.
عدم اشتراك المرأة في الماضي اشتراكًا متكافئًا مع الرّجل في شئون الحياة، لم يكن أمرًا أملته طبيعتها بقدر ما برّره نقص تعليمها وقلّة مرانها، وأعباء عائلتها، وعزوفها عن النّزال والقتال. أمّا وقد فُتحت اليوم أبواب التّعليم أمام المرأة، وأتيح لها مجال الخبرة بمساواة مع الرّجل، وتهيّأت الوسائل لإعانتها في رعاية أسرتها، وأضحى السّلام بين الدّول والشّعوب ضرورة تقتضيها المحافظة على المصالح الحيويّة للجنس البشريّ، لم يعد هناك لزوم لإبقاء امتياز الرّجل بعد زوال علّته وانقضاء دواعيه. إنّ تحقيق المساواة بين عضوي المجتمع البشريّ يتيح الاستفادة التّامة من خصائصهما المتكاملة، ويسرع بالتّقدم الاجتماعيّ والسّياسيّ، ويضاعف فرص الجنس البشريّ لبلوغ السّعادة والرّفاهيّة.
بينما تذهب العديد من التقاليد والأعراف الدينية والفلسفية إلى الاعتقاد بأن المرأة يجب أن تكون خاضعة للرجل في نواح معينة من الحياة الاجتماعية وحتى ان المرأة في درجة أدنى من الرجل ، أن المرأة لديها القدرات العقلية المساوية للرجل وفي المستقبل تستطيع المرأة إظهار طاقاتها لكي تحقق انتصارات في المجالات الذهنية والعلمية في جميع أوجه الشئون الإنسانية . إن السبب الوحيد الذي عرقل المرأة من أجل الوصول إلى هذا الهدف هو حرمانها من الفرص التعليمية والاجتماعية اللازمة . بالإضافة إلى ذلك فإن الرجال نظرا لقوتهم الجسمية فقد سيطروا على المرأة خلال عقود من الزمن وبذلك منعوا المرأة من تطوير قواها الحقيقية .
كان العالم في العهود السالفة أسير سطوة الرجال تحكمه قسوتهم وتسلّطهم على النساء بصلابة أجسامهم وقوة عقولهم وسيطرة شدتهم . أما اليوم فقد اضطربت تلك الموازين وتغيرت واتجه العنف جهة الاضمحلال ، لان الذكاء والمهارة الفطرية والصفات الروحانية من المحبة والخدمة التي تتجلى في النساء تجلياَ عظيما صارت تزداد سموا يومَا فيومَا . ولهذا في هذا القرن البديع جعل شؤؤن الرجال تمتزج امتزاجا كاملا بفضائل النساء وكمالاتهن . وإذا أردنا التعبير تعبيراَ صحيحاَ قلنا ان هذا القرن سيكون قرناَ يتعادل فيه هذان العنصران : الرجل والمرأة تعادلا اكثر ، ويحصل بينهما توافق أشد.

يقولون بأنّ النّساء لم تظهر منهن حتّى اليوم أمور عظيمة كالرّجال، لكنّ حجّتهم هذه ضعيفة واهية لا تتّفق وحوادث التّاريخ ولو كان لهم اطّلاع في التّاريخ لعلموا أنّ عظيمات النّساء في الأزمنة السّالفة قد قمن بحوادث عظيمة وكثيرات منهنّ في هذا العصر يقمن بأعمال عظيمة.
أن النساء والرجال كلهم متساوون في الحقوق وليس بينهم تمايز بأي وجه من الوجوه ، لأنهم جميعا بشر ويحتاجون فقط الى التربية فاذا ترّبت النساء مثل الرجال فلا شك مطلقا في أنه سوف لا يبقى أي امتياز ، لأن العالم الانساني كالطير يحتاج الى جناحين أحدهما الاناث والآخر الذكور ولا يستطيع الطير أن يطير بجناح واحد وأي نقص في أحد الجناحين يكون وبالاً على الجناح الآخر . وعالم البشرية مثلُ يدين فاذا بقيت يدٌ ناقصة تتعطل اليد الأخرى الكاملة عن أداء وظيفتها . وقد خلق الله جميع البشر ووهب الجميع عقلا ودراية ووهب الجميع عينين وأذنين ويدين ورجلين ولم يميز بعضا عن بعض . فلماذا تكون النساء أحط من الرجال؟ ان العدالة الالهية لا تقبل بهذا . والعدل الالهي خلق الجميع متساوين ، وليس لدى الله ذكور واناث وكل من كان قلبه أطهر وعمله أحسن فهو مقبول أكثر لدى الله سواء كان امرأة أم رجلا . وكم من نساء ظهرن وكن فخر الرجال مثل حضرة مريم التي كانت فخر الرجال ومريم المجدلية التي كان الرجال يغبطونها ومريم أم يعقوب التي صارت قدوة للرجال وآسيا بنت فرعون وسارة زوجة ابراهيم اللتين كانتا فخر الرجال وأمثالهن كثيرات . فقد كانت حضرة فاطمة سراج جميع النساء وكانت قرة العين كوكبا نورانيا ساطعا وفي هذا العصر توجد في ايران نساء هن فخر الرجال عالمات شاعرات مثقفات في منتهى الشجاعة . ولا شك أنكم سمعتم في عالم السياسة بأحوال زنوبيا في تدمر بحيث زلزلت امبراطورية الرومان حينما سارت وفوق رأسها تاج في حلة أرجوانية وشعر منثور وفي يدها سيف . وقد قادت جيوشها بحيث أوقعت الخسائر العظيمة بجيش عدوّها وأخيرا اضطر الامبراطور الى أن يحضر بنفسه الى الحرب وحاصر تدمر عامين وأخيرا لم يستطع أن يتغلب عليها بشجاعته . ولكن المؤونة نفدت منها فسلمت . فلاحظوا كم كانت شجاعة بحيث لم يستطع امبراطور مدة سنتين أن يتغلب عليها وكذلك سمعتم حكاية كيلوبترا وأمثالها .
ثم ان تربية النساء أعظم من تربية الرجال بل وأهم لأن هؤلاء البنات سيصبحن ذات يوم أمهات والأم هي التي تربّي الأطفال ، والأمهات هنّ المعلمّات للأطفال لهذا يجب أن يكن في منتهى الكمال والعلم والفضل حتى يستطعن تربية الأولاد وان كانت الأمهات ناقصات ظلّ الأطفال جهلاء بلهاء.
مّرت البشرية في العصور السالفة بمراحل من النقص والفتور لأنها لم تكن كاملة . فالحروب وآثارها قد أصابت العالم بآفاتها . ان تعليم المرأة سوف يكون خطوة جيدة نحو إنهاء الحروب والقضاء عليها ذلك لان المرأة ستستخدم كامل تأثيرها ضد الحرب … وفي الحقيقة فان المرأة ستكون عنصراَ رئيسياَ في تأسيس السلام العالمي والمحكمة الدولية . وبالتأكيد ستعمل المرأة على إنهاء الحروب بين الجنس البشري.

يجب على النساء أن تظهر للعالم الانساني بأن المرأة أكثر قدرة واتقانا في عملها وان قلبها اكثر حناناً وأسرع تأثراً من قلب الرجل وأكثر محبة لخير البشر وأكثر اهتماما بمعاناة الناس واحتياجاتهم وأشد صلابة في مقاومتها للحروب ومحبة للسلام . اسعوا حتى تصبح فكرة السلام العالمي حقيقة بجهود المرأة لأن الرجل أكثر ميولا للحرب من المرأة وبذلك يظهر تفوق المرأة ويتجلى من خلال خدماتها وفعاليتها في تأسيس السلام العالمي .
ان قضية تحرير المرأة ، أي تحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين ، هي مطلب مهم من متطلبات السلام ، رغم أن الاعتراف بحقيقة ذلك لا يزال على نطاق ضيق . ان انكارمثل هذه المساواة ينزل الظلم بنصف سكان العالم ، وُينمّي في الرجل اتجاهات وعادات مؤذية تنتقل من محيط العائلة إلى ميدان العلاقات الدولية . فليس هناك أي أساس ُخلقي أو َعَملي أو بيولوجي يمكن أن يبرر مثل هذا الانكار . ولن يستقر المناخ الخلقي والنفسي الذي سوف يتسنى للسلام العالمي النمو فيه ، إلا عندما تدخل المرأة بكل ترحاب الى سائر ميادين النشاط الانساني كشريكة كاملة للرجل .
ومما لا جدل فيه ان الجهل هو السبب الرئيسي في انهيار الشعوب وسقوطها وفي تغذية التعصبات وبقائها فلا نجاح لأية أمة دون أن يكون العلم من حق كل مواطن فيها ، ولكن انعدام الموارد والمصادر ُيحدّ من قدرة العديد من الأمم على سد هذه الحاجة ، فيفرض عليها عندئذ ترتيباً خاصاً تعتمده في وضع جدول للأولويات ، والهيئات صاحبة القرار في هذا الشأن تحسن عملا ان هي أخذت بعين الاعتبار اعطاء الأولوية في التعليم للنساء والبنات ، لأن المعرفة تنتشر عن طريق الأم المتعلمة بمنتهى السرعة والفعالية ، فتعم الفائدة المجتمع بأسره . وتمشّياً مع مقتضيات العصر يجب أن نهتم بتعليم فكرة المواطنية العالمية كجزء من البرنامج التربوي الأساسي لكل طفل .
على الرجل العمل على تطوير وتطبيق المساواة بينه وبين المرأة لأنه طالما بقيت النساء محرومات من الحصول على أفضل الفرص , سيبقى الرجال محرومين من الحصول على المكانة الرفيعة التي كان يمكن أن تكون من نصيبهم . فالرجال لديهم الفرص أن يثبتوا للعالم ولمن حولهم في تقريب النظرة للعلاقة بين الجنسين , بحيث تحل مقومات التعاون والتشاور محل العدوان والقوة . فالمساواة لا تعنى أن يصبح الرجال نساء , وتتبدل النساء إلى رجال , فأن صفات ووظائف الرجال والنساء يكملان بعضهم البعض .
" فهذا القرن جعل شؤون الرجال تمتزج امتزاجا كاملا بفضائل النساء وكمالاتهن … أن هذا القرن سيكون قرنا يتعادل فيه هذان العنصران : الرجل والمرأة تعادلا أكثر , ويحصل بينهما توافق أشد.
فإذا تعلمت المرأة ومنحت حقوقها سوف تقدر أن تصل إلى إتمام إنجازات رائعة وتثبت وجودها بأنها مساوية للرجل , وهى مساعده له وتكمله وتعاونه .
عندما يقبل الرجال المساواة بالنساء فلا داعي لأن تجتهد النساء لأخذ حقوقهن والرجال سوف يحققون المكانة الرفيعة التي تكون من نصيبهم . وعلى هذا فإن الرجل والمرأة هم أجزاء لمركب الإنسانية , كلاهما إنسان رغم أنهما من حيث الخلقة مختلفان , كلاهما وهبا بصفات خاصة , وأدوار ومسئوليات بحيث يكملان بعضهما البعض .

أن عالم الإنسانية لن يصل إلى الرفاهية إلا عندما يتحقق التساوي بين الرجال والنساء ويصبح الاثنان أقوياء , إذا بقيت المرأة عاجزة غير قادرة فأن البشرية سوف تصبح ناقصة لأن المرأة هى المربية الأولى للبشرية .



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعود الأمم وعلامات مجيئه
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية6-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية5-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية4-6
- تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه2-2
- تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه.1-2
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية 2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان - وجهة نظر بهائية 1-6
- يونس والحوت
- نظرة على قصة سيدنا نوح وسفينته
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني3-3
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني2-3
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني1-3
- التحوّل الروحاني للإنسان
- هل البهائية دين
- اتركوا التقاليد والموروثات وتحرّوا الحقيقة
- العلم والدين هما الجذور والأصول والسلف الأساسى والحقيقى للمد ...
- التعايش بين الأديان


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - راندا شوقى الحمامصى - المرأة مكانتها ومساواتها بالرجل