أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - التعايش بين الأديان














المزيد.....

التعايش بين الأديان


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 4904 - 2015 / 8 / 22 - 19:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن نداء وحدة العالم والتعايش بين الأديان اليوم يرتفع بشكل واضح مسموع، وجميع الأديان تدعو إلى السلام ولكنها بقيت سبب النزاع وسفك الدماء حتى اليوم ووقفت عاجزة عن التغلّب على البغضاء العرقية أو الغطرسة الثقافية.
فالتعايش بين الأديان هو ليس تعايش فقط على مبدأ الدين بل هو تعايش ثقافي، حضاري يسعى لخدمة البشرية والتعايش عن طريق الإحترام والثقة المتبادلة والسعي لإرساء السلام العالمي.
فكم دعا الرّسل النّاس ووعظوهم، وكم تغنّى الشّعراء، وكم ابتهل القدّيسون من أجل هذه الأشياء آلافًا من السّنين! ولكنّ الفوارق الدّينيّة لا زالت حتّى الآن قائمة لم تنته، ولا زال سفك الدّماء والانشقاق إلى هذا الحين سنّة جارية لمْ تُنسخ! فما الّذي سيظهر يا ترى فتتحقق به اليوم هذه المعجزة وتتم؟ وهل هناك من عوامل جديدة ظهرت في الميدان؟ وأليست الطّبيعة البشريّة هي ذاتها لم تتبدل، وسوف تبقى على ما هي عليه لن تتبدل ما دام العالم باقيًا؟ وإذا اختلف شخصان أو اختلفت أمّتان على شيء واحد في المستقبل أفلا تتحاربان من أجله كما فعلا في الماضي؟

فالمبدأ الذى يفرض علينا أن نعامل الآخرين، كما نحب أن يعاملنا الآخرون، مبدأ خُلقى يكرّر بمختلف الصور فى الأديان العظيمة جميعاً، وهو يؤكد لنا صحّة الملاحظة السابقة فى ناحيتين معينتين: الأولى، أنه يلخص إتجاهاً خلقياً يختص بالناحية التى تؤدى إلى إحلال السلام ، ويمتد بأصوله عبر هذه الأديان بغض النظر عن أماكن قيامها أو أوقات ظهورها، والثانية، أنه يشير إلى ناحية آخرى هى ناحية الوحدة والإتحاد التى تمثل الخاصية الجوهرية للأديان، هذه الخاصية التى أخفق البشر فى إدراك حقيقتها نتيجة نظرتهم المشوهة إلى التاريخ.
فلم يكنْ العالم في يوم ما بعيدًا عن الوحدة الدّينيّة كبعده عنها منذ القّرن التّاسع عشر. نعم عاشت الجامعات البشريّة العظمى الإسلاميّة والمسيحيّة والكليميّة والبوذيّة والزردشتيّة جنبًا لجنب، ولكنّها بدلاً من أنْ ترتبط ببعضها بوفاق ووئام في مجموعة متّحدة كانت في عداء مستديم وكفاح مرير بعضها مع البعض الآخر، بل كان الأمر أدهى وأمرّ حينما انقسمت كلّ جامعة منها وانشطرت شطرًا بعد شطر وتحولّت إلى مذاهب عديدة يناصب بعضها بعضًا العداء المرير، مع أنّ السّيد المسيح قال:
"بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي إنْ كان لكم حب بعضًا لبعض".(يوحنا 13:35)
وكذلك جاء في القرآن الكريم:
"شَرَعَ لكم من الدّين ما وصّى به نوحًا والّذي أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أنْ أقيموا الدّين ولا تتفرّقوا فيه".( سورة الشورى 12)
وقد دعا مؤسّس كلّ دين من هذه الأديان العظيمة أتباعه إلى المحبّة والاتّحاد، ومع ذلك فقد أهمل الهدف الذي توخّاه مؤسّس كلّ دين وضاع في خِضَمْ من التّعصّبات والتقّاليد الشّكلية وعدم التّسامح والتّعصب الأعمى والرّياء والفساد والتّحريف والخصام والانقسام، وأصبح عدد الطّوائف والفرق المتباغضة في العالم ما أكثرها، وكأنّما الإنسانيّة في هذا الزّمان تجرّب كلّ نوع من أنواع العقيدة الدّينيّة وكلّ نوع من أنواع التّقاليد والرّسوم وكلّ نوع من أنواع القوانين الخلقيّة والاعتبارات الأدبيّة.
وفي الوقت نفسه ظهر الكثيرون ممّن كرّسوا جهودهم لتحرّي قوانين الطّبيعة وأصول المعتقدات وفحصها بالنّقد وسرعان ما اكتسبوا معارف علميّة جديدة ووجدوا حلولاً جديدة لكثير من مشاكل الحياة. وساعد ظهور المخترعات كالبخار والسّكك الحديديّة والصّحافة وأنظمة البريد على انتشار الأفكار وعلى امتزاج الأنواع المختلفة من الآراء وأساليب الحياة امتزاجًا واسعًا خصيبًا.

ولمْ يكنْ هذا الفيضان الفكري والاختمار العقلي الّذي رافق انتشار الاعتراف بفشل التّعصّبات القديمة والعقائد الماضية والّذي رافق الجهد من أجل الحصول على معارف أوسع ومعلومات أكمل – نعم لمْ يكنْ مقصورًا على الأقطار المسيحيّة بل كان واضحًا بين سكّان جميع الأقطار والأديان وظهر متباينًا هنا وهناك.
ففي هذا الوقت الّذي بلغ فيه الخصام وبلغت فيه الفوضى أوجها، علينا أن ندعو الإنسانيّة إلى أنْ يتّحد العالم على عقيدة واحدة وأنْ يكون الجميع إخوانًا وأنْ تستحكم روابط المحبّة والاتّحاد بين بني البشر وأنْ تزول الاختلافات الدّينيّة وتمحى الاختلافات العرقيّة... لا بدّ من زوال هذه المشاحنات والبغضاء وهذا السّفك للدّماء وهذا الاختلاف حتّى يكون جميع النّاس جنسًا واحدًا وأسرةً واحدة تتعايش فيما بينها بالمحبة والسلام.
علينا أن نعلّم انفسنا كيفية التعايش مع جميع الأديان والأجناس ونبذ أي فرقة بين بني الإنسان كي نعيش لحظات السلام ويتحقق السلام العالمي بين الإنسان في كل مكان.

"عاشروا مع الاديان بالرّوح والرّيحان ليجدوا منكم عرف الرّحمن ، ايّاكم ان تأخذكم حميّة الجاهليّة بين البريّة ، كلّ بدء من الله ويعود اليه انّه لمبدء الخلق ومرجع العالمين".



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسانية اليوم في مرحلة المخاض
- العدل الركيزة الأساسية لوحدة الجنس البشري2-2
- العدل الركيزة الأساسية لوحدة الجنس البشري1-2
- مزج الماديات بالروحانيات لخلق المدنية الإلهية2-2
- مزج الماديات بالروحانيات لخلق المدنية الإلهية1-2
- الميزان الصحيح لإدراك حقائق الأشياء
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (7-7) -عبدالبهاء -
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (6-7) - - بهاءالله -
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (5-7)- - الباب -
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (4-7)- بين القرن التاسع عشر والع ...
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (3-7)
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (2-7) - بشارة يوم الله في كتب ال ...
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (1-7)
- المرأة والرجل: شراكة من أجل كوكب سليم
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية6-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية5-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية4-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية3-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية2-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية1-6


المزيد.....




- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...
- ماذا تعرف عن كتيبة -نتسيح يهودا- الموعودة بالعقوبات الأميركي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - التعايش بين الأديان