أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية4-6














المزيد.....

المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية4-6


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 20:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قصة سيدنا إبراهيم(ع)
يمكن فهم جزء من قصة سيدنا إبراهيم(ع) أيضا بطريقة جديدة يتقبلها العقل وإضفاء منظور علمي جديد عليها، وإدراك المعنى الحقيقي من مغزى قصة رميه في النار وكيفية خروجه سالما منها.
فالحكاية بطرحها القديم لا تتفق مع العلم، وسبق ان قلنا بضرورة توافق المفاهيم الدينية مع العلم والعقل، فإن تناقضا، فأما أن يكون التفسير خرافة والعلم صحيح أو يكون التفسير صحيحاً والعلم خطأ.
فلو استعضنا عن المفهوم المادي للنار في القصة، بنار الكفر الضلالة ونار الحسد والبغضاء والكراهية ورمضاء العصيان والتمرد على الله ورسوله، لاتضح للقصة معاني جديدة لم تخطر لنا على بال من قبل، ولأدركنا ان النمرود وأتباعه لم يرموا سيدنا إبراهيم(ع) في هذه النار المادية التي توقد من الحطب والخشب وتحرق كل شيء حتى أقسى أنواع المعادن، بل رموه في نار الكفر والعصيان وجمر المعاندة والمحاربة التي واجهوه بها لإخماد جذوة دينه الحق. ولكن سيدنا إبراهيم استطاع بالصبر والإيمان والتمسك بأوامر الله الخروج من هذه النيران المعنوية سالماً، وتمكن من نشر أمره ودينه بين الناس والانتصار على عناد النمرود وإفشال آماله في وأد دعوته في مهدها. (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)(1).


قصة سيدنا صالح(ع)
في هذه القصة أيضاً، نلاحظ دور كلمات التشبيه والاستعارة الواضح الصريح، فسيدنا صالح(ع) ولو أنه كان راعياً كما يبدو من فحوى القصة، إلا أنه كان نبياً مرسلا من عند الله. لذلك فجلَّ اهتمامه منصب على نشر دعوته وطريقة تثبيتها في قلوب الناس، وليس الجدال والنزاع على ناقة لا فرق بينها وبين غيرها، فإذا كان الناس لا يلاحظون فرقاً بينهم وبين جلال الأنبياء وعظمتهم، فكيف سيلاحظون الفرق بين ناقته ونوقهم، كما أخبر عن لسانهم قوله تعالى (مَا أَنْتَ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ)(2).
كما أن موضوع الناقة بمفهومها الظاهري، يوضح بجلاء أن صالح يريد أن يظلم قومه ويجور عليهم، فهو يطالبهم بترك ناقته ترعى أينما تشاء في أرضهم وبين مزارعهم لتأكل ما تريد وتختار ما تشاء ويقترح عليهم بعدم التعرض لها، كما في قوله تعالى (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ)(64 هود). كما يطالبهم بتقسيم طريقة شرب الماء بينها وبينهم، وبتخصيص يوم كامل لها لوحدها، ويوم لهم جميعا برجالهم ونسائهم وأطفالهم ونوقهم وماشيتهم وزرعهم، كما قال تعالى (قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)(3). فمن الواضح أن هذا التقسيم فيه ظلم كبير لا يقبل به أي إنسان عاقل منصف. فكيف يجوز لنبي مرسل من عند الله الى البشر أن يحكم بمثل هذا الظلم البيّن، وقد جاء ليعدل بين الناس وينصفهم؟
لكن لو قلنا أن معنى الناقة هي شريعة صالح، وأنه كان يدعو قومه لتركها ترعى في أراضي قلوب الناس كيفما تشاء، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليعرض، لانتبهنا أن الله سبحانه وتعالى دعا الناس الى مبادئ حرية العقيدة وحرية الفكر وحرية الكلام وحرية المبدأ حتى قبل ظهور الإسلام بآلاف السنين، وها هو يجدد دعوته لهذه الحريات مرة أخرى في القرآن الكريم.
وإن معنى هذا التقسيم هو: أن كل دين من أديان الله، يعيش في الأرض مدة يوم إلهي كامل، ثم ينقضي لتشرق شمس رسالة جديدة ليوم آخر.
فهو يقول لهم بمعنى آخر: أن يوم دينكم قد ذهب وولى، وجميعكم كنتم تشربون من مائه بحرية تامة، بينما ناقة هذه الشريعة لها يوم جديد، فاتركوها تشرب من ماء قلوب المؤمنين وترعى بحريتها في أراضي صدورهم في يومها هذا، فهذا من حقها الإلهي على البشر ومن حق البشر على ربهم.
إذا نظرنا للقصة من هذا المنظار، نرى أن هناك عدل وإنصاف إلهي تام بين البشر، ولا أثر للظلم والجور أبداً. سيفي سيفي


الهوامش
1 - سورة التوبة آية 32.
2 – سورة الشعراء آية 154.
3 – سورة الشعراء آية 155.

وتابعوا معي قصة سيدنا موسى وعصاه السحرية............في المقال القادم



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية3-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية2-6
- المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية1-6
- وقوع دارون في شَرَك أن الإنسان أصله قرد!2-2
- وقوع دارون في شَرَك أن الإنسان أصله قرد!1-2
- هل الفكر الجديد أمر سهل أم أنَّه تَحُفُّه مجموعة من الصعاب و ...
- هل الفكر الجديد أمر سهل أم أنّه تَحُفّه مجموعة من الصعاب وال ...
- هل الفكر الجديد أمر سهل أم أنّه تَحُفّه مجموعة من الصعاب وال ...
- هل الفكر الجديد أمر سهل أما انه تَحُفّه مجموعه من الصعاب وال ...
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! الالتز ...
- النضج الإنساني، الروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! من مظا ...
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! العلم ...
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! البلوغ ...
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم}! (4-8)
- يا وزارة الأوقاف : البهائية تعترف بسماوية الرسالة المحمدية و ...
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان -هذا اليوم-!3-8
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم } (2-8)
- النضج الإنساني والروحاني والحضاري لإنسان {هذا اليوم} (1-8)
- الحياة و الموت في كتب الله
- النفْس


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - المعجزات ونظرة على بعض القصص القرآنية4-6