|
موعود الأمم وعلامات مجيئه
راندا شوقى الحمامصى
الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 15:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أعطتنا الكتب المقدّسة علامات عديدة للإنتباه إليها بخصوص ظهور الموعود. وفي كلٌ من التوراة والأنجيل وقرآن علامات يمكن فهمها ظاهريًا حسب ما هي وعلامات باطنية يجب التفكّر والتمعّن فيها. بعض هذه العلامات تتنبّأ بتغيّرات في الكواكب والأبراج، كوارث طبيعيّة، زلازل، مجاعات، أمراض، انتشار الفسوق والتفسخ الأخلاقي، العجرفة، الظلم والشر، إنتشار الأنجيل في جميع أنحاء العالم، عودة شعب إسرائيل إلى أرضه، انتشار الثقافة والعلم في جميع أنحاء المعمورة. يصبح الدين كلمة فارغة على ألسن البشر، بؤس موجع يصيب شعوبٍ على يد حكّامها. وتهجر المرأة المرضعة مرضعها وتضع حملها، ويهجر الإنسان أخيه وأمه وأبيه وزوجته وأولاده، ويحذوا كل إنسان بقدر وافر من القلق والهم.
ولو أن وجود بعض هذه العلامات واضحة، إلا أن هناك علامات أخرى يجب النظر إليها من الناحية الروحيّة. فمثلاً، كان الشعب اليهودي ينتظر أن تتحقق جميع العلامات المذكورة في التوراة بخصوص بمجئ السيد المسيح حرفيًا. ولكن هل إظلمّت الشمس أو تحوّل القمر إلى دمٍ؟ إذا فرضنا أن هذه النبوءات سوف تتحقق حرفيًا هذه المرة و’الشَمس والقمر يظلمان‘ و’النجوم تسقط من السماء وقوّات السموات تتزعزع‘ إذا حصل ذلك حرفيًا فكيف يمكننا بعد ذلك أن نرى ’ابن الإنسان آتيًا على سحاب السماء بقوّةٍ ومجدٍ كثيرٍ‘. هل من ممكن أن يبقى أي إنسان حي بعد اظلام الشمس والقمر وتساقط النجوم وتزعزع قوّات السماء؟ كما نعلم اليوم أن بعض النجوم هي آلاف أو ملايين المرّات أكبر من الكرة الأرضية, لو إقترب نجم واحد فقط من الكرة الأرضية لدمّرت الأرض كلها من اقتراب هذا النجم، فما بال تساقط النجوم؟ إن المكان الوحيد الذي يمكن تمثيل هذه الأحداث هو في استديوهات هوليود، إذا أردنا أن نعيش في عالم الخيال.
إضافةً، يقول الأنجيل المقدس: ’لا يأتي ملكوت الله بمراقبة. ولا يقولون هوذا ههنا أو هوذا هناك لأن ها ملكوت الله داخلكم‘. فكيف يكون ممكنًا أن توصف بعض الآيات مجئ ملكوت الرب بعد اظلام الشمس والقمر وتساقط النجوم، وآية أخرى تقول أن ملكوت الله لا يأتي بمراقبة، وتقول الآية نفسها أن ملكوت الله ’داخلكم‘! ومن الأدهش أن آية أخرى تقول أن يوم الرَّبِّ ’سيأتي كلصٍّ في الليل‘. أي مثل مجئ اللص سيكون اللص في المنزل ولا دراية لصاحب المنزل بوجوده. من الواضح أن هذه الآيات لها معانيها الروحانية وأن الموعود سيكون في العالم ’داخلكم‘ كما كان الحال مع المظاهر الإلهية السابقة في عصور مضت – لا درايه لمعظم البشر بظهور الموعود. إن يوم الموعود هو يوم من أعظم الأيّام ولكن الناس مشغولة بأعمالها ولا درايا لهم بعظمة يوم الموعود، وتستمر الشمس في الاشراق والغروب يومًا بعد يومًا ويبقى القمر والنجوم لامعة في أبراجهم.
توضح لنا الكتب البهائيّة المقدسة أن العلامات والرموز الخاصة بالموعود لها معانيها الخاصة وأن جميع هذه النبوءات تحققت، يقول حضرة بهاءالله: لَقَدْ قَامَ الْيَوْمَ عِيدٌ عَظِيمٌ فِي الْمَلأِ الأَعْلَى إِذْ ظَهَرَ كُلُّ مَا وُعِدَ بِهِ فِي الْكُتُبِ الإِلَهِيَّةِ. وَهُوَ يَوْمُ الْفَرَحِ الأَكْبَرِ. يَجِبُ عَلَى الْكُلِّ أَنْ يَقْصِدُوا بِسَاطَ الْقُرْبِ بِكَمَالِ الْفَرَحِ وَالنَّشَاطِ وَالسُّرُورِ وَالانْبِسَاطِ. وَيُنَجُّوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ نَارِ الْبُعْدِ. [محموعة من ألواح حضرة بهاءالله نُزِّلت بعد الكتاب الأقدس، ص 96).
وكما نعلم، أن المِحَنْ والآلام المحيطة بالعالم اليوم لم تنتهي بمجئ الموعود، بل على العكس هي في إزدياد وستستمر على الإزدياد يوم بعد يوم، وذلك بسبب مناوءت البشر ومعارضتهم لتعاليم حضرة بهاءالله*، المظهر الإلهي لهذا العصر، وتمسّكهم بتعاليم غير متجانسة لتعاليم العصر الجديد، تماما كما كانت الأحوال في عهودٍ سابقة، تمسك البشر بالأشياء الموروثة ورفضوا التعاليم الجديدة المنزلة. كما يقول القرآن الكريم: وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولاً [سورة الإسراء 17: 15]. وبسبب غفلة معظم البشر سيستمر العذاب، ان هذه المِحَنْ والآلام المحيطة بالعالم اليوم سوف تزداد سوءًا حتى تتوجه الناس بخضوع وخشوع إلى الباري الرحيم، يقول حضرة بهاءالله: "وستتأزّم الأمور، وتشتدُّ إلى درجة ليس من المجدي شرحها الآن". [بهاءالله، ’منتخباتي از آثار حضرة بهاءالله‘ ص 83]. ويقو حضرته أيضًا: ’واذا تمّ الميقات يظهر بغتةً ما يرتعد به فرائص العالم اذاً ترتفع الاعلام و تغرّد العنادل علی-;---;-- الأفنان‘ [بهاءالله، ’منتخباتي از آثار حضرة بهاءالله‘ ص 83].( من تحقق الوعد وظهر الموعود-د.نبيل حنا)
*بهاءالله هو صاحب الظهور الإلهي لهذا العصر ....صاحب العقيدة البهائية
#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية6-6
-
الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية5-6
-
الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية4-6
-
تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه2-2
-
تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه.1-2
-
الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-6
-
الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية2-6
-
الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية 2-6
-
الأساس الروحانى لحقوق الإنسان - وجهة نظر بهائية 1-6
-
يونس والحوت
-
نظرة على قصة سيدنا نوح وسفينته
-
الوحدة الإنسانية من منظور روحاني3-3
-
الوحدة الإنسانية من منظور روحاني2-3
-
الوحدة الإنسانية من منظور روحاني1-3
-
التحوّل الروحاني للإنسان
-
هل البهائية دين
-
اتركوا التقاليد والموروثات وتحرّوا الحقيقة
-
العلم والدين هما الجذور والأصول والسلف الأساسى والحقيقى للمد
...
-
التعايش بين الأديان
-
الإنسانية اليوم في مرحلة المخاض
المزيد.....
-
بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي
...
-
أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا
...
-
لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن
...
-
المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى
...
-
فيديو/المقاومة الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با
...
-
-شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب
...
-
المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث
...
-
الخطارات.. نظام ري قبل الإسلام لا يزال يقاوم الاندثار
-
الشيخ قاسم: المقاومة الإسلامية فرضت قواعدها باستخدام الحد ال
...
-
باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع لتعجيل ظهور المسي
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|