أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-6














المزيد.....

الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-6


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 5046 - 2016 / 1 / 16 - 21:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كان القرن السابع عشر شهد سلسلة من الإنفجارات التي أعادت بالأساس ترتيب خطوط الصدع للأديان الأوروبية، فإن القرن التاسع عشر شهد بداية تراجع واسع النطاق للإعتقاد الديني نفسه في الغرب. ففي عام 1851م، وصف ماثيو أرنولد في قصيدته "شاطئ دوفر" تراجع الدين بأنه "حزن، طويل، لهدير يتضاءل من بحر الايمان": ... "بحر الإيمان كان فى إحدى المرات أيضا ممتلئاً بالكامل، و يدور في شاطئ الأرض يرقد مثل طيات طوقٍ ساطع ملفوفة، ولكن الآن لم أسمع سوى حزنه، الطويل، و هديره المتضائل، متراجعاً إلى أنفاس رياح الليل، أسفل حواف واسعة موحشة وحصاة عارية للعالم".
"آه، الحب، دعونا نكون صادقين مع بعضنا البعض! من أجل العالم، والذى يبدو متمدداً أمامنا مثل أرض الأحلام، كثير التنوع، شديد الجمال، هكذا جديد، و حقا ليس له فرح، ولا حب، ولا نور، ولا إيقان، ولا سلام، ولا من يساعدة فى الألم، ونحن هنا كأننا في سهل مظلم اجتاحته الإنذارت المرتبكة من الكِرار و الفرار، حيث جيوش الجهل تتعارك ليلا ".
و بعد عشرين عاما من قصيدة أرنولد، أعلن نيتشه موت الله. و مثل نيتشه، ساعد المفكرون غاليليو وديكارت وكانط، وهيغل فى تهيئة المناخ الفكري الذي أدى بمجتمع القرن العشرين أن يفقد الإيمان فيما هو إلهي وإلى تبني نظرة باردة كئيبة لموضع البشرية في الكون. و في العصر الحديث، فقد أصبح يُنظر إلي الدين كمجرد ظاهرة إجتماعية مجردة من الصفات الإلهية. وقد أدى إستفهام وإحتقار حقائق الأديان المقدسة إلى إعتماد مبادئ غير مستقرة و التي حددت الطريقة التي نعيش بها: الحتمية العلمية؛ (و حتى وقت قريب) الماركسية؛ الفرويدنية؛ والمادية. فمن خلال العقل العلماني لقد رفضنا ما هو خارج الحواس وغير الزمنى، و أُختزلت البشرية لتصبح دمية للقوى الاقتصادية والطبيعية. فاللاهوتي الكاثوليكي فواولتن شين، في أطروحة إستثنائية، إسترعي انتباهنا إلى التأثيرات المنتشرة التي سلبت منا الإيمان:
"وباختصار، هذا العمل يحاول أن يذّكّر العالم الفلسفي بقيمة العقل، والتي، وإن لم تكن دائما تحت الهجوم المباشر، ومع ذلك تم تقويضها من أكنافها من خلال البراهين المتكررة أن الإنسانية تُحكم، من وقت لآخر، من قِبل قوى غير تلك التى فى العقل. فعندما يجعل ماركس الأخلاقى والفلسفى فى البنية الفوقية المتقلبة لوسائل الإنتاج الاقتصادي؛ و عندما يجعل التقليد الفرويدى العقل دمية من اللاوعي، ويؤكد أن الطبيعة الحقيقية للإنسان هى في تحقيق الشهوة الجنسية، وعندما علماء الإجتماع يجعلون الثقافة والدين هى التعبير عن البيئة، وعندما علم النفس يصبح علم وظائف الأعضاء، وعلم وظائف الأعضاء كيمياء، لذلك فإن ذلك الإنسان يتم إختزاله لمادة، وبالتالي الى شيئ، و عندها ليس فقط أن العقل يفقد صدارته ولكن الإنسان نفسه لا يوجد لديه قيمة أخرى غير تلك التي أنه أداة للسلطة، سياسية كانت أو غيرها. إنها لمفارقة غريبة أن العالم الحديث الذي بدأ بتمجيد العقلانية انتهى الى اللاعقلانية."
إذا العقلانية قد هزمت الإيمان في النصرانية الغربية، ففي العوالم الهندوسية، والبوذية، و المسلمة فإن الإيمان الصحيح كثيراً ما يُحجب بالتطرف أو ما يمكن أن يسمى "القومية الدينية"، وهو مصطلح عُرّف بأنه دين و ذلك عندما يتم توظيفه لأهداف سياسية أو قومية. و أيضا في الشرق فإن نفس روح الإيمان قد تم الهجوم عليها بعنف. و فى الحديث عن الهجوم الضمني الذى شنته الدول الغربية ضد كل من تقاليدها المسيحية الخاصة والدين بشكل عام، حضرة شوقي أفندي (ولى امر الله - الدين البهائى) كتب ما يلي: "ان مثل هذ الهجوم الذى شُن بوعى، و مجاهرة، و منظم ضد الدين عموما والمسيحية بصفة خاصة هو شيء جديد في التاريخ. و أيضاً ذلك المتعمد على قدم المساواة في بعض الأراضي في عدائها بعزم على المسيحية هو شكل آخر من أشكال الدين الإجتماعى والسياسى – الأممية. ولكن الهجوم القومى على المسيحية، على عكس الشيوعية، في كثير من الأحيان يكون ملازماً لشكل من أشكال الدين الوطني – مع الإسلام في بلاد فارس ومصر، و مع البوذية في سيلان، بينما النضال من أجل حقوق الطوائف في الهند جاء متحالفاً مع إنتعاش كل من الهندوسية والإسلام. "
هؤلاء المتعصبون كما هو موضح في الإخوة كارامازوف يكرسون أنفسهم في البحث عن أعداء، وعندما لا يوجد أعداء حقيقيون، فإن هؤلاء الأعداء يتم إختراعهم. و اليوم، نحن نرى هذه الظاهرة تظهر في الحركات المسلحة الإسلامية و التى ينتقد قادتها باستمرار الخطر الذي يشكله التداخل الثقافي الغربي. و ما زال يعلنون أن المُثل الديمقراطية الغربية تشكل تهديداً للتقاليد الشرقية الروحية ومعيبة، كحجة ما يقوله صموئيل هنتنغتون أن الإسلام بطبيعته يهدد الحضارة الغربية. إن الوضع الراهن للإيديولوجيات الإقصائية لن يسود مهما كانت مرونة العقيدة الدينية لأولئك الناس في الثقافات غير الغربية، و لا يمكنها الصمود في مواجهة تيار عصرنا إلى أجل غير مسمى الذى ينحو بعيداً عن العقائد الضيقة الى أخلاقيات التسامح العالمي. وبالمثل، مهما كانت مقاومة المفكرين الغربيين في معارضة نهضة روحية فى توسع، لا يمكن لأفكارهم الضحلة أن تسود الى أجل غير مسمى ضد أشواق قلوب الناس للعناية الإلهية، ولا يمكن لمثل هذه الفلسفات أن تُرجأ تناول الإنسانية لليد الدافئة للخالق الرؤوف الحنون.



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية 2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان - وجهة نظر بهائية 1-6
- يونس والحوت
- نظرة على قصة سيدنا نوح وسفينته
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني3-3
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني2-3
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني1-3
- التحوّل الروحاني للإنسان
- هل البهائية دين
- اتركوا التقاليد والموروثات وتحرّوا الحقيقة
- العلم والدين هما الجذور والأصول والسلف الأساسى والحقيقى للمد ...
- التعايش بين الأديان
- الإنسانية اليوم في مرحلة المخاض
- العدل الركيزة الأساسية لوحدة الجنس البشري2-2
- العدل الركيزة الأساسية لوحدة الجنس البشري1-2
- مزج الماديات بالروحانيات لخلق المدنية الإلهية2-2
- مزج الماديات بالروحانيات لخلق المدنية الإلهية1-2
- الميزان الصحيح لإدراك حقائق الأشياء
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (7-7) -عبدالبهاء -


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-6