أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - بين الإهانة للمقاومة و مقاومة الإهانة














المزيد.....

بين الإهانة للمقاومة و مقاومة الإهانة


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5093 - 2016 / 3 / 4 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا تريد السعودية من نجاحها في دفع وزراء الداخلية العرب للإقرار أن حزب الله منظمة إرهابية؟ إعطاء مشروعية لحرب إسرائيلية في لبنان أم دفع لبنان إلى حرب أهلية و بالتالي تمديد لحكمها الذي أصبح بعد الثورة العـربية مرتبطا بتخبط الأوضاع الإقـليمية في الحروب؟
المعادلة بسيطة. هم قبل غيرهم يعـلمون جيدا انهم مفـلسون سياسيا و ايديولوجيا و ان لا شرعية لهم بحكم تخـلف نظامهم السياسي عن العصر الحالي. هيئة أمر بالمعروف و نهي عن المنكر لمحاكمة النوايا و مطاردة القبلة و السهر على تحجير الإنسان. دولة تحرم فيها المرأة من قيادة السيارة. دولة بلا دستور أو انتخابات أو استـفتاءات، و قد بدأت هذه السنة في إجراء انتخابات شبه بلدية بمشاركة شبه نسائية منـقبة. المظاهرات التي تعم الشارع السعودي و خاصة في المناطق الشمالية. تميـيز طائفي ضد الشيعة العرب و اعتبارهم امتـدادا إيرانيا ثم لوم لهم على تأملهم بإيران كسند. إعـدامات بالجملة و استـفـزاز بإظهار القهر و التسلط حين أعـدمت الشيخ النمر ابرز معارضي الداخل و جريمته الحـقيقية طبعا هو كسر جدار الخوف من نظام لا يقوم إلا على بث الرعب و الخوف.
الإيغال في إثخان الدماء السورية تحت غطاء حرية الشعب السوري. و طبعا نظام آل سعود أعظم قوة عالمية في اختـلاق المفارقات و الأكاذيب و إلباس الحق بالباطل و آخر اختراع لهم هو حمل الراية القومية العربية و إلحاقها بالإسلامية في مواجهة نظام الملالي في إيران المغـتصبة بدورها اسلامويا. لكن المملكة السعودية كهوية اسلاموية سنية هي التي أسهمت في إنتاج هوية سياسية شيعية في إيران و المنطقة. و تمكن البدو بدهائهم من جر صدام حسين التـقـدمي إلى محاربة إيران التي أصبح يطلق عليها بالفرس. و طبعا المسالة أن النظام العراقي قد وقع في الفخ. فخ تـقوية السلطة الخمينية الرجعية بما انه أحيا بشكل واقعي صورة عمر كرمز لاقصاء علي ابن ابي طالب المعبر الحقيقي عن الاسلام حسب المتن الشيعي و خالد ابن الوليد كرمز للغزو العربي لبلاد فارس و بالتالي إحياء ذكريات مؤلمة من الذبح و التـقـتيل و الاستعباد و الإذلال بعد الرفعة و الهـيـبة و الكرامة. لم يتم العمل بحـديث الرسول القائل: "ارحمو عزيز قـوم ذل" و إنما أوغلوا في قـتل الآباء و استعباد الأبناء، حتى أن حادثة قـتل عمر ابن الخطاب من طرف أبو لؤلؤة الفارسي يتم تجريدها من الألام الإنسانية الكبرى التي دمرت إنسانية الإنسان، و لكنه اليوم له تمثال في إحدى المدن الإيرانية باعتباره بطلا قـوميا.
فالأمور متراكمة و معقـدة و السياسي البائس هو الذي يحصر نفسه في الماضوية و هو دون ان يشعر يحكم على نفسه بالموت السياسي. السياسي الحاكم لوضع غير مستـقر يتخبط في الصراعات الفكرية و يرنو إلى المستـقبل لا يمكن له ان يحقـق انجازه التاريخي الحقيقي إلا باتجاهه إلى المستـقبل. المسالة ليست اختيارا مثاليا أو نظريا. السياسي في الحكم و الدولة يجب ان يعبر عن روح الشعب. السياسي المنـفصل عن الشعب و إضافة إلى ذلك يقوده من المحرقة إلى المحرقة بعناوين في ذاتها عادلة و لكن بممارسة سياسية تـتـناقض كليا مع محمولاته الإيديولوجية و الفكرية هو فاشل و هذا اقل حكم يمكن للمرء ان يصيغه. الفشل العراقي يفجر المنطقة برمتها و يرقص بالعراق في بركان تـدميري هائل. النجاح الوحيد هو إسقاط المقاومة العراقية للهيمنة الأمريكية على العالم. أي ان الاتجاه التـقدمي تاريخيا هو الوحيد الناجح، أما الاتجاه الرجعي نحو الماضي فقد اسلم العراق إلى الإيرانيـين ليثخنوا في العراق الدماء و ليخلقوا المعادلات التي تـفيدهم. و نعلم ان العراق عـظيم فيكـفي انه بعـد إبادة التتار نهض من جديد. لكن أي نهوض حقيقي و ناجز لا يمكن ان يكون إلا بالتـقـدمية التاريخية و تجاوز الماضي. و إصرار البعثيين على اعتبار الايرانيين فرسا و بالتالي مجابهتهم على هذا الأساس أدى بهم إلى التحالف مع رجعية أقوى و أكثر خداعا و مكرا و انتهاكا للإنسانية و هم آل سعود. و يا لبؤس الايديولوجية البعثية التي تعتبر فلسطين قـضيتها المركزية فا ذبها تـتحول الى استعـداء لأهم رمز من رموز مقاومة العدو الصهيوني.
و ها هي القضية القومية يتم تحويلها بالكامل من بوصلة فلسطين إلى الرجعيات الاسلاموية في صراعها، و يتم محو مسيرة حزب الله اللبناني في مقارعة العدو الصهيوني بإبراز ارتباطه مع إيران. و طبعا فالحزب في صراع مع آل سعود باعتباره مساندا للنظام السوري، و ليس من باب الدفاع عن النظام السوري و لكن من باب الشرف و النبالة الأخلاقية ان لا يتـنكر حزب الله للنظام الذي ساعده كثيرا منذ نشأته في مقاومة العـدو الصهيـوني.
و هذا ما يهم الرأي العام التونسي الذي يعتبر قضية تحرير فلسطين قـضيته الوطنية. و الحكومة التونسية المهتـزة بدورها و خائرة القوى و عـديمة الرؤيا و البصيرة و الفاقـدة لأي تصور سياسي يعبر عن روح الشعب، أوغـلت في اهانة الشعب التونسي حينما وقعت بوزارتها للداخلية على بيان سعودي يعتبر حزب الله حزبا إرهابيا.



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ميشيل عفلق- و الثورة العربية
- الله و الإيروس
- فقدان المناعة السياسية في تونس
- أي نار لأدخنة تونس
- مجتمع الاصنام
- بين أبي و إبني
- بين -غاندي- و -شكري بالعيد-
- المحبة من مهب الثورة
- الأفق التونسي المراوغ
- سؤال بناء الوعي في عالم متحرك
- الطائر التونسي المسلوخ
- الفردوس و الديناصور
- الروح في عالم الزبالة
- انقضاء السنة الداعشية
- تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.
- ما أنا إلا أبي
- الجمالي السياسي التونسي
- من رعود -شكري بالعيد- الى سيدني
- بين الدائرة الجهنمية و المائية عالميا و عربيا
- القيامة السعودية


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - بين الإهانة للمقاومة و مقاومة الإهانة