أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - أي نار لأدخنة تونس














المزيد.....

أي نار لأدخنة تونس


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انـشغـل الرأي العام التونسي في الأسبـوع المنـقـضي بشحنة الأسلحة الوافـدة عبر البحر على متن حاوية كبيرة الحجم شأن حاويات السفـن و التي دخـلت تحت عنوان شحنة لمستـثمر أوربي. الحادثة الاخرى التي تم الكـشف عـنها مؤخرا تـخـص شحنة أحـزمة ناسـفـة و متـفـجرات تم ضبطها على متـن طائـرة مدنية قـادمة من كاليفورنيا في الولايات المتحدة رمز الشر في العالم. كما انه تـدور احاديث مشوبة بالقـلق تجاه استبعاد أربع إطارات كبرى من المخابرات التونسية وسط أجـواء من التـشكـك و الريـبة في الحكـومة شبـيهة بما كان عـليه الحال زمن الترويكا و إن كان الأمر لا يـزال بـدرجات أقـل حـدة. فـزمن الترويكا النهضاوية الاسلاموية تـرسخ الاعتـقـاد أن حاميها حراميها و أن القائمين على أمور الدولة هم قائمون على أمور تخريـبها.
إحساس من الغـرق في دوامة من رياح الشك و الريـبة خاصة بعـدما تـم القـبض على الأمني "عصام الدردوري" الذي كـشف في برنامج تـلـفـزيـوني عن ثـغـرات رهيبة تمثـلت في إفـراج القضاء التونسي عن إرهابي قـد تم التـثـبت من تورطه الكامل في قـضية "باردو" الإرهابية. و للتـذكير فإن السيد "عصام الدردوري" يحضا بارتياح عام لدى الرأي العام نـظرا لكـونه يحمل صفات المصداقية و الإقـناع إضافة إلى ملامح وجهه التي تجعـلك أمام رجل قانـون و ليس رجل أمن. كان قـد بـرز مثل غيره من قيادات النقابات الأمنية زمن الترويكا حيث تعلـقـت بهم العـقول لكـونهم قـدموا صورة الدولة و المؤسسة الأمنية الشريفة حين ساد الاعتـقـاد أن الدولة تحولت إلى عـصابات فـاشية طائـفية لا علاقة لها بتـونس و الشعب و الثورة، و إنما بدوائر أجنبية مختـلـفة.
و مع ذلك فان الاحتجاجات الشبابـية لازالت متواصلة و إن كان الأمر قد احتكم إلى المعقولية و الهدوء و التحجيم لممثلي المعطلين عن العمل فـقـط. لكن برغم استمرار سيطرة الملف الاقـتـصادي على الانشغالات العامة، إلا انه يبدو أن أحـداث الأسبوع الأخير قـد مالت بالرأي العام نحو الاهتمام بالمسالة الأمنية، خاصة في أجواء الخوف و الرفض للحـرب القادمة المحتملة للحلف الأطلسي على ليبيا. خوف من الفوضى التي قـد تمتـد إلى تونس، و خوف من تـدفـق الليـبـيـين بأعـداد لا يمكن تحملها، إضافة إلى الخوف من ارتـفاع الأسعار كـنـتيجة لارتـفاع الطلب. أما الموقـف من ليبيا ذاتها فانه يشهد انـقـساما بين الرأي القائل أن الليـبـيـين مسئولين قبل غيرهم عما وصلت إليه الأمور نتاج الجهل و الانـتـقامية و الاحتكام إلى السلاح بدل الاحتكام إلى العـقـل، و بين الرأي الذي يرفض تدخل ما يسمونه بحلف الشر و المصائب في ليـبيا.
فهل سيتم ضخ جـرعات أقـوى من مضادات الثورة بحيث يـتوهمون إعادة السيطرة على المصائر و الأقـدار؟ وسط الحالة التخـديـرية العامة الشبيهة بالسديمية الغامضة نـتاج سرعة تـدفـق الأحداث المريبة التي تحيط الوضع بأجواء الخوف و الارتهاب من الآتي، يتأكـد البعـض من أصحاب الوعي الثوري ذوي النـفـوس القـوية الشجاعة أن الأمور تـتجه أكثر فأكثر نحو كشف جميع الـقـنوات الشيطانية التي تحاول الانـقـضاض على مصير الشعب و حريته، و يـتـأكـد البعـض الآخـر من العائشين كل يوم بيـومه أن الأمور تـتجه نحو الكارثة و التي يعبر عنها شعبيا بـ"البلاد داخلة في حيط". و طبعا فالإحـساس الشعبي العام يستـبـطن شيئا من الحـقيقة الكـلية بإحساسه العام. فكل ثورة تـكسر كل الجدران لتبني عالما جديدا...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع الاصنام
- بين أبي و إبني
- بين -غاندي- و -شكري بالعيد-
- المحبة من مهب الثورة
- الأفق التونسي المراوغ
- سؤال بناء الوعي في عالم متحرك
- الطائر التونسي المسلوخ
- الفردوس و الديناصور
- الروح في عالم الزبالة
- انقضاء السنة الداعشية
- تموت الحرية حين لا تقرع اجراسها باستمرار.
- ما أنا إلا أبي
- الجمالي السياسي التونسي
- من رعود -شكري بالعيد- الى سيدني
- بين الدائرة الجهنمية و المائية عالميا و عربيا
- القيامة السعودية
- برامجنا تعليمية ام تجهيلية
- لمن تبكي سيدي الرئيس؟
- في مواجهة اوكار الارهاب الممتدة
- اسقاط المقاتلة الروسية في تونس


المزيد.....




- لحظة القبض على صبي عمره 12 عاما يتسابق مع مراهق بالسيارة.. ش ...
- صحفيو غزة يدفعون ثمن الحقيقة
- العراق.. السوداني يشرف على الخطط الأمنية لعقد القمتين العربي ...
- الحوثيون يعلنون قصف هدف جنوب يافا
- رئيسة البرلمان الألماني: لا ينبغي للكنيسة أن تتحول إلى حزب س ...
- بسبب -تهديدات روسية- و-عودة ترامب-، مدنيون بولنديون يتوجهون ...
- زيلينسكي يرفض وقف إطلاق النار ل3 أيام ويوجه رسالة لمن سيحضر ...
- ترامب يُعلن كلا من 8 مايو و11 نوفمبر -يوم النصر- لأن -أميركا ...
- بنغلادش.. مظاهرة حاشدة ضد إصلاحات قانونية تضمن المساواة بين ...
- المغرب يطلق تحذيرا من خطر -سيبراني- كبير قد يطال المؤسسات ال ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - أي نار لأدخنة تونس