أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - حكومة التكنوقراط المرجوّة














المزيد.....

حكومة التكنوقراط المرجوّة


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5085 - 2016 / 2 / 25 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 9/2/2016 دعا رئيس مجلس الوزراء حيدر ألعبادي، إلى إجراء تغيير وزاري “جوهري” يضم شخصيات “تكنوقراط”، وطالب مجلس النواب بمؤازرة الحكومة مؤكدا أن العراق سيتجاوز ما سماها بـ”المحنة”. وقال ألعبادي في كلمة متلفزة، إنه “تم اختيار الوزراء على أساس اختيار الكتل السياسية حسب ما ينص عليه الدستور العراقي، وضمن التمثيل السياسي”، مشيرا إلى “أنني ومن منطلق المسؤولية ومستلزمات المرحلة ادعوا إلى تغيير وزاري جوهري يضم شخصيات مهنية وتكنوقراط”.( إنتهى الخبر).
ما كان للعبادي أن يدعو إلى تغيير وزاري جوهري إلاّ بعد أن أدرك ، ومن خلال اجتماعات مجلس الوزراء برئاسته خلال أكثر من عام ، أن وزراء الحكومة ليسوا أهلا لمناصبهم وإنهم مفروضون بحكم المحاصصة الطائفية والحزبية . وأن ثلاثة عشر سنة مضت ستتكرر دون إنجاز يذكر إن بقيت التشكيلات الوزارية على النمط الذي سارت عليه منذ 2003.
ورد الكثير من ردود الفعل على دعوة ألعبادي ، ومعظمها حملت أمنيات بتأييد تغيير في الهيكلية الحكومية . وجاءت من المواطنين العراقيين الصابرين على الضيم الذي لحقهم وما فجعوا به قبل بعد 2003. كما جاءت ردود فعل رافضة للتغيير كان أبرزها ما أبداه رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، يوم 13/2/2016 ، من التحفظ على دعوة ألعبادي لحكومة تكنوقراط جديدة، قائلا "ألعبادي كان قد وصف حكومته الحالية بأنها حكومة تكنوقراط، وجلهم من حملة الشهادات العليا لدى عرضها على مجلس النواب"، متسائلا عن "سبب تسجيل العبادي فشل حكومته، وطلبه استبدالها بحكومة تكنوقراط جديدة".إياد علاوي شأنه شأن إيٍ من رموز عملية المحاصصة السياسية توّاق للمنصب. و طالما كانت له مواقف حق أراد بها باطلا. ولابد أن علاوي يعرف جيدا أن صفة " التكنوقراطي" لا تكسبها الشهادات العليا وحدها للشخص . وإن "التكنوقراطية " هي الخبرة المتراكمة في حقل الاختصاص من خلال الممارسة العملية.
وعندما حاول ألعبادي تسويق دعوته لحكومة تكنوقراط أمام مجلس النواب يوم 20/2/2016 جوبه برفض منحه التفويض المطلق لتشكيل حكومة جديدة تضم أعضاءً من ذوي التخصصات و التكنوقراط . إذ تحفظ معظم أعضاء البرلمان على دعوة ألعبادي . فأفصح بعضهم مطالبين أن تبقى هيكلة الحكومة محاصصية وقالوا " إن كان لابد من التغيير فإن لدينا تكنوقراط في تكتلاتنا وأحزابنا ليشكلوا حكومة التكنوقراط ".
أين يكمن الخطر الداهم الذي يتهدد العراق إلى الأسوأ .؟. هو أن معظم رؤساء الأحزاب أو المتنفذين من حولهم في التكتلات والتيارات ... وبأي مسمى ممن إرتبط بالعملية السياسية يرفضون وبإصرار الإنسحاب عن المعترك السياسي ، لا بصورة حكومة تكنوقراط ، أو بأي تغيير يبعدهم عن مناصبهم التي إستغلوها للثراء غير المشروع والجاه . فإنهم على يقين إنّ مجيء حكومة تكنوقراط نزيهة لابد أن تطالهم المسائلة القانونية في ثرائهم غير المشروع وإستيلائهم على عقارات حكومية ( أملاك أميرية كما تعارفت تسميتها) كانت لساسة الحكم السابق وما قد إرتكبوه من مخالفات قانونية موثقة في ملفات كثيرة تحدث "المالكي " عنها مرارا من قبل وكان يهدد بها . وعن ملفات أخرى تحدث عنها خصوم حزب الدعوة وهم يهددون بها . وعند هيئة النزاهة وثائق وملفات تدين الجميع.
الخلاصة : حكومة التكنوقراط لن ترى النور إلا بتغيير شامل ... وهذا التغيير مرفوض من قبل مكونات العملية السياسية من أحزاب وتيارات ومجلس وتكتلات .. فالخطر الداهم هو أنهم جميعا مسلحون ولديهم مليشيات تمولها قوى خارجية من شرق العراق ومن غربه وشماله وجنوبه وإن أولئك الممولون يريدون أن يبقى العراق محجما مشرذما والدوافع اقتصادية وسياسية وطائفية . والخطر الداهم أن مكونات "العملية السياسية المحاصصية " كانوا قد قتلوا واقتتلوا من قبل وهم على أهبة الإستعداد للقتال دفاعا عن ثرواتهم وتسترا على ما إقترفوه من تجاوزات تجرمهم .
رحم الله الشاعر " أبو الحسن التهامي":
ومكلّف الأيامَ غير طباعها
مُتطلّبٌ من ماءِ جذوةَ نارِ
وإذا رجوتَ المستحيل فإنما
تبني الرجاء على شفيرٍ هارِ



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -. وأن غدا لناظره قريب -... مع التطورات في الإقليم
- رغم إنهيار أسعار النفط ... الاقتصاد العراقي قادر على تجاوز ا ...
- - ... وكل إناء بالذي فيه ينضح-
- لماذا أرسلت تركيا قواتها إلى مشارف الموصل؟
- قبل 2003 وبعدها ... العراق إلى أين ؟
- إسفزاز الغرب لروسيا يهدد السلم العالمي.
- لجنة أممية لتجريم مؤسسي -داعش- ومموليها
- الإصلاح وممكنات الإنتقال السلمي للسلطة في العراق
- تعريف الاصلاح
- فصول - كوميدية- في حرب تدمير سورية
- نتائج وتوقعات
- من سيطبق الإصلاحات ؟
- هل تقسيم العراق ممكن ؟
- الكُرد وحلم الدولة
- اليسار اليوناني إذْ يتولى إدارة الأزمة المالية
- الحرب ضد -داعش - من وجهة النظر الأمريكية
- ما حدث .... وما سيأتي
- فاقد الشيء لا يعطيه
- من يتحمل المسؤولية؟
- - داعش- .. الممولون والمنفذون والغرب


المزيد.....




- كارمن سليمان وروبي تشعلان أجواء الحفلات الافتتاحية لمهرجان - ...
- البيت الأبيض يعلق على تصريح ترامب حول -تغيير النظام الإيراني ...
- الموجات فوق الصوتية لزيادة فعالية المضادات الحيوية
- أردوغان يدين الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق ويؤكد دعمه ل ...
- ردا على قصف منشآتها النووية... إيران تستهدف قاعدة أمريكية بق ...
- عاجل| المتحدث باسم الخارجية القطرية: دولة قطر تدين الهجوم ال ...
- الاتحاد الأوروبي يجمد أصول 5 أشخاص مرتبطين بالأسد ويحظر سفره ...
- استطلاع: أغلبية الأميركيين قلقون من تصاعد الصراع مع إيران
- سقوط مُسيرة بعمّان تحمل رأسا متفجرا دون إصابات
- واشنطن بوست: حملة إسرائيلية سرية لترهيب قادة إيران العسكريين ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - حكومة التكنوقراط المرجوّة