أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رياض حمزة - - ... وكل إناء بالذي فيه ينضح-














المزيد.....

- ... وكل إناء بالذي فيه ينضح-


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 5036 - 2016 / 1 / 6 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دأب موقع الحوار المتمدن على نشر عدد غير قليل من الكتابات في إطار ( العلمانية ، الدين السياسي ، ونقد الفكر الديني ) . وكان بينها الرصين العلمي الذي إنبرى بالتحليل والمحاجة بقوة الفكر وسعة المعرفة بعرض آرائه على أسس منهجية رصينة . وكان هناك أيضا من تطرّف بالجنوح إلى الشتيمة الفجة والتحامل السمج بالإساءة الشخصية للرموز المقدسة في الدين الإسلامي. ولإعتزازنا ب " الحوار المتمدن " منبرا علميا رصينا .... نقول أن الكتابات التي تنطوي على الإساءة المباشرة للرموز المقدسة للدين الإسلامي لا تليق ب " الحوار المتمدن " ، ويجب أن لا يكون " الحوار المتمدن" ميدانا للإساءة والشتيمة . فالنقد العلمي أسمى من الإنحدار إلى الشتيمة والتجريح. وإن الترفع عن هذا الأسلوب يوحي بالأصالة الفكرية لمعظم كتّاب " الحوار المتمدن"
كان هدف المفكرين العلمانيين العرب ولا يزال وسيبقى هو التنوير ونشر الوعي الإنساني لتطوير الحاضر لمستقبل أفضل ، سواء في العراق أو في الدول العربية . ولما كان 95% من العرب مسلمين ، فإن الكتابات التي تطرفت بالتحامل الفج وجعلت نسف الإسلام برموزه وقرآنه وتأريخه هدفها ستكون قد أساءت للمنهجية العلمانية في التنوير ونشر المعرفة التي تُحدِثُ للتغيير بمنهجية علمية رصينة .
وعند مراجعة العديد من تلك الكتابات التي راحت تفند المسلمات القرآنية التي وجدت لنقل أمة في الجزيرة العربية ، في بيئة ظرفي المكان والزمان قبل خمسة عشر قرنا ، لا مكان لها في التأريخ الإنساني إلى أمة إمتلكت الإرادة ، كأيٍ من أمم الأرض الأخرى ، لتتوسع بنشر دين موثق بكتاب يعتبر ثالث الكتب السماوية التوراة والإنجيل .
يخطئ نقاد التأريخ ، من نشأ وتعلم وتثقف وتسلح بمنهجية المنطق المادي في القرن العشرين ، بنقد فلسفات وقيم وأعراف أمم عاشت لقرون مضت. فأمم الأرض التي تركت بصماتها الحضارية في بلاد الرافدين وحوض النيل وفي الهند والصين والإغريق والرومان ... وغيرها ، كانت محكومة بمؤثرات بيئة مادية كثيرة شكلت قيمها وأعرافها وسلوك قادتها وأدق تفاصيل الحياة في كل منها. تلك العوامل يمكن إيجازها بمفردة " البيئة الظرفية". بمعنى أن لكل حدث أو شخصية أو فلسفة أو عُرف يؤثر في كل منها بيئة ظرفين هما ( الزمان والمكان ) . ففي الجزيرة العربية " المكان " قبل خمسة عشر قرنا "الزمان" سادت أعراف وقيم أملتها بيئة الصحراء . ومقومات الحياة فيها الرعي والتجارة وبسبب شح مقومات الحياة وتناسبه عكسيا مع التكاثر السكاني ( 1 ) فكان الغزو والسلب بين قبائل جزيرة العرب من بين سبل العيش(2). وتلك الأعراف والقيم كونت بناء الشخصية العربية القيادية
فزعيم القبيلة العربية قبل ظهور الإسلام ( 610م) يجب أن يكون شجاعا متفوها ورجلا فحلا مزوجا وذا رأي مؤثر بقوة الحجة لكي يهاب ويحترم ... تلك الصفات عُرف بها النبي محمد بن عبد الله . ثم تناهى له القران الذي سار على مُعتقديْ العهدين ، التوراة والإنجيل ، ولكن بمنهجية مختلفة في رؤيته لحياة الإنسان وموتها وما بعد موتها . وكل ما جاء به القرآن يمثل المسعى لتغيير حياة الناس في جزيرة العرب قبل خمسة عشر قرنا إلى حياة أخرى بقيمها وأعرافها ومعتقداتها . ولما تحقق ذلك خلال عقيدين من الزمن من ظهور الإسلام ، أخذ الإسلام منحى التوسع . في المرحلة الراشدية أو الأموية أو العباسية. وإن عدنا لقراءة كل مرحلة لوجدنا أن بيئة الظرفين ، المكان والزمان ، أثر كبير في سلوك قادتها وحياة الناس في كل مرحلة. والمقصود بالبيئة هنا هو " البيئة الاجتماعية "
العلمانية تدعو إلى التنوّر والتجدد ونقد الواقع بالحجة والإقناع . و أن الشتيمة والإساءة إلى الرموز الإسلامية بذريعة نسف وتفنيد كل ما ورد من تعاليم الإسلام في القران ستُحدث ردود أفعال تتسم بالعنف . فبقدر ما يوجد من المتنورين يوجد أضعاف وأضعاف من الجهلة من ذوي العقول المتحجرة من المسؤولين في الدول العربية والإسلامية ومن المثرين . وبتضافر الإثنين ، المسؤولين والمثرين ، ظهرت القاعدة وداعش وكل العصابات الإجرامية التي تنشط باسم الإسلام.
فالمنهجية العلمية في النقد يجب أن تتفهم البيئة الاجتماعية بظرفيها " الزمان والمكان " وتعطيهما اعتبارا في تكوين الشخصية القيادية والقيم والأعراف الاجتماعية السائدة .

( 1) توماس روبرت مالتوس (14 فبراير 1766 - 23 ديسمبر 1834) نظرية السكان
( 2) سان سيمون ( ، 17 أكتوبر 1760 ــــ 19 مايو 1825 ) ، التفسير المادي للتاريخ.



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أرسلت تركيا قواتها إلى مشارف الموصل؟
- قبل 2003 وبعدها ... العراق إلى أين ؟
- إسفزاز الغرب لروسيا يهدد السلم العالمي.
- لجنة أممية لتجريم مؤسسي -داعش- ومموليها
- الإصلاح وممكنات الإنتقال السلمي للسلطة في العراق
- تعريف الاصلاح
- فصول - كوميدية- في حرب تدمير سورية
- نتائج وتوقعات
- من سيطبق الإصلاحات ؟
- هل تقسيم العراق ممكن ؟
- الكُرد وحلم الدولة
- اليسار اليوناني إذْ يتولى إدارة الأزمة المالية
- الحرب ضد -داعش - من وجهة النظر الأمريكية
- ما حدث .... وما سيأتي
- فاقد الشيء لا يعطيه
- من يتحمل المسؤولية؟
- - داعش- .. الممولون والمنفذون والغرب
- لماذا كان الأوروبيون روّاد الحضارة الصناعية التكنولوجية الح ...
- أحداث و وقائع مهدت لغزو الموصل
- التجسس الغربي .... أداة مؤسسية منظمة لفرض الهيمنة والعقوبات


المزيد.....




- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الحديث 2025 وخطوات تثبيتها بطريقة ...
- موعد عيد الأضحى 2025.. تفاصيل فلكية دقيقة وتوقعات بالإجازات ...
- الضفة الغربية.. جيش الاحتلال يهدم منزلين فلسطينيين في سلفيت ...
- إريش فْرِيد شاعر يهودي نمساوي أحرق مؤيدو إسرائيل قصائده
- دلفين هورفيلور حاخامة يهودية فرنسية تدعو لكسر الصمت بشأن جرا ...
- زعيم كوريا الشمالية يزور -الأب الروحي-: سيظل خالدا بأذهاننا ...
- وزير الخارجية الإيراني: لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا ا ...
- ايس كريم ايس كريم .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل س ...
- أحلى أناشيد وأحسن تعليم.. استقبل الآن تردد طيور الجنة الجديد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رياض حمزة - - ... وكل إناء بالذي فيه ينضح-