قناة الجزيرة .. (1)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)

الحوار المتمدن-العدد: 5078 - 2016 / 2 / 18 - 03:30
المحور: الصحافة والاعلام
    

" أعطنى إعلاماً بلا ضمير.. أعطِك شعباً بلا وعى"،
مقولة شهيرة قالها جوزيف جوبلز، وزير الإعلام النازى لدى هتلر فى أربعينات القرن الماضى، توضح مدى ارتباط مؤسسات الإعلام بسلطة الحاكم أو الداعم أو المُمَوّل..
بالرغم من كل هذا التقدم التكنولوجى الذى نعيشه فإنه لا يزال هناك من يتحكم ويفرض .. ويُدلس ويكذب ويُزور الحقائق ..بل وربما مازال ينجح في ضلاله وتضليله ، مع كل أسف ..
لا يوجد شكٌ لدي أنه ليس هناك اعلام حيادي أو موضوعي مائة بالمائة .. ولا أظن أنه يُمكن أن يوجد هكذا اعلام في العالم في يوم من الأيام .. طبعاً ، لما نعرفه جميعاً عن علاقة سلطة المال وهيمنتها على أدوات التواصل ( الميديا ) سواء المقروءة أو المسموعه أو المنظورة التي توجه الرأي العام .. بما يخدم تلك السلطة ويحقق أهدافها سواء السياسية أوالإقتصادية أو الفكرية .. الخ
لكن - مع كل أسف – هناك بعض من وسائل الإعلام والقنوات الإخبارية التي تمتلك سطوة الإنتشار والشهرة، ويُرصدُ لها ميزانيات مالية تعادل ميزانيات بعض الدول، باتت تستحق أن تُسمى بحق إعلام العبيد ، أو إعلام الفتنة ( كما يطيب للكثير من الحكومات العربية أن تسميها) .. لما تقدمه هذه الوسيلة من هشاشة في نقل الأخبار، ومكرٍ خبيثٍ في تحليل الأحداث المتلاحقة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط ..
بأسلوب فظ ووقح يكشف عن حقيقة المستوى المتهافت الذي وصل إليه خطابها الإعلامي، وذلك عبر تشويهها المضلل والمؤذي، ليس للحقائق والوقائع فحسب ، بل للفهم العربي العام ..
فقد أضحت هذه القنوات مُستهترة بعقل المتلقي إلى درجة لا تطاق، ومُنحازة برعونة قميئة ومفضوحة إلى نسق فكر ما ، الى درجة تدعو الغثيان ..
وتحض أي عاقل حر للكشف عن مثالب هذا القنوات الإعلامية وحجم الخراب الذي تتسبب به في عقول المتابعين لها ..
ولعل قناة الجزيرة القطرية أولاها وليس آخرها، لمن أراد مثالاً جلياً للقماءة الإعلامية التي وصل إليها الخطاب العربي في الإعلام المعاصر ..
فقد كانت بدايتها القوية في 1 نوفمبر 1996 له أثر بالغ على الواقع الإعلامي العربي، فقد حرض ظهورها الناجح الكثيرين في المنطقة على السعي إلى منافستها ، مما فتح الطريق لظهور قنوات إعلامية أخرى ، باتت تنافسها في المكانة وبعدد المتابعين ، وربما تساويها في الإنتشار العالمي، لكن بالتأكيد الذي يُجمع عليه العديد من الوجوه الثقافية، يبدو أن لا أحد باتَ يتفوق على قناة الجزيرة القطرية بالرداءة والإنحياز وغياب الموضوعية .. ..
وهو الأمر الذي يُعلل سبب أفول نجمها شيئاً فشيئاً ، بالقياس عما كانت عليه في بداية مسيرتها ..وانفضاض الكثير من متابعي الأخبار عن متابعتها أو إعتبارها كمصدر موثوقٍ به .
وللحديث بقية ...

#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل