محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5076 - 2016 / 2 / 16 - 19:51
المحور:
الادب والفن
تمشي جانيت في المدينة وتراه.
كان يحفظ الأزقة المتفرّعة من الباب الجديد عن ظهر قلب. تروقه الرطوبة المنبعثة من الأزقة وحجارة البيوت. تحت إحدى النوافذ يقف، وهو يتقلّد قطعة سلاح تسلّمها للدفاع عن المدينة. إنه متطوّع في فرقة الزنّار الأحمر، والمدينة تعيش أيامها ولياليها تحت قصف المدافع وطلقات الرصاص. وهو واقف تحت النافذة في انتظار المرأة التي وقعت عليها عيناه قبل أيام، فأعجبه جمالها، أعجبه فستانها الأرجواني. وهي أعجبتها قامته العالية.
مشت معه كأنهما خطيب وخطيبته. قالت إنها تخاف. قال لها: لا تخافي. وحينما وجدا نفسيهما في زقاق خال من المارّة، ضمّها إلى صدره وقبّلها، ثم قادها من يدها وهما يمشيان.
بعد أسابيع معدودات ظلّت هي في المدينة، وهو غاب تحت التراب.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟