محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 14:40
المحور:
الادب والفن
وأنا أمشي في حيّ القطمون تذكّرت سلطانة التي جاءت للإقامة في البيت الجديد في حيّ القطمون، فلم يمهلها المرض إلا أشهراً معدودات. تصحو في الليل وهي على وشك أن تختنق. يفتح زوجها الشبّاك لعلّ نسمة هواء تدخل البيت. يحتضنها ويسند رأسها إلى صدره. يتلمّس جبينها وشعر رأسها ويحكي لها بعض حكايات لعلّها تنام.
تغفو قليلاً ثم تصحو ولا تعود قادرة على النوم. يقترح عليها أن يحضر لها طبيباً، وهي لا تريد أن تتعبه، تقول إنها ستنتظر حتى الصباح، وهو يرتدي بذلته ويضع طربوشه على رأسه ويخرج بحثاً عن طبيب.
يعود بعد ساعة ومعه طبيب. الطبيب يفحص جسدها، وزوجها يتأمّل الجسد الذي كان قبل شهر واحد في أبهى تكوين. والطبيب يخرج من حقيبته علبة دواء.
تغفو ساعتين أو ثلاثاً، وهو يتمدّد لصق جسدها المهدّم، كأنّه يتمنى أن يموت قبلها كي لا يراها وهي تموت.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟